سمير ديلو يحترق على أسوار "الفيس بوك" و يصبح رجل دولة بإمتياز
رافع القارصي - تونس / ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6768
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أن تحترق الأجسام القابلة للإشتعال كلما أقتربت من النار و مشتقاتها فهذا قانون الطبيعة الذى تعطل مرة واحدة مع سيدنا إبراهيم عليه و على نبينا السلام و لا أحسب أنّ أجسام ثواّر التوافق فى حكومة القصبة ينسحب عليهم هذا الإستثناء حتى و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
تتأكد هذه القاعدة مع فئة من معارفنا كانوا يحترقون زمن الدكتاتور آخذين مثالهم من الشموع التى تحترق لتحول العتمة إلى ضياء و نور .
و لكنّهم عندما أصبحوا من ولاة الأمور بعد ثورة شعب مقهور إحترقوا وأزدادوا إحتراقا فتحول بعضهم إلى رماد بعدما كان نارا فى سنوات الجمر ولم يشبهوا للأسف فى تجربة الإحتراق الثانى حتى صغارالشموع .
حيث إحترقت أجسادهم المطوقة بأربطة العنق ينيران دولة مازال تسكنها الروح الشريرة لآلهة السابع من نوفمبر و كذا مؤسيسها الطاغية المقبور .
دولة من آياتها أنّها تحرق تاريخ كلّ من توغل فى أعماقها و آبتعد عن يابسة الجماهير و غيّر خبز الفقراء و المستضعفين بمرطبات المترفين من وزراء فروا من متاحف الأقدمين أو رجال أعمال مالهم قد يكون مالنا لو قام فى البلاد سيف العادلين حتى إذا سقط أحدهم فى اليم كالمسكين أطلق عليه سحرتها لقب رجل دولة صفة يطلقونها على من غيّر لسانه و جلده و أختار أن يفعل كما فعل زعيم "البلدية" فى مسرحية الماريشال لصاحبها المسرحى المرحوم عم حمدة بن التيجانى .
معز بن غربية إعلامى بنفسجى من طلقاء الثورة إستدعى فى برنامجه المباشر التاسعة مساء وزيرين إثنين .
الأول توزّر فى حكومة السبسى و أصبح بعد إعادة الإنتشار من قيادات حزبه " نداء بن على " و يحمل من الأسماء لزهر العكرمى .
و الثانى توزّر فى حكومة شرعية و أصبح المسؤول الأول عن ملفى حقوق الإنسان و العدالة الإنتقالية و يحمل من الأسماء سمير و من الألقاب ديلو .
وزيران إثنان نظريا و طبقا لقانون الثورة لا يلتقيان و لكن من فرط المجاملات و التشريفات و التوافقات و الحسابات أصبحا روحان فى جسد وزير واحد .
إذا نطق الأول تبسّم الثانى و إذا تكلم الثانى وافقه الأول حتى خلت أنّهما ينتميان إلى فريق واحد و يلعبان داخل مربع واحد .
ما جلب إنتباهى فى تلك السهرة التنكرية أنّ السيد سمير ديلو الذى حررته الثورة و أستوزرته نجح نجاحا باهرا فى تقمص دور رجل الدولة المتخفف من أعباء فقه سنين الجمر و مرجعية الثورة حتى إنّ زميله لزهر العكرمى تفاجئ بقدرة زميله على السباحة فى مياه أعماق الدولة فقال متوجها له بالخطاب لوكان كل رجال النهضة مثلك لتركت السياسة و عدت لفتح مكتب المحاماة و أنا مطمئن على مستقبل البلاد .
ما إستقر فى ذهنى بعد مشاهدة وقائع المسرحية التنكرية أنّ رجل الدولة إمتيازا و شهادة بإمكان جميع الوزراء الحصول عليها إذا أدّوا حقها و آلتزموا بفقها و آبتعدوا عن مناصرة الثورة و الثوار .
فمن شروطها أن يعتبر الوزير المترشح لهذه الصفة أنّ الثورة حدثا تاريخىا بدأ و آنتهى و علامة نهايته إعطاء التأشيرة القانونية لتكوين أحزاب تجمعية فى ظل حكومة الشرعية .
و من شروطها كذلك ملازمة الوزير الحياد فى المعركة الدائرة بين الثورة و لصوص الوطن قتلة الشهداء أبناء البلاد .
و من شروطها وصف ثوّار الفيس بوك بالمليشيات المارقة عن القانون و المهددة للتوافق المأمول
ومن شروطها رد الإعتبار لرمز الثورة المضادة جلاّد الدولة فى كل العصور الباجى قايد السبسى الوزير الذى وصفه شيخك بأنّه قطعة متحفية من تركة بورقيبة المقبور .
هنيئا لك أيّها الوزير يا سمير يا ديلو لقد توفرت فيك كل الشروط و أصبحت ثانى وزير فى حكومة الترويكا يحمل صفة رجل دولة و لكنّها صفة لا تسمح لك يتناول قهوتك مع أبناء شعبك فى مقاهى الفقراء لأنّك جيناتك منذ البارحة لم تعد تقدر على تذوق "بن قهوة " الغلابة و لم تعد مناكبك قادرة على مزاحمة الجماهير فى الحافلة الصفراء .
لا تغتر إنّها تهانى فى طعم العزاء ….
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: