من وحى خرافة إستقلال القضاء و تواصل الكرم الحكومى مع رموز الجريمة النوفمبرية
رافع القارصي - تونس/ ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7732
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من يحكم تونس ؟؟؟؟؟
مرة أخرى يتم الإفراج عن أحد أعمدة الجريمة النوفمبرية زمن الدكتاتورية المدعو البشير التكارى الذى كانت آخر جرائمه تبريره لعمليات القتل الممنهج الذى تعرض له شباب الثورة عندما إستدعته قناة الجزيرة فى إحدى نشراتها على الهواء مباشرة أيام قليلة قبل سقوط الدكتاتور .
لم أشك يوما فى أنّ هذه الحكومة إختارت أن تتزين بزينة الكرم فى تعاملها مع أعداء شعبنا و الثورة على التزين بزينة العدل و القصاص و هى القيم التى تزيّن بها شباب القصبة و الثورة ولكنّ حكّام القصبة بعد أن أوصلتهم الثورة للسلطة آثروا زينة أخرى أجزم يقينا أنّ موادها و مكوناتها أبعد ما تكون عن القيم الجمالية و عن الذوق السليم يظهر ذلك جليا فى حالة النفور العام من هذه الزينة كلّما فاحت روائحها فى السياسات المتبعة مع أزلام النظام ورموز الجريمة التجمعية .
زينة رأس سنامها كرم "شرعى " أحرج حاتم الطائى فى قبره و أظهره فى ثوب البخيل مقارنة بكرم الحكومة الذى توزع بالعدل و القسطاس على جزء كبير من عتاة المجرمين النوفمبريين كان أولهم شقيق الدكتاتور المدعو قيس بن على هذا " المسكين " الذى إعتقد أن البلاد تسوسها حكومة ثورية فقرر الإختفاء بسرعة جنونية و لما علم أنّ ذلك أضغاث أحلام ثورية تخفف من حالة الإختفاء المغلّظ الذى كان عليها فتفطن له أعوانه القدامى الذين بدورهم إعتقدوا أنّهم سينالون بهذا الصيد الثمين لقب حرّاس الثورة و إذ بالقضاء المستقل يقضى على أوهامهم و يفرج على صيدهم بعد أن قرر فقهاء العدل أنّه تتطهر من الجنابة الجنائية و السياسية فى حمامات لا يعلم سرها إلا من بقى يدير فى الظل أطوار و مشاهد المسرحية .
قائمة المتمتعين بالكرم الشرعى الذى تزينت به حكومة القصبة طويلة جدا جمعت بين كل مكونات سدنة المعبد النوفمبرى نجد فيها كبار اللصوص و الذين يقال لهم فى عرف رجال الدولة الجدد رجال أعمال أما الذين إكتوا بنارهم فيطلقون عليهم إسم "رجال لعمايل " و بطبيعة الحال لا تسأل عن كبار الجلادة الذين تمتعوا هم كذلك بكرم وافد على قاموس العدالة أطلقوا عليه إسم التقاعد الوجوبى الذى فى الحقيقة ليس إلا إفلات من العقاب مغلف بغلاف أنيق مزكرش و معطّر بعطر الشرعية الإنتخابية .
ما جلب الإنتباه فى الخطوة الكريمة الأخيرة التى شملت أحد سحرة الدكتاتور المخلوع الذى زيّن له تحوير الدستور ليحكم فينا إلى أبد الدهور المدعو التكارى أنّها جاءت أيام قليلة بعد أن أفرج القضاء المستقل جدا عن شقيق البشير التكارى من الرضاعة حيث رضعا كليهما من حليب الفساد النوفمبرى حتى الثمالة المدعو عبد الرحيم الزوارى الذى كان من المفروض أن يحاكم طبقا لأحكام كل المجلات الجنائية لدول المنطقة على إعتبار أنّ المجلة الجنائية التونسية بمفردها غير قادرة على تكييف أفعاله و تنزيل العقاب العادل الذى يستحقه نظير ما آقترفت يداه من نهب و فساد و نظير مشاركته فى التخطيط و التنظير لدولة الإستبداد و العنف و لكن مرة أخرى يضرب كرم فقهاء العدل بشدة و يسندوا لهذا المرتزق النوفمبرى لقب " طاهر نظيف يلجج " خرج من السجن كيوم ولدته أمّه .
و أنا أقلّب تاريخ "الكرم الشرعى " لحكومة القصبة مع رموز الجريمة النوفمبرية لفت إنتباهى أنّ أسرع كرم على الإطلاق تمتع به محامى الشيطان المرتزق المدعو برهان بسيس الذى أذكر أنّه بقى أقل من 24 ساعة رهن „ الإعتقال „ فى ثكنة لعوينة بالعاصمة و بذلك دخل كرمه موسوعة غينس للأرقام القياسية حيث فكرنى خبر الإفراج عنه بتلك السرعة تلك الأهداف التى تسجل بعد ضربة البداية فى مقابلة كرة قدم و الجماهير مازالت لم تستقر بعد فى أماكنها .
للأمانة لابد أن أسجّل أن ما يحسب لهذه الحكومة الشرعية أنّها تملك قدرة على التنويع فى تسجيل أهداف الكرم الشرعى مع أعداء الثورة فمرة بعد الإعتقال مباشرة كما حصل مع برهان بسيس و مرة بعده بقليل ومرة بعده بكثير و مرة و هو ما يميّز تجربتها فى الحكم حتى قبل الإعتقال وهو أغلى أنواع الكرم على الإطلاق لا يتمتع به إلا من تطّهر و دخل بيت الطاعة و قبلت توبته .
كلمة فقط أسوقها لضحايا التصوّف الحزبى الذين مازالوا يبررون التطبيع مع أعداء الثورة بإسم التوافق و المصلحة الوطنية و ثقافة ّ“ سبق الخير تلقى الخير „ وشقيقتها „ يزى من الفتنة "خلّى الحكومة تخدم“ أقول لهم ألا فى الفتنة وقعتم ألم تعلموا أنّ التصالح مع الظالمين أعوان الدكتاتور المخلوع كبيرة سياسية و هى أم الفتن لأنّها تفتح الباب على مصراعيه أمام القصاص الفردى لكل الضحايا الذين أوغلت العصابة النوفمبرية فى أموالهم و دمائهم و أعراضهم وهو باب إن فتح فليس له من شبيه إلا باب الجحيم عفاكم الله لأنّ رياحه المنبعثة منه ستقتلع السلم الأهلى و هيبة القضاء و الدولة و أوتاد خيمة الوطن التى تجمعنا جميعا فهل أنتم منتهون ؟؟؟؟؟
وفى الأخير رجائى للحكومة أن تبتعد فى المرات القادمة عن توزيع كرمها فى الأياّم التى تسبق ذكرى تولى الصنم النوفمبرى الحكم ذكرى كارثة 7 نوفمبر و إعتبارها أيأم حرم يحرّم فيه الكرم حتّى لا تصيبكم لعنة الشهداء لأنّ كرمكم مع من أهانهم على الهواء و نال من دمهم الطاهر يسمى فى عرف الثوار و الأحرار إهانة و إهانة الشهداء قتلة ثانية و جريمة فى حق الله و الوطن و الثورة فهل أنتم فاعلون
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: