الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7812
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رغم أني قررت سلفا أن أضرب عن الكتابة و ذلك تضامنا مع كل الذين يحملون ألامهم في داخلهم دون أن يستطيعوا حتى مجرد التعبير عنها و كذلك لشدّ أزر رفاق القلم و القرطاس إلّا أنّي لم أستطع مقاومة رغبة جامحة في الكتابة خصوصا في هذا اليوم التاريخي الذي يضرب فيه الصحفيون التونسيون للمرّة الأولى في تاريخ الصحافة التونسية.
إنّه بالفعل يوم إستثنائي حيث يحدث للمرّة الأولى أن يقوم الصحفيون بإضراب عام دفاعا عن حريّة النشر و التعبير لكن في هذه اللحظة تذكرت ذاك الكمّ الكبير من القمع لما ينادي به الصحفيون في هذا اليوم زمن بورقيبة و بن علي اللذان أحكما قبضتيهما على كل الأقلام و كممّا جميع الأفواه التي رغم كلّ هذا لم تسعى في يوم و لو لثانية واحدة في غفلة من الديكتاتورية أن تضرب حتى يعرف العالم الخارجي أننا في تونس نعاني قمعا شديدا للحريات و بالتالي لا يقوم إتحاد الصحفيين العرب بتكريم المخلوع تقديرا لرعاية سيادة الموصولة لحرية التعبير.
تمنيت و لكن ما كلّ ما يتمناه المرء يدركه تمنيت لو تمّ هذا الإضراب دون مساندة من بعض الأطراف التي أعتقد أنها لا تضيف لنضالات الصحفيين التونسيين أي شيء فمثلا إتحاد الصحفيين العرب الذي هبّ لمساندة الصحفيين في تونس و كذا يفعل مع صحفيي بلدان الربيع العربي قام في وقت قريب جداً أي قبل الثورة بقليل قام بتكريم ديكتاتور تونس الهارب و هذا دليل على مدى نزاهة هذا الإتحاد الذي لا يحرك ساكنا تجاه ما يلاقيه زملائنا في بلدان الخليج العربي أمّا بالنسبة لإتحاد الصحفيين الأفارقة فيكفي أن نشير إلى علاقات بعض أعضائه بأنظمة هالكة أو متهالكة كنظام المقبور القذافي.
شيء أخر لم أفهمه و هو هذا الكمّ الكبير من السياسيين الذين تداعوا جمعا و فرادى لمساندة إضراب الصحفيين و لا أظن أن جميعهم يؤمن حقيقة بحرية التعبير و خاصة النشر نظرا لمواقف الكثير منهم تجاه الصحافة و الصحفيين و لا أدلّ على ذلك عدم تقبلّهم للنقد الموجه لهم و لأحزابهم لكن ربّما هو تسجيل مواقف لا أكثر و كم كنت أتمنى أن لا يقع تسييس هذا الإضراب حتى يحقق الأهداف التي رسمت له لأن دخوله دائرة التجاذب السياسي كفيل بأن يجعله يضيع بين هذا و ذاك و لا تتحقق المطالب نتيجة المزايدات التي يحترفها جميع سياسيينا.
أعتقد أن الإضراب في حدّ ذاته مسألة فيها نظر لأنّه ربما كانت هناك مسارات أخرى كان من الممكن إتباعها لتحقيق ما يراد تحقيقه لأن الإضراب خاصة في قطاع يتميز بخصوصية كالقطاع الإعلامي يمكن أن لا يحقق أيّ نتيجة بل من الممكن أن تكون النتائج عكسيّة و هذا ما لا تتمناه طبعا.
مكافح في الجبهة الفكرية
الناصر الرقيق
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: