منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6234
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
(قُتل الإنسان ما أكفره) ،،، كان الشعب ، كلّ الشعب طيلة عقود من الزّمن و خصوصا العشريتين الأخيرتين يرزح تحت الظّلم و القهر و الإقصا ء و التّكميم حتّى تعوّد هذا الشعب بنُخَبه و عامّته على الإنصياع و الإمتثال كلّهم- كبير و صغير و حتّ اللّي يِِدبي على الحصير- و منهم من زاد طوْعا ومن نفسه التملّق و الإنبطاح و الهرولة للحاكم و حاشيته و مقرّبيه و أهله، و لم يكن أحد يجرأ أن ينبس ببنت شفة ويخاف حتّى من ظلّه الذي هو منه ! هكذا كان الحال ...
لكـــــــــن من بعد الثورة ، رأينا العجب العُجاب ،رأينا المكمّمين و المكبّلين نُخبا و ساسة و عامّة انطلقت ألسنتهم وبانَ بطشهم و ظهرت – فْلاحتهم – بل تعدّت الحدّ و ما بلغ حدّه طبعا ينتهي إلى ضدّه ، رأينا حوارات و نقاشات تحت عناوين الإصلاح و التأسيس لنظام غير الذي كان فتنقلب هذه النقاشات إلى سباب و شتائم و تشكيكات و عرْقلة لكلّ جهد يريد النّهوض بالبلاد و اعتداء على الخصوصيّات.
رأينا الكثير من العامّة انخرطوا في موجات احتجاجات و اعتصامات و قطع للطرق و مصالح العباد و إعتداءات مجّانيّة و خروقات للقانون و تعدّي على الأملاك الخاصّة و العامّة بسبب أو من غير سبب ، صار كلّ شيء لا يُعجبهم و كلّ تمشّي لا يكون في صالحم مباشرة و لا يخصّهم فقط دون سواهم هو في حكْم المرفوض قطعا ..!
التعدّي على مؤسّسات الدولة يتكرّر كل يوم ، التعدّي على نواميس الدّولة و سيادتها ومن ينفّذون القانون صار شيئا معتادا بعد أن كان ( بوليس يحكم في حيّ كامل و رئيس شعبة بقدر ْ الرئاسات الثلاث ...و العُمدة هو الكلّ في الكلّ )
يظهر أنّنا أخذنا جرعات زائدة من الحريّة و لم نقدّرها حقّ قدرها ، نعم كلّ إنسان سويّ يحب الحريّة و يسعى للحريّة لكن أن تكون فوضى و قانون غاب و ذراعك يا علاّف و يحلّ التهديم محلّ البناء و تتعرقل مسيرة التنمية و يُدفع بالبلاد نحو طريق الهاوية فالحريّة نفسها تنكر و تتبرّأ من هذه السلوكات ..
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: