البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الفيلم و السفارة أخر حلقات مسلسل غباءنا القديم

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7363


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


صدق صاحب القول حينما قال " يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوّه " فالجاهل كثيرا ما يرتكب حماقات قد تؤدي به إلى مساوئ الأمور في الخاص والعام و الجهل كما يعرّف ليس عدم معرفة القراءة و الكتابة بل هو عدم الوعي بمتطلبات الواقع الذي يفرض على العاقل قراءته قراءة متأنية و معمّقة حتى يتسنى له إتخاذ القرار الصحيح فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان لا يحسن القراءة و لا الكتابة و مع ذلك كان اعلم الناس و كان ذو عقل راجح و حكيم يحسب لكل شيء مهما صغر حجمه ألف حساب و قد تعلمنا من خلال سيرته الشريفة أن الجهل لا ينجلي عن عقل الإنسان بمجرد قراءة كتاب أو إثنين بل بالكثير من الإنصات و التحلّي بالخلق السمح الكريم في المعاملة و هو ما تجلّى في قول الله تعالى " و إنك لعلى خلق كريم" و في حديثه الشريف "الدين المعاملة" و كذلك حديث " أدبني ربي بأحسن تأديبي".

صحيح أن الغيرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و الذبّ عن عرضه الشريف هو من صميم ديننا الحنيف و عقيدتنا السمحاء و لا يختلف فيه أحد لكن يبقى السؤال الكبير هنا هو كيف يكون ذلك؟
فهل بمشاهد الحرق و التخريب و السرقة و الإعتداء على أملاك الأخرين ننتصر لرسول الله صلى الله عليه و سلم أكيد لا لأن ما حدث أمام السفارة الأمريكية لا يعدو أن يكون حلقة جديدة من ذاك المسلسل القديم الذي ألفناه منذ مئات السنين و هو مسلسل الغباء العربي الإسلامي حيث أن هذه الشعوب العربية و الإسلامية أو البعض منها ألفت لعب دور الكومبارس الذي يتم إستدعاءه في كل حلقة عنوانها التدمير أو الإساءة لصورة من الصور الجميلة في أوطاننا فيقوم بلعب دوره بكل إتقان ثم يعود دون أن يحصل على أجرته بل على العكس يكون قد ساهم بشكل ما في تمويل هذا المسلسل و دعونا نستذكر البعض من الحلقات الحديث من هذا المسلسل.

فأولى الحلقات كانت مع الكاتب الإيراني سلمان رشدي الذي كتب "أيات شيطانية" حتى صدرت الفتاوى بقتله و هو ما جعل الرجل أشهر الشخصيات في العالم و أيبح رمزا لحرية الفكر و كان يمكن لأصحاب هذه الفتاوى التي لم تقدم و لم تؤخر أن يرفعوا دعوى ضد هذا الشخص و كفى أما الحلقة الثانية فكانت مع ممثلة صومالية مغمورة تدعى رشيدة قيل أنها مثلت فيلم يسيء للإسلام و كالعادة إنهالت الفتاوى من كل حدب و صوب ثم مع ذاك النائب الهولندي المتطرف و أيضا القس الأمريكي جونز المعادي للإسلام و كلها في إعتقادي معارك خسرناها بسبب الغباء و عدم قدرتنا على التحكم في أعصابنا حتى نتمكن من إدارة الصراع على النحو الصحيح.

هذا كان خارجيا أما محليا فكانت البداية مع فيلم "لاربي لا سيدي" لزائرة إسرائيل نادية الفاني و كذلك الفيلم الإيراني "برسيبوليس" إضافة لما عرض من لوحات في معرض العبدلية و كان في كل مرة تخرج الجماهير متوعدة بالثأر ممن تعدى على مقدساتنا لكن للأسف الشديد كنا في كل مرة نتحول من ضحايا نطلب حقنا إلى مجرمين مطلوبين للعدالة بسبب ذاك الغباء الذي أدى بالعديد منا للإعتداء على المقار الأمنية و على الأملاك الخاصة و العامة خاصة في حادثة العبدلية و كان الخاسر الأكبر هو نحن الشعب التونسي لأن من أنتجوا أو عرضوا هذه الأفلام لم يتضرروا من أي شيء بل صنعنا منهم نجوما دون أن نعلم و تبقى حادثة السفارة الأمركية أخر حلقات هذا الغباء فالمتضاهرون هم تونسيون و كذا أعوان الأمن و ما تم حرقه و تخريبه هو أملاك الشعب التونسي أما الأنكى من كل ذلك هو أن القتلى تونسيون أيضا إذن هذه الحلقة الجديدة كانت مؤلمة و تراجيدية إلى أبعد حد ّ.

ربما يكون ما حصل إنذارا قويا لنا بأنه علينا مراجعة العديد من الأمور أهمها التصدي لهذه المجموعات التي تقوم بتجنيد شبابنا و دمغجته لإستعماله كوقود في معارك وهمية لن نجني منها سوى الدمار فحربنا الحقيقية الأن هي ضد البطالة و عدونا الرئيسي هو الفقر و نصرة رسولنا صلى الله عليه و سلم تتثمل في العمل بجد على النهوض بوطننا للمساهمة في مرحلة ثانية من النهوض بأمتنا العربية و الإسلامية إنه فعلا تحدي كبير لكن ليس مستحيلا خصوصا على شعب كان و لازال له من الإرث الحضاري و الثقافي ما يمكنه من إمتصاص الصدمات مهما كان حجمها و القليص من حجم تأثيرها على سير حياته الطبيعية.

بقي أن نشير أنه من المفارقات أن الدول التي شهدت إنفلاتات أمنية في أعقاب نشر بعض اللقطات من الفليم المسيء للرسول عليه الصلاة و السلام هي بلدان الربيع العربي بالإضافة للسودان و كأني بأصحاب هذا العمل الحقير حققوا ما أرادوه و هو التشويش على هذه البلدان و ربما إدخالها في فوضى مقصودة و حتى تعكير علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية هذا المعلوم أما ما خفي كان أعظم .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الفيلم المسيئ للنبي، الإساءة للنبي، التهجم على الإسلام، مقتل السفير الأمريكي بليبيا، حرق السفارة الامريكية بتونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بوادي، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، مصطفى منيغ، محمود سلطان، صلاح الحريري، صلاح المختار، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، خالد الجاف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - مصطفى فهمي، حميدة الطيلوش، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، محمد عمر غرس الله، محمد علي العقربي، د - صالح المازقي، صفاء العربي، عمار غيلوفي، د. عبد الآله المالكي، أنس الشابي، العادل السمعلي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، إيمى الأشقر، طارق خفاجي، المولدي اليوسفي، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، محمود طرشوبي، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، عزيز العرباوي، محمد العيادي، صباح الموسوي ، د - شاكر الحوكي ، رضا الدبّابي، رافع القارصي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. خالد الطراولي ، د- جابر قميحة، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بن موسى الشريف ، منجي باكير، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، سلام الشماع، حسن عثمان، وائل بنجدو، بيلسان قيصر، د - المنجي الكعبي، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، محمد يحي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، كريم السليتي، الهيثم زعفان، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، صالح النعامي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، عراق المطيري، ضحى عبد الرحمن، أحمد الحباسي، سلوى المغربي، د. طارق عبد الحليم، مجدى داود، كريم فارق، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي الكاش، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد شمام ، محرر "بوابتي"، د. أحمد محمد سليمان، أ.د. مصطفى رجب، سامح لطف الله، عمر غازي، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، سعود السبعاني، عبد الرزاق قيراط ، أحمد النعيمي، أحمد ملحم، صفاء العراقي، طلال قسومي، عبد الله الفقير، نادية سعد، عواطف منصور، فهمي شراب، محمد الياسين، الهادي المثلوثي، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، إسراء أبو رمان، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، حاتم الصولي، عبد العزيز كحيل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، د - عادل رضا، مراد قميزة، أبو سمية، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمود علي عريقات،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء