خبر لن تقرأه في صفحات النقابيين والقومجيين واليسار المتاجر بشعار معاداة الامبريالية الامريكية!!!
حسين العباسي يتحول الى واشنطن لتسلم جائزة من اكبر اتحاد نقابات هناك وهي الفدرالية الامريكية للشغل المنصهرة مع مؤتمر المنظمات الصناعية او ما يعرف اختصارا باللغة الانقليزية بــــــ AFL-CIO. الجائزة مُنحت في ماي الماضي وتوزع في الاسبوع الثاني من سبتمبر. الخبر لا يكتمل اذا عرفنا ان الجهة المسندة لتلك الجهة تشتهر بكونها:
1- تاريخيا هي الذراع اليمنى لوكالة الاستخبارات الامريكية. حيث تولت هذه النقابات وبتخطيط مسبق من الحكومة الامريكية محاربة كل النقابات الشيوعية الموالية للاتحاد السوفياتي ثم قامت بتدجين النقابات الاوروبية وفي امريكا اللاتينية وافريقيا واسيا. ولقد ظهر بالكاشف ووفق تقارير عديدة منشورة ان هذه المنظمة النقابية الامريكية تقوم بتحريض وتمويل النقابات في امريكا اللاتينية واسيا الوسطى وافريقيا ضد الحكومات التي تعادي الولايات المتحدة بل وساهمت في اسقاط انضمة منتخَبة ديمقراطيا.
2- سياسيا هذه النقابة هي الذراع الاجتماعي للحزب الديمقراطي حيث يشترط لتولي اي منصب بالنقابة ان يكون ناشطا بذلك الحزب. وتعتبر تلك النقابات الداعم الرئيسي لميزانية الحزب عبر اقتطاع مبلغ 40 مليون دولار كما يقوم ناشطوها بالتعبئة الميدانية بمناسبة الحملات الانتخابية للحزب الديمقراطي. ولعل البعض سمع بازمة 2005 الشهيرة والتي ادت الى خروج آلاف النقاببين من تلك الفدرالية النقابية وهي ازمة عائدة بدرجة اولى الى الامتزاج العضوي بين الحزب الديمقراطي وهذا الاتحاد النقابي وهو امتزاج اصبح يشكل حرجا للقيادات النقابية الشابة امام قواعدها خاصة في فترة حكم الديمقراطيين اذ اقوم النقابة بتقديم مصالح الحكومة على مصالح النقابيين .
3- دوليا تقوم الفدرالية الامريكية للشغل بدعم الكيان الصهيوني وتعتبر ذلك من اوكد واجباتها ولازلنا نتذكر الخطاب الفضيحة الذي القاه رئيس تلك الفيدرالية ريتشارد ترومكا امام لجنة العمل اليهودية في اكتوبر 2009 حيث اعتبر منظمته النقابية هي اكبر حليف للشعب اليهودي وتعهد بحماية اسرائيل والدفاع عنها ضد دعوات الحصار كما اعتبر ان المعادة للصهيونية هي نفسها معاداة السامية.
4- امريكيا لم يسبق لهذه المنظمة ان دخلت في توتر اجتماعي او صراع ضد مختلف الحكومات مفرّطة بذلك في مصالح العمال والموظفين والاجراء. هذا كلام نسوقه للنقابويين الذين يستغفلون ذكاءنا بالقول انه لا ضرر من التعاون مع النقابات الامريكية وهو يعلم ان العمل النقابي في امريكا عرين الراسمالية ليس الا معاضدة للعم سام وان الانتماء للشيوعية مثلا ممنوع بالقانون الامريكي ويؤدي بصاحبه الى السجن. بل ان تلك النقابات لا تجرؤ على تحدي كبريات الشركات ومراكز الراسمال الذين يدعمون الحزب الديمقراطي وحتى عملية احتلال والستريت الرمزية منذ اشهر فلقد عارضتها تلك النقابات واعتبرتها فوضوية. ولعل هؤولاء النقابيين الامريكيين سيكون تلامذة مبتدئين امام نظرائهم التونسيين الذين اشرفوا على عدد مهول من الاضرابات والاعتصامات وقطع الطرقات وتعطيل المشاريع وتفليس المؤسسات وطرد الاستثمارات وهو عدد يفوق عدد الاضرابات بقارة باكملها. تلك المنظمة النقابية هي في كلمة من اعمدة المحافظة على النظام الراسمالي الكمبرادوري الاستغلالي ولقد نجحت تماما في تدجين كل القيادات الشابة والنشطة عبر عرض مناصب نقابية مغرية وتكليفهم بمهام تشريفية وبرحلات تكوينية غرضها الحقيقي قطع التواصل بين تلك القيادات وبين قواعدها وهو نفس الاسلوب التدجيني الذي اعتمده بن علي والسحباني ومن بعده جراد.
5- تونسيا عملت هذه المنظمة وطوال حكم بن علي على حماية نظام المخلوع ومصالحه الحيوية مع امريكا وعرقلت كل العقوبات التي اقترحتها بعض المنظمات الحقوقية جراء الانتهاكات الفضيعة لحقوق الانسان بل ان الوفود الامريكية لم تنقطع عن زيارة بطحاء محمد علي سنة واحدة. واستمر هذا الامر بعد الثورة حيث زار وفد عال المستوى من قيادة تلك المنظمة عبد السلام جراد في 22 جوان من السنة الماضية كما ان الرجل القوي بتلك المنظمة الامريكية ستيوارت أبالباوم الى جانب كونه المنسق الاول مع الاستخبارات الامريكية قام بزيارة سرية الى تونس قبل الانتخابات مباشرة اهتمت بها المواقع الامريكية والغربية في حين تجاهلتها مواقع النقابيين التونسيين المناضلين على الورق ضد الامبريالية الامريكية.
تغلغل تلك المنظمة النقابية الامريكية بتونس ليس جديدا ويعود الى ما قبل الاستقلال حيث هي من قامت باختيار احمد بن صالح كممثل لتونس باتحاد النقابات الحرة الذي تموله وتشرف عليه في اطار محاربة النقابات الشيوعية. بعد الاستقلال تواصل اختيار تونس كنائب لرئيس النقابات الحرة مقابل العمل على تدجين كل النقابات المحلية المعادية لاسرائيل حتى انها هي من اوعزت على طرد احمد الكحلاوي من اتحاد الشغل رغم انه قيادي منتخب. تقوم تلك المنظمة سنويا بالاشراف لفائدة الاتحاد العام التونسي للشغل على تمويل برامج ورحلات تكوينية لنقابيين تونسيين بالولايات المتحدة وباوروبا وبدول اسكندينافية كما تقوم بتمويل انشطة تكوينية واجتماعية لفائدة الاتحاد في تونس اضاقة الى المساهمة في تمويل اتحاد عمال المغرب العربي ونقابات الاتحاد الافريقي والاتحاد العربي بعمان.