البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

متى تستفيق الحكومة حتى لا تشمت فينا أعداء الثورة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8080


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لأول مرة منذ الثورة أعترف أني مصاب بإحباط شديد حيث العديد من المرافق الحياتية التي أراها قد تراجعت في البلاد عما كانت عليه قبل الثورة و كذلك بعض المعطيات الأخرى فمشكلة الماء لازالت لم تحل حيث أنه مازال مقطوع على منطقتنا منذ ما يقارب الشهرين و كذا الكهرباء التي تنقطع بين الفينة و الأخرى كما التأخر الكبير في طرح المناظرات و حتى مناظرة إنتداب المعلمين و الأساتذة لا يمكن بهذا الشكل أن يكون لنا فيها نصيب إلا في سنة 2020 على أقل تقدير و هذا مل بدا لي واضحا و أنا أشاهد جحافل المعطلين عن العمل الذي جاؤوا للترسيم بهذه المناظرة و عددهم فاق المائة و ثمانون ألف حسب ماصرح به وزير التربية و إذا ما أضفنا لذلك توقف الحكومة عن صرف منحة أمل التي شكلت مخرجا لنا في وقت ما حيث أصبحنا نتنقل و نأكل منها خصوصا بالنسبة للمتزوجين من أمثالي لكن كان للحكومة رأيء مخالف بتعلة صرف أموال كبيرة في هذا البرنامج الذي لا طائل منه دون أن يكون للحكومة بديل و قد علمت من مصادري الخاصة أن الأموال المرصودة لهذه المنحة هي موجودة منذ عهد بن علي الذي كان يقوم بنفس الإجراء لو بقي في الحكم لكن الثورة التي عجلت بنهايته لم تسعفه لفعل ذلك إذن فمبررات الحكومة بخصوص هذا البرنامج ليست مقنعة كثيرا تقريبا هذه بعض الأسباب و غيرها التي جعلتني أشعر بالإحباط.

لكن ما يحبط أكثر من ذلك هو هذا الجرأة من قبل رموز الثورة المضادة الذين أصبحوا يصولون و يجولون في المنابر الإعلامية و يتحدثون عن العودة الوشيكة لمسرح الأحداث بل ذهب بعضهم إلى أكثر من ذلك للتهديد بعدم الإعتراف بما تم إنجازه إلى حد الآن من إنتخابات و مجلس و تأسيسي و كتابة مسودة للدستور بعد 23 أكتوبر 2012 و هنا أتساءل من أين يأتي هؤلاء بكل هذه الوقاحة حتى يخاطبوننا بهذه الطريقة و على رؤوس الأشهاد و كأن شيء لم يكن و لم تقم ثورة ضدهم إن التفسير الوحيد لهذا الوضع أن الثورة فعلا بدأت تنحرف عن مسارها الطبيعي و هو القطع النهائي مع الماضي و القضاء المبرم على رموز العهد البائد الذين أخطأنا حين تسامحنا معهم في لحظة مسامحة علّهم يثوبوا إلى رشدهم لكن يبدو أنهم أخطر مما كنا نتوقع لذا و في هذا الوقت بالذات و بعد أن تركزت المؤسسات الشرعية التي إستأمنها الشعب على الثورة و حيث أنه لم يعد للشارع السلطة الثورية التي سلّمها لهذه المؤسسات فإنّه على هاته الأخيرة أن تكون أكثر جرأة و أن تبادر بإتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها المحافظة على الثورة و إلا فإننا سنضيع جميعا وسط زحام الأزلام و الفلول الذين أعادوا التموقع من جديد و هو في سباق مع الزمن لكسب مزيد من الوقت تحضيرا للإستحقاقات الوطنية القادمة.

عندما أشاهد واحد من بين أبرز رموز الماضي البائس يحاول أن يبرز نفسه كبديل حقيقي في هذه البلاد خصوصا و هو الذي جمع حوله شتات الذين أهلكوا الحرث و النسل من التجمعيين و اليساريين و رجال المال الفاسد و كل مشبوه في تونس أصاب أيضا بإحباط شديد و أصاب بألم شديد في قلبي نتيجة حالة الغيظ التي أجدها في نفسي على الحالة التي وصلت إليها تونس الثورة خاصة عندما أستمع لكلماته التي يستهزأ فيها بتضحيات الرجال و النساء الذين دفعوا حياتهم ثمنا في مقارعة الديكتاتورية حين كان هو و غيره من الجلادين و من المباركين و من الراكعين لذلك الفاسد الهالك بن علي فعندما يقول أن هذا الوقت ليس وقت التعويض لسجناء الرأي و هو الذي كان من بين جلاديهم ثم ترتفع أصوات القهقهات في القاعة على هذا الكلام فلا أسغرب ذلك من الذين لطالما ضحكوا على أهات و ألام الأخرين الذين كانت تسلخ جلودهم في مراكز الأمن في حين أن هؤلاء ينعمون بخيرات البلاد التي لازالت بادية للعيان على محيّا أغلبهم و من المؤكد أنها ستكون ذخرا لهم في ثورتهم المضادة أما عندما يتحدث هو و غيره عن مكاسب المرأة و عن الخوف على مكتسبات الحداثة في تونس فإني أصاب بنوبة هستيرية من الضحك على الحداثة فعن أي حداثة و عن أي مكتسبات يتحدثون؟ فهل يقصدون ألاف الأطفال مجهولي النسب أم عن ألاف حالات الإغتصاب أم عن التفكك الأسري الذي تعاني منه أغلب العائلات التونسية و هو ما أدى إلى إرتفاع مهول في نسب الطلاق أم تراهم يقصدون مئات الحالات من مرضى السيدا نتيجة ممارسة الفراحش بل لعلهم يشيرون إلى بيوت الدعارة و النساء التي تباع كالمتاع الرخيص إنها جميعا من مكاسب الحداثة التي جنتها تونس البورقيبية و تونس النوفمبرية فكيف نتصور أن مثل هذه الأكاذيب يمكن أن تنطلي علينا اليوم خصوصا و قد تحررت عقول نسائنا اللاتي لا نظنهم مغفلات حتى يصدقوا هذه الأراجيف لكن قد نجد بعض النسوة مثل اللاتي نشاهدهم في تلك الندوات البنفسجية يدافعن عن هذا الطرح و اللاتي لا نملك إلا أن نبارك لهن مكتسبات الحداثة فهنيئا لهم.

أختم بالتوجه بسؤال للحكومة أين المحاسبة التي وعدتمونا بها خلال الحملة الإنتخابية و لماذا لازلنا نرى كل المجرمين طلقاء حتى أضحى الواحد منّا يشك في نفسه و يقول ربما أكون أنا المجرم الذي عذّب و سرق و قتل و ساهم في قمع المتظاهرين إن أخطارا كثيرة تحدق بثورتنا التي نرى الكثيرين يتربصون بها في حين أن الحكومة لا تعمل بالسرعة المطلوبة و هذا البطئ قد يكلفنا غاليا في المستقبل فرجاء لا تخذلونا خاصة و أن أمالنا كانت كبيرة لكن بدأت تخفت شيئا فشيئا و ربّما أصبحنا محبطين و لا ننتظر كثيرا خاصة عندما نشاهد الواقع المعاش فلا تشمتي فينا أعداء الثورة يا حكومة الثورة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، بقايا التجمع، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-08-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، سلوى المغربي، صفاء العراقي، د. أحمد بشير، نادية سعد، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، د - عادل رضا، د - محمد بنيعيش، حسن الطرابلسي، حسن عثمان، محمود سلطان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. طارق عبد الحليم، الهيثم زعفان، رضا الدبّابي، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، محمد شمام ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بن موسى الشريف ، المولدي الفرجاني، منجي باكير، صباح الموسوي ، محمد الياسين، صلاح المختار، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، ياسين أحمد، طلال قسومي، سعود السبعاني، فتحي العابد، الناصر الرقيق، مصطفي زهران، عواطف منصور، صفاء العربي، إيمى الأشقر، خبَّاب بن مروان الحمد، سفيان عبد الكافي، عمار غيلوفي، د- هاني ابوالفتوح، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، طارق خفاجي، محمد الطرابلسي، رافد العزاوي، مجدى داود، محمد يحي، سامح لطف الله، فتحي الزغل، يزيد بن الحسين، عمر غازي، رافع القارصي، محمد العيادي، أحمد بوادي، فوزي مسعود ، مراد قميزة، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، فهمي شراب، أحمد الحباسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سامر أبو رمان ، عبد الغني مزوز، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، د. خالد الطراولي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، صالح النعامي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عزيز العرباوي، رمضان حينوني، د- محمد رحال، ضحى عبد الرحمن، د.محمد فتحي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، سلام الشماع، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، محمود طرشوبي، محمد علي العقربي، إسراء أبو رمان، كريم فارق، المولدي اليوسفي، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، فتحـي قاره بيبـان، د - مصطفى فهمي، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، ماهر عدنان قنديل، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد العزيز كحيل، حميدة الطيلوش، أشرف إبراهيم حجاج، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، محمد عمر غرس الله، د- محمود علي عريقات، يحيي البوليني، مصطفى منيغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. صلاح عودة الله ، د - الضاوي خوالدية، أحمد النعيمي، د - شاكر الحوكي ، أنس الشابي، بيلسان قيصر، تونسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء