فتحي الزغل - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7175
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قد يتبادر للذّهن للوهلة الأولى عند متابعة ما يصدر عن القياديين النقابيين في اتحاد الشغل في العاصمة أو في الجهات عن سبب عدائيّتهم الواضحة مع غيرهم، و صلابتهم العنيفة في فرض رأيهم على غالبيّة المجموعة الوطنية المخالفة لهم في المبادئ كما في المنهج العام. إلا أنّ السؤال الذي لا يزال دون إجابة يكمن أساسا في غياب هذه الصّلابة و الإرادة قبل يوم 14 جانفي 2011. فنحن لا ننسى أبدا أنّ القيادات النقابية بصفاقس أطردتنا و طاردتنا من أمام مبنى الاتحاد يوم 12 جانفي 2011 الكبير في ساعات الصباح الأولى بحجّة عدم صدور أيّ برقيّة من العاصمة في الغرض، كما لا ننسى أنّهم عنّفونا و هدّدونا بالبوليس المسلّح بالرصاص الحيّ وقتها، و الذي كان يقف في الجهة المقابلة للخندق في تلك الأيّام. درجة أنّ بعضنا أُصيب بخلل في فهم موقفهم الصحيح أهو معنا أو مع كتائب الشرطة التي تقف على مشارف كلّ نهج و شارع؟ كما لا ننسى كذلك أنّهم سخّروا يومها - وكالعادة – "بانديّتهم" لحصار القيادات الشعبية الذين بدأوا يُعرفون في تلك الأيّام الحالكـــــة في الصفوف الأولى للمظاهرات و للحركات الاحتجاجيّة، بدعوى أنّهم لا ينتمون للمنظمة و أنهم ليسوا عمّالا.
واليوم ها أنّي أرى نفس الوجوه و الأشخاص التي أحدّثــــكم عنها في تلك الأيّــــــــام العصيبة تُجلجل و تصيح بنضاليّتها، و قد تسلّقت بعد نجاح الثورة على تضحيّات الصادقين بحقٍّ لإنجاحها. على منابر مختلفة قيل أنّ تواطأهم مع مديريها و القائمين عليها - لوحدة هدفهم - هو الذي يفرض حضورهم فرضا على المجتمع. فنحن تعوّدنا على تلك الوجوه في تلكم المنابر، و لم نشاهد البتّة وجهٌ من الوجوه الصّادقة التي كانت ملتحفة بكفنها أيّامها.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: