د - الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8034 dr_Khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لقد ناصرت حزب النهضة لتميّز برنامجه الانتخابي بالشمول والعمق وتحديد الدواء لكل داء انبثّ في أوصال البلاد طيلة الخمسين سنة الماضية وإيلائه هوية تونس العربية الإسلامية المكانة الرفيعة بعد البخس المتعمد وانبثاقه من رحم الشعب الذي عانى من حكم الأغراب وتوفر منتسبيه على أخلاق أوشكت على الاندثار في تونس وتأكيده (والمؤتمر حليفه) على إحداث تغيير جذري في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والقضاء والحقوق والواجبات...
همه الأول نشر العدل والإنصاف وتكافؤ الفرص وإشراك الجميع في تنمية الثروة الوطنية وتوزيعها بعدل وترسيخ كلّ ذلك، ومحاسبة كلّ من أجرم في حق الشعب طيلة الستين سنة محاسبة تجمع بين منطق الثورة ومنطق القضاء. وانتظرتُ...لأن نجاح النهضة وحليفيها في الانتخابات كان الصفعة الأقوى على وجوه العلمانيين والمنبتّين والمعقّدين والأشد إيلاما والأكثر مفاجأة كما كان الموحّد الأكبر للشراذم المذكورة والمثير رعبها من عروبة وإسلام ظنّت أن الخمسين سنة الماضية كافية لإزالتهما من عقول التونسيين تمام الإزالة فاندفعت الشراذم تُحارب النهضة بكل الأسلحة بما فيها المحرمة أخلاقا...
وخبت الحرب أو كادت فتحركت حكومة النهضة قليلا ثم ألِفت القعود وأقنعت نفسها أن الأصوب ترك الأمور على ما هي عليه أيام المخلوع أو أيام وزيريه الأولين الغنوشي والسبسي، وترْك الأمور على ما هي عليه يعني تراجع النهضة عن نقاطها الخمس التي ناصرها الشعب من أجلها وبروز حواشي المخلوع المختلفين ولئامه (الدساترة والتجمعيين واليساريين) بكل جرأة واستئساد وتنمّر صارخين، كما هو ملاحظ الآن، "البلاد في خطر" وأنهم الأجدر بإنقاذها !! والخطر الداهم الآن على تونس بسبب توحد الشراذم المذكورة وانخراطها في الحرب على النهضة التي ظهرت بوداعة وتسامح وعدم انسجام مع حلفائها... قد يأتي (الخطر) من المناطق الثائرة أصلا ضد المخلوع وهي القصرين وقفصة وبوزيد والمحكومة (رغم ثورتها) بعناصر نوفمبرية شيطانية فاسدة مجرمة مازالت تديرها كما تشاء وتتحكم في مصائرها وتوقف ماءها وكهرباءها وتفسد طرقاتها وتجيّش الناس ضد الحكومة الجديدة وقد تُعلن كما هو مشاع عن إقامة حكومة بنفسجية في الولايات المذكورة.
إن على النهضة ألاّ تبالغ في الحذر والتردّد وأن تتخلّق بقيمة الإقدام على اتخاذ قرارات ثورية صارمة حاسمة تطول كل مناحي الحياة الوطنية وتقنع الشعب أن الثورة مستمرة وأن حياة مجتمعها تسير بتخطيط محكم وخطى سريعة ثابتة نحو الرفاه وأن المجرمين في حق الشعب والوطن يحاسبون، إن بإقدامها هذا إحياءً لثورة الشعب التونسي وتكذيبا لقول المخلوع عن تونس أواخر التسعينات أثناء جلسة حمراء: لن يستطيع شخص أو قوًى زحزحتي عن الحكم لأني لن أترك في تونس شيئا يغري بالسعي لافتكاكه، فيوم أخرج من الحكم خروج موت تكون تونس دمارا شاملا غير قابل للإصلاح ومن حاول من التونسيين إصلاحه فلن يُصلح لأني دمرت العقول أيضا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: