البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

صراصير "العبدلية" و حشراتها

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8923


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ما من بشر أو حجر أو دابة في هذه الأرض إلا و تسبح بحمد الله و هذا بصريح النص القرآني، إلا ان هناك من بني البشر من يعتقد أنه خارج هذه الدائرة الكونية لذلك فهو ليس مطالب بفعل ما طلب منه مخالفا بذلك الفطرة الإنسانية، و ربما قد لا يكتفي بذلك الإنكار بل يتعداه لمحاولة الصد عن ذاك السبيل ظنا منه أنه معجز المولى سبحانه و تعالى، و نسي أن الله لا يعجزه شيء و أن أمره بين الكاف و النون إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون لكن الله غني عن أفعال عباده.

يوما بعد يوم بدأت تسقط الأقنعة عن تلك الوجوه القبيحة، التي ما فتئت تحاول منذ سقوك النظام السابق جس نبض الشعب من خلال الإساءة لمقدساته، و الشواهد في هذا كثيرة، لكن في كل مرة يرد الشعب من خلال مزيد التمسك بدينه و الإقبال عليه و على مقدساته و هو ما يجعل هؤلاء الغربان تحبط لفترة ثم تعاود الكرة أملا منها في النجاح و لو بنسبة قليلة لكن هيهات فقد فاتهم أن الإسلام كلما ضيق عليه و أسيء إليه إلا و أنتشر و هذا من حكمة الله سبحانه و تعالى و لهم في سياسة أباهم الحنون خير شاهد.

و من بين الأقنعة التي سقطت مؤخرا و كشفت عورات جديدة لدعاة الحرية المزيفة ما عرض في فضاء العبدلية من رسوم و لوحات قيل أنها من إبداع فنان عبقري أراد التعبير فلم يجد غير الإساءة للذات الإلهية و الدين الإسلامي و الرسول الأكرم حتى يحصل على لقب مبدع و هنا نتساءل هل أن مبدعينا تميزوا في جميع المجالات و لم يبق لهم إلا هذا حتى يتحفونا بما وقر في قلوبهم من عفن فني هو أقرب إلى تلك الصور من المزابل كثيرة النتونة المنتشرة في جميع أحياءنا تعلوها القطط المشردة و الكلاب السائبة.

أن تكون مبدعا لا يعني بالضرورة أن تكون محاربا لدينك و أصلك و هويتك فكم من مبدع غاص بين ثنايا دينه فألهمه الله إبداعا قل ما عرفه غيره لأن الدين لا يحارب الإبداع و يكفي أن يعلم من يشك في ذلك أنه من أسماء الله الحسنى البديع فكيف إذن لبديع أبدع في خلق الكون و خلق الإنسان و خلق كل شيء أن يضع قوانين كونية لهذا الإنسان تحد من إبداعه فالمسلمون القدامى أبدعوا في جميع العلوم فأثروا بذلك في جميع الأمم و الحضارات و أثارهم تدل على ذلك في جميع أصقاع الكون و يكفي أن نقوم بمقارنة بسيطة بين أجدادنا و من يعتبرهم أشباه مبدعينا ألهة الإبداع عندهم.

فأجدادنا كلما حلوا بمكان إلا و أبدعوا في زخرفته و في عمرانه كما فعلوا في الأندلس و أسيا الوسطى و تركيا أما أرباب نعمة أشباه فنانينا فإنهم كلما حلوا بمكان إلا و أفسدوا فيه و دمروا حضارته و لنكتفي بما حصل إبان الإستعمار الفرنسي لتونس لنعرف مدى همجية هؤلاء الذين يريد البعض من بني جلدتنا إقناعنا بأنهم هم رواد الحضارة و الحرية و الفن و الإبداع في حين أنه ليسوا إلا همج يريدون إفساد ما بقي لنا من ماضي جميل نحن إليه خصوصا في هذا الوقت بالذات.

أكثر ما لفت إنتباهي في هذه اللوحات التي يمكن أن تكون أي شيء إلا إبداعا هي لوحة خسبية قام صاحبها بصلب مجموعة من الصراصير و الحشرات و تثبيتها بالمسامير مكونا بذلك عبارة "سبحان الله" و في أسفلها مجسم صغير لكائن بشري مشنوق بهذه العبارة, فهذه الصراصير و الحشرات ربما قد تكون ماتت و هي شاهدة عن مدى جهل الإنسان بحقيقة الإبداع و هي في نفس الوقت تتبرأ منه لأنه حاول إستعمالها في غير ما خلقت له فهي التي ظلت في عبادة الواحد الأحد منذ وجدت إلا أن هذا الذي أراد القول بأنه مبدع أنهى حياتها بطريقة سادية ظنا منه أنها أحقر المخلوقات لذلك فإن إستعمالها سيحقر حتما بمن ستوجه له الرسالة لكن الصراصير و الحشرات ماتت و هي ترسم إحدى كلمتين خفيفتين في اللسان ثقيلتين في الميزان "سبحان الله" كما قال الحبيب صلى الله عليه و سلم وبذلك رزقت خير الخاتمة و بقي هذا الشقي الذي نزل بهذا الفعل إلى ما دون مرتبة تلك المخلوقات رغم التفضيل الذي منح له.

و لتكتمل فصول الحكاية لابد كعادة كل مرة من حضور أعداء الحرية و الإبداع " السلفيون" ليقوموا بتجسيد دورهم المعتاد من تكسير و تهشيم ثم يبدأ التنديد و الشجب و الخوف على مستقبل تونس و تصدر البيانات عن هذه الجمعية و تلك و عن هذا الحزب وذاك لإدانة ما حصل من إعتداء على الإبداع ثم مع النشرة الرئيسية للأنباء يأتي هذا الخبر في مقدمة الأخبار و أهمها فتبدأ تلك المذيعة التي مللنا وجهها منذ زمن و التي تغنت بحياة السيد الرئيس سنين عددا بطرح أسئلة بائسة و تعيسة لتحصل في النهاية عن إجابة تريدها هي فقط مفادها أن ما عرض لا يمس المقدسات و لذا يجب على كل مشكك في ذلك أن يغلق فمه و يصمت بل تذهب أكثر من ذلك إلى حد التلويح بالمطالبة بتعويض مادي عن الإساءة التي لحقت سيادة المبدع الذي رسم إلهنا سبحانه و تعالى و أساء لنبينا صلى الله عليه و سلم و حقر من ديننا الحنيف.

لست خائفا عن ديني فحتى لو لم يبق موحد واحد في هذا البلد فإن للإسلام رب يحميه لكن حزني و ألمي على هؤلاء الذين جعلوا من إزدراء الدين و التهكم على المقدسات شغلا لهم يقتاتون منه فلو كان لذلك نفع لنفع غيرهم الذين لعبوا نفس الدور لكن ما إن أتموا المهمة تخلى عنهم من ظنوا أنهم رعاتهم فخسروا الدنيا و الدين لذلك أقول لهم كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
أعرض عن الجاهل السفيه***فكل ما قال فهو فيه
ما ضر بحر الفرات يوما***إن خاض بعض الكلاب فيه


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، حادثة العبدلية، الإعتداء على المقدسات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد يحي، الهيثم زعفان، محمد الياسين، محمد عمر غرس الله، صلاح الحريري، أشرف إبراهيم حجاج، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافع القارصي، كريم السليتي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، أنس الشابي، نادية سعد، عبد العزيز كحيل، د - محمد بن موسى الشريف ، ضحى عبد الرحمن، د. صلاح عودة الله ، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد ملحم، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، د- محمد رحال، أ.د. مصطفى رجب، سلام الشماع، عبد الله الفقير، أحمد النعيمي، ماهر عدنان قنديل، د - عادل رضا، د- جابر قميحة، صلاح المختار، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامر أبو رمان ، محمد اسعد بيوض التميمي، سلوى المغربي، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، بيلسان قيصر، عبد الغني مزوز، محمود طرشوبي، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، مراد قميزة، حميدة الطيلوش، د. أحمد بشير، رشيد السيد أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، طلال قسومي، د- هاني ابوالفتوح، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، سامح لطف الله، سيد السباعي، صفاء العربي، فهمي شراب، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، حسن عثمان، وائل بنجدو، حسن الطرابلسي، أبو سمية، يزيد بن الحسين، رافد العزاوي، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، عواطف منصور، د. ضرغام عبد الله الدباغ، جاسم الرصيف، محمود سلطان، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، د - صالح المازقي، محمد العيادي، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، مصطفى منيغ، خالد الجاف ، الناصر الرقيق، الهادي المثلوثي، إيمى الأشقر، المولدي اليوسفي، د. أحمد محمد سليمان، علي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، طارق خفاجي، محمد علي العقربي، د - شاكر الحوكي ، صفاء العراقي، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، عبد الله زيدان، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، ياسين أحمد، تونسي، فتحي العابد، عمار غيلوفي، محمد شمام ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مجدى داود، فتحـي قاره بيبـان، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، علي الكاش، سليمان أحمد أبو ستة، عمر غازي، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، عزيز العرباوي، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء