البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

لا نجاح لثورة دون أن يعيش أهلها قيمها في حياتهم اليومية

كاتب المقال د.الضاوي خوالدية – تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7952 dr_khoualdia@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إن ثورة الثقافة رفض لنظامي سياسة و حياة فاسدين و تبشير بآخرين صالحين و ثقافة الثورة هي أن تكرس الثورة – بعد إسقاطها النظام – جهدها لجعل مبادئها وقيمها سارية في حياة الناس اليومية سريانا يغير نمط حياة المجتمع في مدة معقولة نحو الأفضل لكن تحول نمط الحياة من مجتمع خاضع للاستبداد إلى مجتمع منتصر بثورته على الاستبداد يستوجب فهما عميقا لمجتمع أمس ( الاستبداد) الذي لا يخلو عادة من بذور مستقبل حتى يتيسر تشييد المجتمع الجديد مجتمع الثورة.
إن المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم و يحكمهم بهواه و يعلم يقينا أنه غاصب فيكمم أفواه الشعب بمنعها من النطق بالحق و التداعي لمطالبته و يود، كما قال الكواكبي، "أن تكون الرعية كالغنم درا و طاعة و كالكلاب تذللا و تملقا" . إن رعية محكومة بسوطي الاستبداد و الفساد الغليظين كتلك الموصوفة أعلاه لمهيأ أغلبها للإصابة بأمراض عقلية قد تصل بها إلى عدم التمييز بين الخير و الشر و إلى الانبهار بآثار الأبهة و العظمة البادية على المستبد و أعوانه فتنصاع للقاهر الغاصب انصياع الغنم بين أيدي الذئاب راضية راضخة متأكدة أن طالب الحق خاسر و تاركه رابح و الشاكي مفسد و المنافق سياسي و المتحيل كيس و الدنيء لطيف و النذل دمث.

إن قهر الحاكم و بطشه يصيبان المحكومين بأمراض الخوف و الذل و الكذب و المكر و الخديعة فتفسد بصائرهم و أخلاقهم و تختل العلاقات بينهم و تسود الريبة و العداوة الجميع فيتفكك المجتمع و يدمر على مرأى و مسمع من المستبد السكران بالنصر، لقد رسمت صورة مصغرة عن الاستبداد و آثاره في الشعوب التي ذاقت ويلاته مستمدا من عقود الإطلاق الأسود في تونس القلم و الألوان و الأشكال هدفي فهم ماكنا عليه من استبداد ولود المآسي و الانحلال و بناء، على أنقاض ماكنا عليه، مجتمع جديد ديمقراطي السياسة فاضل الأخلاق جديد نمط الحياة طبعا.

ليست الثورة، على أنها فن إبداع الأشياء الكبيرة، عصا سحرية ما إن تسقط النظام السياسي الفاسد المفسد و تنصب نظاما ثوريا ديمقراطيا مدنيا عادلا حتى ينقلب مجتمع النفاق و التحيل و التذلل و المحسوبية و الغش والتطفيف و هتك الأعراض و الدسائس و الخداع و التقليد الأعمى..... مجتمع صراحة و تعاون و تراحم و صدق و إخلاص و وفاء و عفو و تواضع و تسامح و عفة و شجاعة و تحابب... وإنما هي ( الثورة) بذور خير و صلاح و مروءة لا تخلو بنية شعب نفسية منها و لا تنبت و تورق و تينع إلا بموازاة نقيضها المتأتي من الاستبداد و الفساد و السائر بوجود ضده نحو النهاية المحتومة، إن البذور المذكورة هي التي تشكل قيم الثورة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية أو بالأحرى صورة لمجتمع المستقبل يختزنها الثوريون فيسقطون بها النظام الفاسد ثم يعلنون التعبئة العامة الإعلامية و الثقافية و الجمعياتية و الحزبية لبث أخلاق الثورة في المجتمع بغية تغيير نمط حياته اليومية، و لعل ما يحسن التركيز عليه في هذه المرحلة الجانب العملي للسلوك (من الأخلاق) الذي أعني به :

- إتقان كل عامل عمله و تفانيه و الإخلاص فيه
- غرس قيم التعاون و التراحم و التسامح بين المواطنين
- التنفير من تلويث المحيط بأعقاب السجائر و البزاق و بقايا الأكل و الأوراق...
- إلزام البلديات بمقاومة التلوث و الحشرات و إزالة حفر الطرقات التي أصبحت سمة لمدننا
- مقاومة الأمية مقاومة جدية
- الترغيب في المطالعة و جعل الكتاب في متناول الجميع
- مقاومة الفظاظة و البذاءة و العظرطة
- مقاومة البيروقراطية التي أصبحت سرطان الإدارة التونسية وكارثة على الاقتصاد و ملجأ لأتباع المخلوعين يعيثون من خلالها في البلاد فسادا، إن إدارة الثورة يجب أن تكون عملية عميقة فهم القضايا الواردة عليها محترمة الفلاح و العامل و الموظف ناظرة فيما يطرحون من مشاكل بكل جدية
- مزيد العناية بالمرأة ( الأم العاملة) التي تقوم إلى الآن بدورين يفوقان طاقتها و هما شؤون البيت و الوظيفة و ذلك بتوعية الرجل الذي مازال غالبا يحصر دوره في العمل خارج المنزل و الإكثار من المحا ضن و الروضات المختصة المراقبة المقدور على دفع تكاليف إيواء الأطفال فيها
- تجذير الشعب التونسي في تربته العربية الإسلامية و ذلك ب:

• برامج مدرسية و جامعية جديدة تؤصل و لا تغرب تحدث و لا تمسخ
• إعادة كتابة تاريخ تونس العربية الإسلامية
• اجتهار ينابيع الإسلام الصافية التي ردمتها عقود من العلمانية البغيضة لتمكين التونسي الصديان من الارتواء بماء القرآن الزلال الشافي
• قيام المؤسسات الثقافية و الإعلامية بدورها التأصيلي التحديثي
• مراجعة المسلمات الثقافية و الفكرية و السياسية التي عاشت عليها تونس أحقابا عديدة
• ترسيخ حب الوطن و المواطن و تربية الوجدان تربية جديدة فيها التعاطف و الحب و الشجاعة
و الغيرية و التعاون

----------
وقع إختصار العنوان الأصلي وذلك لطوله، وكان كالتالي:
لا نجاح لثورة دون أن يعيش أهلها قيمها في حياتهم اليومية
"الثورة يقظة الحس الإنساني"
-------
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثقافة، القهر، التسلط، المسخ الثقافي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. أحمد محمد سليمان، محمد عمر غرس الله، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، علي عبد العال، بيلسان قيصر، مصطفي زهران، د. خالد الطراولي ، فوزي مسعود ، كريم السليتي، رمضان حينوني، الناصر الرقيق، عبد العزيز كحيل، حميدة الطيلوش، محمد أحمد عزوز، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، د- هاني ابوالفتوح، إياد محمود حسين ، د- جابر قميحة، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهيثم زعفان، صلاح المختار، محمود سلطان، فتحي الزغل، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، منجي باكير، محمود طرشوبي، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، المولدي اليوسفي، ماهر عدنان قنديل، أنس الشابي، عمر غازي، عمار غيلوفي، ضحى عبد الرحمن، د. طارق عبد الحليم، صلاح الحريري، خبَّاب بن مروان الحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، صفاء العراقي، صالح النعامي ، ياسين أحمد، فهمي شراب، فتحي العابد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، د.محمد فتحي عبد العال، محرر "بوابتي"، د. صلاح عودة الله ، عبد الله زيدان، عبد الله الفقير، أحمد الحباسي، محمد شمام ، تونسي، خالد الجاف ، د. أحمد بشير، صباح الموسوي ، صفاء العربي، أحمد النعيمي، محمد يحي، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن عثمان، د - محمد بن موسى الشريف ، أبو سمية، د - الضاوي خوالدية، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، حسن الطرابلسي، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، محمود فاروق سيد شعبان، سيد السباعي، د- محمود علي عريقات، سلام الشماع، عواطف منصور، يحيي البوليني، طارق خفاجي، د - محمد بنيعيش، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، رافع القارصي، العادل السمعلي، عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، سامح لطف الله، أحمد بوادي، أحمد ملحم، مجدى داود، محمد الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، طلال قسومي، مراد قميزة، محمد علي العقربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلوى المغربي، مصطفى منيغ، محمد العيادي، د - شاكر الحوكي ، جاسم الرصيف، علي الكاش، وائل بنجدو، عراق المطيري،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء