البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

القائمات المستقلة،.. أي دور؟

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8402


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الملاحظ أن القائمات المستقلة التي شاركت في انتخابات 23 اكتوبر 2011 ولم تفز بمقعد في المجلس الوطني التأسيسي قد طويت وكأن لم تغْن بالأمس، رغم أنها لعبت دورا أساسيا في تلك الانتخابات

فأصحاب الأحزاب الفائزة قد لا ينكرون أن الأغلبية النسبية التي حصدوها، وبعضهم بفارق كبير مثل حزب حركة «النهضة» ما كانت لتكون لولا ذلك الكم الهائل من القائمات المنافسة التي دخلت في اللعبة الديمقراطية، ومعظمها قائمات مستقلة وأحزاب لم يسعها وضع قدمها بعدُ في الساحة السياسية؟

وأيضاً، فإنه لولا زحمة تلك المنافسات لأمكن لقائمات بعينها، مستقلة لا محالة، ولكنها تصرفت بهيئة الحزب دون الاسم، وهي قائمات العريضة الشعبية للدكتور محمد الهاشمي الحامدي، أن تفعل أكثر من ذلك الاختراق في ترتيب نتائج الأحزاب الأربعة الأولى، وكادت تفعل فعل المفاجأة الكبرى بالنسبة لحزب كبير كحزب حركة «النهضة».

وعموما، وقفت تلك القائمات المستقلة انطلاقا موقفا ايجابيا من المسار الانتخابي، بينما كاد يغلب اليأس من المشاركة على بعض الأحزاب، لضيق مجال المنافسات النزيهة بينها وانعدام الفرص المتكافئة أمام جميعها. خصوصاً بعد استبعاد فكرة التمثيل النسبي للقائمات الفردية في تركيبة المجلس، خلافا لما حدث في مصر بعد ذلك.

ولا ننسى أنه كان لانخراط أعضاء تلك القائمات بحماس ودون حسابات في منظومة تلك الانتخابات الأولى الحرة في تاريخ تونس، أثر بالغ لمقياس مدى تفانيهم وتضحياتهم من أجل الثورة وفي عيون جماهيرها.

ورغم التحفظات والاحترازات على المرسوم الانتخابي، فقد تجاوزوا كل المعوقات التي عرضت لهم، واكتفوا بتقديم ملحوظاتهم واقتراحاتهم حول بعض القصور في أداء اللجنة العليا المستقلة للانتخابات، وبعض الاخلالات الإجرائية التي شابت مراحل العملية الانتخابية ذاتها.. ما كاد يثني غيرهم من الأحزاب عن المضي فيها الى نهايتها.

ومن هنا الوفاء لدور هؤلاء المستقلين، وما هم بمستقلين في الحقيقة ولكن كانوا منحازين للثورة دون كسوة حزبية. وكان تشريكهم في الدورة الحالية للمرحلة الانتقالية يكون أنسب من كل تهميش وإقصاء، اعتبارا للفوز الذي صنعوه لغيرهم، وإن دون اختيار اختاروه أو ادعاء.

وعلى كل فلم يفتهم أن يسجلوا بارتياح فسح المجال أمام زملاء لهم في تلك القائمات، إلا أن هذه الظاهرة بقيت معزولة ولم تخضع لمقياس، ليشمل طيفاً واسعاً من الكفاءات، كان حضورها يحقق إسناداً واضحا للعملية السياسية الراهنة.

والمرحلة الانتقالية التي نعيشها اليوم قبل صدور الدستور ليست بأقل صعوبة وتحديات من سابقتها. فكلنا يذكر ما ساد المرحلة المؤقتة من اضطرابات ومزايدات راهن أصحابها على توجيه العملية الديمقرطية داخل المجلس، باتجاه أغلبية نسبية تشارك ولا تنفرد بالقرار، بغاية حرمان أكثر الأحزاب شعبية من الأغلبية المطلقة في لعبة الحكم.

أما المرحلة الحالية الموسومة بالانتقالية، فهي إنما تسجل من الانتقادات عليها والتعطيل في مسارها الكثير، بسبب طبيعة ذلك التنظيم السابق المؤقت للسلط العمومية الذي أولد وضعاً سياسياً غريباً. إنه وضع غير مناسب تماماً لحكومة شرعية تحكم بعد قيام مجلس تأسيسي دون أغلبية تشريعية مطلقة أو تحالف لفصيل سياسي متجانس داخله في حين حكومات بعد الثورة أطلقت يدها بالحكم، مجانبة الدستور إلا ما يكون انتقائياً من مواده وبإرادتها دون منازع.

وهذا الوضع الذي دخلنا فيه بعد انتخابات 23 أكتوبر استثنائي بكل مقاييس الثورات، ويصعب إدارته وغير مناسب بالمرة لطبيعة مجلس تأسيسي ثوري، ويجب أن لا يستمر طويلاً. فوجود حزب داخله يتمتع بأغلبية شعبية خارجه وبأغلبية نسبية داخله لا يمكن له أن يحكم باطمئنان لتأسيس نظام كفيل بالاستقرار والأمن والتداول السلمي على السلطة، ومنه التعطيل والاصطدام المستمر بينه وبين معارضة متعطشة مثله للحكم ولا ترى نفسها أقل نضالية منه أو نصيباً في إسقاط النظام.

ومعلوم أن الأغلبية هي أكثر حسماً للتداول على السلطة بعدها، وليس وضع التزاحم على مقاسمة الحكم، في وضع ثوري يتطلب الحسم والحلول للمسائل القائمة، لا المداومة في السلطة دون جدوى وآفاق للتداول.

وكل انفلات للأوضاع مهما يكن مبرره في الأحوال العادية، إلا ويكون غير مناسب لحسم الاختيارات المصيرية للامة بعد ثورة. خاصة بعد ثورة كانت هي نفسها تعبيراً عن تراكمات غير مقبولة من طرف عامة الشعب، ولعقود طويلة من الديكتاتورية.

ومهما تكن الأحزاب قادرة على إدارة الأمور بمفردها أو بحلفائها في السلطة أو من أجل التداول عليها، إلا أنها في حالات الثورة والثورة المضادة لا تملك إلا أن تقلل من غلوائها في سبيل الاستدعاء الى جانبها، لشخصيات من خارجها لصناعة الوفاق والحلول التحكيمية مع غيرها. فعقدة الصراع على السلطة لا يحلها المزيد من التكالب عليها من طرف الحزبيين الأكثر تشددا أو أدعياء الثورة والمعارضين الأكثر تطرفاً.

وفي ظل صراع بين بقايا النظام وبين طائفة واسعة من المعارضين السابقين له، والذين تكدسوا جملة بعد الثورة على طعام الحكم لإدارة الوضع الجديد ولكن بعقلية المنافر لكل انتقال للسلطة في غير أيديهم، تبدو الرؤية غير واضحة. وربما يصعب الخروج من مأزق التعطيل والتعطيل المضاد الذي يولده ذلك الصراع ما لم يظهر في الآفاق جسم أكثر استقلالية من غيره. يكون خارج زعامات الاحزاب أو التيارات وليس خارج إرادة أكثرها وإسنادها، ويقنع بضرورة أهليته للدور المتقدم على رأس الدولة، ويكون تمهيداً للزعامات الحزبية بعد قيام الدستور والتشكل الحقيقي للأحزاب والمعارضات. وقد يتمثل هذا الجسم في أكثر من فرد، أو شخصية سياسية مشهود لها في ماضيها ونضالها، خارج كل حزبية بعد الثورة، ولم تتقلد أية مسؤولية في النظام السابق وعلى مدى سنواته.

والتجارب التي سبقت مع عدد من الوجوه المخيبة والتي كانت لها مشاركة في النظام السابق أو مدجّنة تحت ظله أو كانت في موقع المتفرج أو من ذات الوجهين، يتعين أن لا تعود أو أمثالها الى ركاب السلطة إلا بعد إقرار الوضع الشرعي للمؤسسات أو أن تتطهر من مآثمها وتحسن نيتها نحو صناع الثورة.

وعموماً فقائمات المستقلين، أو من يوصفون بذلك تجوزاً يمثلون «خابية» إذا صح التشبيه، لدى أصحاب السلطة الحزبية اليوم للاستمداد منها للمرحلة الانتقالية، أولاً لفضلهم في خوض الانتخابات التأسيسية دون غيرهم من أصحاب الجلوس على الربوة، وثانياً لدورهم المحتمل في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، خاصة الرئاسية، لاستخلاص الأنسب بالترشيح والأحظى بالثقة لأول رئاسة جمهورية برلمانية ديمقراطية حقيقية حرة مباشرة بعد الثورة.
تونس في 10 ماي 2012

الدكتور المنجي الكعبي
أستاذ جامعي، مفكر وكاتب، والبرلماني سابقاً صاحب المداخلات المشهورة بمجلس الأمة والمنشورة في كتاب


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات، القائمات المستقلة، إنتخابات المجلس التأسيسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-05-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  31-05-2012 / 19:14:53   فتحي الزغل
نحن ننشط أكثر من الحزاب

https://www.facebook.com/fathi.zghal
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
طلال قسومي، أبو سمية، محمد اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، سلام الشماع، فتحي العابد، د - شاكر الحوكي ، عواطف منصور، د- هاني ابوالفتوح، د. عبد الآله المالكي، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، الناصر الرقيق، أنس الشابي، فتحي الزغل، مجدى داود، أحمد الحباسي، د.محمد فتحي عبد العال، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، د - مصطفى فهمي، يحيي البوليني، د- محمد رحال، سامح لطف الله، أحمد النعيمي، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، رضا الدبّابي، وائل بنجدو، ياسين أحمد، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمود علي عريقات، صفاء العربي، عبد الله زيدان، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، عمار غيلوفي، عراق المطيري، أ.د. مصطفى رجب، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الياسين، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، عبد العزيز كحيل، محمد عمر غرس الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي الفرجاني، إياد محمود حسين ، كريم فارق، محمد علي العقربي، تونسي، رافد العزاوي، حسن عثمان، محمد يحي، إسراء أبو رمان، طارق خفاجي، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، علي الكاش، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - عادل رضا، بيلسان قيصر، د - محمد بنيعيش، محمود سلطان، كريم السليتي، د. خالد الطراولي ، عبد الرزاق قيراط ، منجي باكير، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الطرابلسي، أحمد بوادي، رافع القارصي، ماهر عدنان قنديل، سلوى المغربي، علي عبد العال، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، محمود طرشوبي، د. طارق عبد الحليم، ضحى عبد الرحمن، حسن الطرابلسي، مراد قميزة، حاتم الصولي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفى منيغ، المولدي اليوسفي، حميدة الطيلوش، د - صالح المازقي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، محمد شمام ، سيد السباعي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء