منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7851
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إيه نعم، الشعب يحبّ تعويضا،لأنّه عانى الويلات طيلة العقود الماضية، عانى التخلّف و التجهيل القسري في كثير من المجالات، عاش على كذبة كبيرة اسمها محبّة تونس تستدعي التضحيات و ترشيد الاستهلاك و ارتفاع الأسعار وتوظيف الضرائب المشطّة.
الشعب الذي كان يرى قوته يسرق و هو ساكت مقهور، هذا الشعب الذي عاش محروما من خيراته التي كانت تُحوّل إلى ذهب في مصارف الخارج وهو يعايش الفقر و الخصاصة و الكآبة و كثير من الأمراض النفسية ( في بحث قامت به منظمة الصحة العالمية منع من النشر سنة 2005 تقول أن نصف التونسيين يعانون من اضطرابات نفسية من بينهم 37 بالمائة مصابون بالإكتئاب النفسي و القلق)، هذا الشعب الذي سلبته القبضة الحديدية و النظام البوليسي حتى كرامته و رجولة (رجاله) و أحدثت انقلابات في العائلة التونسية ففكّكتها فأصبحت تونس رابع دولة عالميا في نسب الطلاق و الأولى عربيّا،،أمّا عن الانحراف و فساد الأخلاق و العنف اللفظي و الجسدي فحدّث و لا حرج .هذا الشعب الذي انفصل قهرا على حاضنته العربيّة الإسلاميّة و هُمّش تعليمه حتّى أصبح (ماكينة) تكدّس البطالة و الجهل المعرفي،
هذا الشعب الذي عاش الحرمان من خيرات تنتجها بلاده و بأيادي أبناءه بدعوى جلب العملة الصعبة / و التي كانت فعلا تصبّ في حسابات اللصوص من الطبقة الحاكمة و أزلامهم /
و تطول قائمة الانتهاكات و الظلم و القهرو الحرمان و طمس الشخصيّة و امتهان الهويّة ..
و لهذا فإن هذا الشعب الذي بنفسه و نفسه فقط ثار على الظلم برغم الحديد و النّار و خاطر في ثورة تتصدّر صفحات التّاريخ الحديث، بات من الطبيعي و البديهي أن يطالب بالتعويض، التعويض عن سنوات الجمر العجفاء . الشعب يريد أن يستقلّ بقراراته و أن يجد ممّن انتخبهم لحكمه و إدارة شؤون البلاد أن يصلحوا ما فسد و أن يرفعوا المظالم و أن يرجعوا الحقوق إلى أصحابها و أن يعالجوا تخلّفه الاقتصادي و الإجتماعي، الشعب يريد ان يسترجع كرامته و شخصيّته و مقدرته الشرائيّة ليذوق خيرات بلاده بلا فواصل طبقيّة مجحفة و أن تتقارب الفجوات العميقة بين أبناءه و أن يوضع حدّا لأباطرة المال الذين يسمسرون بقوته و قوت عياله،،، الشعب يريد يُرفع عنه الحِجْر الديني و الثقافي و المعرفي و أن ترفع عنه كلّ أشكال الوصاية .الشعب يريد أن يقتصّ من القتلة و اللصوص و خصوصا الطبقة السياسية الفاسدة التي كانت تحكمه و على رأسها الدكتاتور المخلوع الذي ينعم بالعيش تحت حِمى آل سعود.
الشعب يريد التعويض، فمن عنده اعتراض ؟؟؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: