البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

إلى سيادة رئيس الجمهورية التونسية الدكتور: المنصف المرزوقي

كاتب المقال د - صالح المازقي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8539


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في خبر عاجل على شريط إخباري ظهر مساء يوم الثلاثاء 22 ماي 2012 جاء ما يلي: " تونس تسلم البغدادي المحمودي للسلطات الليبية...". نزل عليّ الخبر كالصاعقة، فأردت التحقق منه من المصدر، لعله يكون مغرضا أو كاذبا. أبحرت على النت ووجدت الخبر كما ورد يقول ما يلي:" تونس (ا ف ب). أعلن [عدنان منصر] الناطق الرسمي باسم الرئيس التونسي [منصف المرزوقي]، الثلاثاء، أن المرزوقي وافق "مبدئيا" على تسليم [البغدادي المحمودي]، آخر رئيس وزراء في عهد الزعيم الليبي الراحل [معمر القذافي] المسجون في تونس منذ ايلول/سبتمبر الماضي، إلى ليبيا "شرط توفير طرابلس ضمانات محاكمة عادلة له. وقال منصر لوكالة فرانس برس إنه تم التوصل الى اتفاق التسليم خلال زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب إلى تونس يومي 17 و18 أيار/مايو الحالي. وتوقع أن يتم تسليم المحمودي [ خلال أسبوعين أو ثلاثة] بعد استكمال إجراءات ترتيبية مع ليبيا. ولفت إلى أن الرئيس التونسي لم يوقع بعد قرار التسليم وأنه يشترط ضمان الحرمة الجسدية والمعنوية للمحمودي وتمكينه من حقوق الدفاع وتمكين وفد تونسي من زيارته في سجنه بليبيا للإطلاع على ظروف اعتقال".

شعرت بشيء من الراحة النفسية تنتابني مع كثير من المرارة التي لم تفارق حلقي حتى بعد إتمام هذه الأسطر. ما زال الوقت مناسبا يا سيادة الرئيس " المنصف المرزوقي" وأرجوك أن تتأمل في الاسم الذي تحمله " المنصف" ولا أظنك إلاّ كذلك. سيدي رئيس الجمهورية أناشدك أن تقرأ قول الله تعالى في الآية 6 من سورة التوبة:" وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ". سيدي رئيس الجمهورية، إن كان هذا حال المسلم مع من يستجير به من الكافر، فما بالك بمسلم؟

سيدي الرئيس، ألم تكن بالأمس "لاجئا سياسيا" بفرنسا التي رفض رئيسها تسليمك للنظام التونسي، الغاشم الذي كان يلاحق معارضيه في كل أصقاع الدنيا. كيف يسمح حقوقي أصيل في مقامك، لنفسه أن يكون أقل مرتبة من الفرنسيين في سلم الكرامة الإنسانية؟

سيدي الرئيس، أنا لن أعود في هذه المناشدة إلى الماضي السياسي السيد "البغدادي المحمودي"، فمهما كان سيئا ودمويا (وأنا لا أعلم )، فإنه كان نتاج منظومة فساد، شملت العالم العربي كلّه؛ وليكن، فالرجل استجار بحمى الثورة التونسية، هذه الثورة التي ما كانت لتقوم لولا الظلم والقهر؛ ثورة منحها الله للعرب جميعا حتى يستعيد الإنسان كرامته ويحسّ بإنسانيته ولو لأيام قبل الموت.
سيدي الرئيس، أرجوك واستحلفك بالله لا تمضي على وثيقة التّسليم والرجل قد برأه القضاء التونسي العادل من التّهم المنسوبة إليه، والكل يعلم أن قرار استمرار حبسه هو قرار حكيم، لحماية سلامته الجسدية ومنحه قليلا من الطمأنينة النّفسية وهو خلف جدران سجن المرناقية.

سيدي الرئيس، أرجوك أن لا تمضي وثيقة التّسليم، فإنها وثيقة ستلحق بالثورة التونسية وبالتونسيين العار، كل العار وستظهرنا كشعب جشع، لا ذمة له ولا عهد ولا أمان، أ من أجل حفنة من المال بعض العقود (التي قد لا تفي بها الحكومة الليبية لعجزها عن حلّ مشاكلها الداخلية)، نمكن الشّامتين فينا في الدّاخل وفي الخارج أن يقولوا فينا ما قاله الله تعالى في سورة الآيات الفجر 19/20: " وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا".
سيدي الرئيس بعيدا عن كل الحسابات السياسية وغير السياسية، اسمح لي سيدي أن أنّبه حكّام تونس العزيزة، إنّ الذين يطالبون باسترجاع السيد المحمودي يعلمون علم اليقين حكم الله في المسألة وهم إن أصرّوا على ذلك فلأن في مخيالهم مرض. لقد عاشوا في بلادنا إخوة مكرمين، مبجلين ورغم مواقفنا معهم في السرّاء والضرّاء، ما انفكوا لحظة عن احتقارنا لاعتقادهم أن التونسيين يبيعون آباءهم من أجل المال. وللأسف الشديد، فإن في مرضهم شيئا من الحقيقة التي لا ينكرها عاقل، خاصة وأنّ العديد من بني جلدتنا لم يتورعوا عن فعل ذلك، في كل المجالات...

سيدي الرئيس، أناشدك الله أن ترقى بثورة الكرامة عن لوثة المال والأعمال... أناشدك سيدي الرئيس أن تأخذ بيد تونس والتونسيين إلى أعلا دوائر الشرف الإنساني أولا والثوري ثانيا. سيدي الرئيس، التاريخ لم يرحم السابقين ولن يرحم اللاحقين، وإنّي أخشى على سمعتكم، وأنت رئيس كل التونسيين وجزء من تاريخ تونس الرّاهن، بعد أن منّى الله عليكم بدخوله من بابه الواسع، فلا تضيقوه على أنفسكم بأنفسكم.

سيدي الرئيس، مع كل احترامي وتقديري لكل القادة العرب، أسأل نفسي هل نحن أقل شهامة ورجولة ممن يصفهم العالم بالرجعية والتّخلف (وهذا ليس رأيي)؟ وعلى رأي أبي حنيفة "هم رجال ونحن رجال"، لهذه الأسباب الدينية والأنثروبولوجية رفضوا تسليم الرئيس المخلوع الذي احتمى بحماه ولن يسلموه أبدا وسيدفن بأراضيهم المقدسة ولن يمكنوا التونسيين لا من جثمانه ولا من رفاته ولو بعد حين.

سيدي الرئيس، يا من تنازلتم عن جلّ مرتبكم الرئاسي للفقراء والمساكين، جنّبوا تونس أم الربيع العربي وأنفسكم وصمة لا ولن تمحوها الأيام. مع فائق عبارات التقدير والاحترام والمحبّة والســــــلام.

الإمضاء: الدكتور صالح المازقي
أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، المنصف المرزوقي، ليبيا، البغدادي المحمودي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-05-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله زيدان، المولدي الفرجاني، أبو سمية، عمر غازي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد شمام ، رافد العزاوي، ماهر عدنان قنديل، عبد العزيز كحيل، د. أحمد محمد سليمان، وائل بنجدو، سلام الشماع، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، د - شاكر الحوكي ، صالح النعامي ، د. أحمد بشير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهادي المثلوثي، رمضان حينوني، حسن الطرابلسي، إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، صباح الموسوي ، مراد قميزة، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي العابد، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، رضا الدبّابي، د - مصطفى فهمي، د - صالح المازقي، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفي زهران، عبد الغني مزوز، العادل السمعلي، د. صلاح عودة الله ، رافع القارصي، سفيان عبد الكافي، سيد السباعي، نادية سعد، سامر أبو رمان ، صفاء العراقي، صلاح الحريري، محمد العيادي، د. طارق عبد الحليم، سامح لطف الله، كريم فارق، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، محمد علي العقربي، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عمار غيلوفي، علي الكاش، الناصر الرقيق، د - المنجي الكعبي، يزيد بن الحسين، عواطف منصور، محمد الياسين، فتحـي قاره بيبـان، حاتم الصولي، عراق المطيري، كريم السليتي، سلوى المغربي، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمد رحال، يحيي البوليني، المولدي اليوسفي، علي عبد العال، محمد الطرابلسي، سعود السبعاني، د - عادل رضا، أحمد ملحم، محمود سلطان، رشيد السيد أحمد، صلاح المختار، فتحي الزغل، جاسم الرصيف، أحمد النعيمي، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفى منيغ، محمد يحي، إياد محمود حسين ، ضحى عبد الرحمن، طلال قسومي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، د - محمد بن موسى الشريف ، منجي باكير، محمود طرشوبي، بيلسان قيصر، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، د- جابر قميحة، مجدى داود، طارق خفاجي، أنس الشابي، محمد أحمد عزوز، حسن عثمان، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بوادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء