الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7692
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك الكثير من الأغبياء و الحمقى الذين يحيطون أنفسهم ببعض الرعاع و المتملقين ظنا منهم أن هؤلاء يمكن أن يشكلوا لهم قاعدة شعبية تتبنى أفكارهم الخربة و الهدامة التي تشكل بدورها خطرا على سلامة و امن المجتمع لذا لن يجدوا من ينصت إليهم إلا تلك الفئة من الناس التي لا يمكن بحال مت الأحوال أن تلعب دورا رئيسيا في البناء بل لا تصلح إلا للهدم و التدمير.
فكم من أحمق إعتقد أن بإمكانه أن يكون سيدا في قومه فراح يفعل ما يستطيع ليتمكن من الحصول على هذه السيادة و الريادة لكن مهما فعل لن يستطيع الوصول لمبتغاه لأنه ببساطة غبي و لنا في النوادر التي ذكرها المؤخون أفضل الأمثلة و العبر على غباوة و حمق هؤلاء الذين كانوا ينازعون الأسياد مكانتهم فلم يجدوا إلا الأفواه الضاحكة على صنيعهم و بقي الناس يتندرون بما فعلوا على مر الأزمان و العصور.
فالأغبياء و الحمقى لا يصنعون التاريخ لأن أقصى ما يمكنهم فعله هو إضحاك الناس و الترفيه عنهم بتلك الأفكار و الدعوات و النكات التي يطلقونها بين الحين و الأخر كما أن أحسن الأشياء التي يحسنون صنعها هو المرور على هوامش التاريخ الذي لا يخلد إلا العظماء أما من أراد العظمة بلا مقابل فلن ينالها هذه هي القوانين الإلاهية التي لا تظلم أحدا لأن الأيام وحدها كفيلة بإظهار الأبطال الحقيقين صانعي التاريخ الذين تجازيهم شعوبهم و تصنع مجدهم أما من أراد أن ينسب لنفسه البطولة الزائفة التي لا يعرفها إلا هو فإن مصيره إلى مزابل ذاك التاريخ.
أقول هذا الكلام و أنا أشاهد و أسمع تصريحات النقابي عدنان الحاجي التي دعا فيها إلى قتل الإسلاميين و إبادتهم وسط البعض من أنصاره بمدينة الرديف و هؤلاء الانصار أغلبهم من الشباب اليافع المندفع كما رأيناهم من خلال الفيديو على الشبكة العنكبويتة.
فهذا الرجل المجنون الذي دعا في وقت سابق أهالي الرديف إلى الإنفصال عن تونس العزيزة و هذه الدعوات التي لم تلقى صدى لدى سكان المدينة التي لا نعتقد أن مثل هذا المعتوه يمثلها فهذه المدينة المناضلة التي وقفت سدا منيعا أمام الديكتاتورية و ضربت مثالا رائعا في الصمود طوال ست أشهر ذات صيف و لم تنحني بل خرجت واقفة كما عهدناها منذ الإستعمار و كانت إرهاصات الثورة الكبرى قد إنطلقت من داخلها حين إنتفضت ضد بن علي و أزلامه سنة 2008 لا يمكن أن تكون إلا البنت المطيعة لتونس الثورة و لا يمكن لها أن تتمرد عليها بسب دعوات عنصرية و عروشية من أناس مرضى بحمى " نحب نولي زعيم " مهما كان الثمن..
فما قيمة الرديف و سكانها إن إنفصلت عن تونس لا شيء و ما قيمة نضالها إن لم يصب في خدمة أهداف الثورة فالرديف ليست إلا جزءا من كل لذا فإن تنميتها و إزدهارها لا يمكن بإي حال من الأحوال أن يكون إلا من خلال النهضة الشاملة لتونس الكل.
أعتقد أن في الرديف الكثير من الثوار الحقيقيين الذي حان الوقت لترتفع أصواتهم أمام أصوات هذه الغربان الناعقة في جيف الحديث فهذا الأحمق لا يمثل الرديف و لا أهلها و لا قفصة و لا مناضليها و لو كان كذلك لتمكن من الفوز في إنتخابات المجلس التأسيسي أو إنتخابات إتحاد الشغل على الأقل و هو الذي يحسب نفسه نقابي لا يشق له غبار ففشله دليل واضح أنه لا يمثل إلا نفسه و دعوات القتل هذه لا تصدر إلا عن نفس إجرامية حقودة كامنة داخل هذا الغبي الذي يريد إدخال البلاد في فتنة قد تؤدي إلى حرب أهلية لا قدر الله لكن بإذن الله تعالى سيخيب مسعاه لأن من يدعو لقتلهم ليسوا إلا جزءا من أبناء هذا الوطن إستبيحت دمائهم فيما مضى من قبل الطاغية و أعوانه ثم يعاود هذا المعتوه الدعوة إلى إستباحتها من جديد فكيف لعاقل يدعي أنه مناضل أن يدعو صراحة لقتل أبناء عمومته و أكاد اجزم أن العديد من أفراد أسرة هذاالمعتوه هم من أنصار الحركة الإسلامية على الأقل إن لم يكونوا من مناضليها فماذا سيفعل مع هؤلاء هل سيقتلهم كما قال.
تبا لهذا العته و الخبل و التهور و الجنون الذي يريد أن يصبح زعيما بأي الأثمان و بأي طريقة كانت و تبا لكل منصت لهذا القبح من الكلام و كما قال الشاعر إذا كان الغراب دليل قوم***قادهم على جيف الكلاب.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: