محمد الطرابلسي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8762
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك أكثر من 5000 أستاذ مساعد متعاقد يشتغلون بالجامعات و المعاهد العليا في البلاد التونسية ، هؤلاء مهددون بالبطالة في أي لحظة بسبب إنهاء مدة عقودهم من ناحية أو بسبب عدم تفهم المسؤولين داخل الجامعات لظروفهم الإجتماعية و الإنسانية . هؤلاء سيدي الوزير على درجة عالية من الكفاءة البيداغوجية و العلمية ، يحكمون ضمائرهم أمام الله و القانون . هؤلاء لهم تجربة لا بأس بها في مجال التدريس يشهد بها الجميع، فكيف يمكن لكم إلغاء عقودهم بعد إنتهاء مدة الأربعة سنوات ؟ مع العلم و أن هناك الكثير منهم ألغيت عقودهم قبل إنتهاء هذه المدة رغم مجهودات بعض مديري الأقسام لتجديدها .
سيدي الوزير هؤلاء جزء من منظومة التعليم العالي أحب من أحب و كره من كره ، لا بد من النظر إلى وضعياتهم المهنية و الإجتماعية بكل جدية و تسويتها بطريقة تخدم مصلحة الأستاذ المتعاقد و مصلحة الطالب و مصلحة المؤسسة الجامعية .
سيدي الوزير أقترح عليكم ما يلي:
1- إلغاء مناظرة إنتداب الأساتذة المساعدين و إنتداب الباحثين الشبان بالملفات البيداغوجية مباشرة بعد إنتهاء عقودهم بالمؤسسات الجامعية.
2 – بالنسبة للذين لم يقع إنتدابهم بعد مدة الأربعة سنوات ، لا بد من تحويل عقودهم إلى عقود مفتوحة لا ترتبط بمدة معينة إلى غاية تسوية وضعياتهم.
3 – في حالة عدم قدرة الوزارة على إستعاب هؤلاء الباحثين الشبان ، لا بد من التنسيق مع وزارة التربية و إدماجهم بمنظومة التعليم الثانوي للإستفادة من تجربتهم البيداغوجية و زادهم العلمي و المعرفي. مع العلم و أن هؤلاء المساعدين المتعاقدين إجتازوا جميع التربصات البيداغوجية بكل نجاح و لديهم ما يثبت ذلك.
4 – الترفيع في ميزانية البحث العلمي و تمكين جميع الباحثين من منح ، خاصة أولائك الذين لم يتمكنوا من الحصول على عقود عمل ، و لا بد من أن تكون قيمة هذه المنحة في مستوى طموحاتهم العلمية و ظروفهم الإنسانية.
5 – لا بد من إدماج جميع المساعدين المتعاقدين بنقابة التعليم العالي حتى تكون داخل الجامعة شراكة فعلية بين هؤلاء الباحثين الشبان و بين قدماء الأساتذة بمختلف رتبهم. لأن تأسيس نقابة خاصة بالمساعدين المتعاقدين لا يخدم مصلحة التعليم العالي و مصلحة الطالب و سيساهم في وجود تصدعات داخل الجامعة من شأنها أن تؤثر في العملية التعليمية و تشتت الأفكار .
إن نقابة التعليم العالي تحتاج لهؤلاء الباحثين الشبان و حماسهم العلمي بهدف إصلاح منظومة التعليم العالي. كما أن الباحثين الشبان يحتاجون إلى خبرة و تجربة الأساتذة في نقابة التعليم العالي و قدراتهم على الحوار مع سلطة الإشراف. الحل في اعتقادي يكمن في تأسيس مجلسا أعلى لجمعيات و نقابات التعليم العالي يجمع الجميع و يوحد المواقف و الأطروحات لما فيه مصلحة الجامعة و الطالب و الأستاذ المتعاقد و الأستاذ المرسم ، و يجب أن يكون هذا المجلس منبرا للحوار حول جميع المطالب المشروعة لإصلاح التعليم العالي و البحث العلمي و يعتبر ملف تسوية وضعيات الأساتذة المتعاقدين جزءا لا يتجزأ من مشروع الإصلاح .
إننا لا نحتاج اليوم إلى انشقاقات بين الأساتذة بمختلف رتبهم و المساعدين المتعاقدين في ظل تجاهل الحكومة لمطالبهم ، بل نحتاج إلى شراكة فعلية تضمن للطالب ظروف أفضل لطلب المعرفة باعتباره يمثل مركز منظومة التعليم العالي ، نحن نعول على تفهم الأساتذة المرسمين و ندعوهم للتضامن معنا مرة أخرى لأننا سنفتك مواقعنا بإذن الله أحب من أحب و كره من كره .
سيدي الوزير بإمكانكم أن تتقبلوا عناصر هذه الرسالة و بإمكانكم رفض محتواها ، لكن ذلك لا يعني أننا سنتوقف عن النضال فالنضال سيستمر حتى تحقيق جميع المطالب .
والله ولي التوفيق ...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: