الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7471
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هوالذي رفض إطلاق النار على الثوار ذات يوم حين كان رصاص القمع يمزق أجساد الهاتفين بإسم الحرية فشكل بذلك علامة فارقة في التاريخ المعاصر لجيوش العالم بأسرها و ساهم بهذا في إنجاح ثورة شعب أراد أن يتخلص منالديكتاتورية فوجد قواته المسلحة مساندة له إنه ببساطة الجيش التونسي العظيم الذي لم يطع الطاغية و قال لا لقتل الشعب الثائر.
أقول هذه الكلمات التي ربما لا تفي جيشنا الباسل حقه كلما أشاهد الجيوش العربية التي كانت و لازالت تساند الديكتاتوريات القبيحة فحتى في البلدان التي شهدت ثورات الربيع العربي مثل الجيش التونسي الباسل إستثناء في هذه الجيوش فالجيش الليبي مثلا وقف مع الطاغية الهالك معمر القذافي و قمع الثوار بوحشية شديدة أما الجيش اليمني فأنخرط كذلك في محاولة إجهاض الثورة و أمعن تقتيلا في أبناء شعبه و إن ذكرنا الجيش السوري فحدث و لا حرج فما يفعله الأن جنوده بأبناء جلدتهم العزل لم يفعله حتى فرعون في بني إسرائيل و أما بالنسبة للجيش المصري الذي يقال أنه وقف إلى جانب الثورة فإنه إرتكب العديد من الإنتهاكات بحق المصريين حيث قام في العديد من المناسبات بقتلهم و سحلهم أمام أنظار الجميع و كل ما يقال عن مساندته للثورة إنما همو كلام نسبي يعززه هذا التردد الواضح و المماطلة المستمرة في تسليم السلطة للمدنيين فمجلسه العسكري الحاكم يضم أبرز أركان نظام المخلوع مبارك الذين إشتغلوا معه لسنوات طويلة إضافة إلى أن الجيش المصري كان منذ الخمسينات له اليد الطولى في السياسة المصرية حيث أن الثلاث رؤساء السابقين لمصر جاؤوا من المؤسسة العسكرية لذلك فهو إلى حد الأن لم يستوعب جنرالاته أن مصر الثورة لم يعد فيها مكان إلا لحكم الصندوق.
عودة للجيش التونسي البطل الذي لم ينخرط في يوم من الأيام في الشأن السياسي التونسي و هذه ميزة عظيمة من ميزاته حيث أن هذا الجيش الذي ينتمي أغلب أفراده حتى ذوي الرتب الرفيعة إلى الطبقة الوسطى من الشعب و رغم محدودية إمكانياته إلا أنه ساهم بشكل كبير في بناء الوطن خصوصا من خلال إقامة المشاريع المنشأت الكبرى و كان دائما العين الساهرة على أمن الوطن خاصة في الظروف الصعبة من تاريخه و قد إرتفعت بعض الأصوات بعد الثورة مباشرة منادية بضرورة تولي العسكر التونسي للحكم لأنهم الأحق به إلا أن عساكرنا نأوا بأنفسهم عن ذلك و أصروا على ضرورة بقاء مقاليد الحكم بيد المدنيين ضاربين بذلك موعدا مع التاريخ الذي جعل منهم حقيقة جيشا جمهوريا يحمي البلاد و العباد دون التدخل في شؤون السياسة فتحية لجيشنا المجاهد الذي يستحق أرقى أوسمة الشرف.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: