البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

صحفيو "التر فر" في قناة "الخر طر"

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8684


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


دب الرعب في قلوب جميع العاملين في القناة الوطنية بعد التصريحات الأخيرة لبعض قيادي حركة النهضة حول النية في خصخصة الإعلام العمومي الذي فشلت معه كل محاولات الإصلاح، مما حدا بهم إلى حالة من الاستنفار القصوى أملا في منع حصول ما لا تحمد عقباه بالنسبة لهم، خوفا من أن تنقطع عنهم شرايين الدعم الحكومي و التمعش من أموال الشعب مما قد يجعلهم يجدون أنفسهم في منافسة مع قنوات خاصة أخرى، الأمر الذي يتطلب إنتاجا ذا جودة عالية و ذا مضمون من شأنه أن يشد المشاهد و بالتالي تأتي أموال المستشهرين، و كلنا يعلم جودة البرامج المنتجة من قبل قناتنا الوطنية التي لو لا أنها تمول من جيوبنا لكانت أفلست من زمان.

زمان و هذا ليس ببعيد كانت معظم الوجوه التي كانت تظهر علينا في قناة ""تونس 7" في ذلك الوقت لتمجد و تمدح و تؤله سيادة الرئيس و السيدة الأولى و باقي العائلة المافيوزية، نفس هذه الوجوه لازالت جاثمة فوق صدورنا و أصبحت تتحدث باسم الثورة و قد برر البعض منهم ذلك بأنهم كانوا يعملون تحت ضغط مسلط عليهم من قبل النظام السابق، لكن و الحقيقة تقال أن أغلب هؤلاء كانوا منخرطين في الشعب الدستورية و المهنية، و كانوا من بين الصحفيين المدللين للنظام السابق.

و هذا ما لايستطيع أن ينكره هؤلاء، لذا بقيت تلك الصور القبيحة للتمثيل و التدجيل و الكذب و النفاق الذي مارسه هؤلاء المقدمين في تلفزة "تونس 7 "عالقة بالعقل الجمعي للشعب الذي رأى كل شيء يتغير في تونس إلا الإعلام و خصوصا العمومي منه، فما ضر القناة الوطنية لو غيبت تلك الوجوه التي مجدت المخلوع و أحالتها على الأقل إلى أقسام أخرى، و تظهر مكانها وجوه أخرى ليست مألوفة لدينا و لا تذكرنا بالماضي البائس، فبصراحة شخصيا كلما أرى نفس مقدمي الأخبار السابقين تحيلني وجوهم مباشرة على تلك الصورة لمحمد الغنوشي الوزير الأول السابق و هو داخل لقصر قرطاج لإطلاع سيادة الرئيس على مستجدات الأوضاع في البلاد مع مرافقة لتك الموسيقى التعيسة التي يتذكرها الجميع.

هذه الصورة النمطية التي لازال يحملها أغلب الشعب التونسي حول قناته الوطنية لم تتغير رغم إستطلاعات الرأي التي تشير إلى إرتفاع نسبة المشاهدة خصوصا لنشرة الأخبار الرئيسية و هذا ما يعتبره صحفيو القناة الأولى من أهم إنجازاتهم و يتباهون به للرد على منتقديهم و رغم تعدد تفسيرات ذلك إلا أن لي تفسير خاص ألا هو أن التونسي ببساطة يحرص على متابعة أخبار الثامنة لانه ساعتها تكون جميع العائلات التونسية في بيوتها و ليس لها أي منابر إخبارية أخرى التي يمكن من خلالها متابعة أخبار الوطن لذلك يلجأ أغلب التونسيون إلى أخبار الوطنية الأولى مكرهين و هذا لا يمكن أن يكون دليلا على رضا الشعب على قناته.

رضا الشعب التونسي الذي أصبح صعب المنال هاته الأيام لذا فإن جزءا من هذا الشعب قرر الإعتصام أمام القناة الوطنية مطالبا بضرورة إصلاحها لكن التطورات الأخيرة المتمثلة في التشنج و المناوشات التي حصلت بين المعتصمين و بين بعض العاملين في القناة الوطنية و رغم إدانتنا و رفضنا للعنف مهما كان مأتاه فإنه يجب أن نقر أن الإعلام في تونس في حاجة إلى إصلاحات شاملة و جذرية و خصوصا القناة الوطنية التي يعتبرها الشعب قناته الأولى هذه القناة التي مازالت للأسف الشديد مختطفة من قبل قلة تحاول إستعمالها لتمرير أجندة سياسية و إيديولوجية هجينة و غريبة عن عموم الشعب التونسي و هذا يبدو واضحا و جليا من خلال نوعية الضيوف الحاضرين في جل البرامج التلفزية.

هذه البرامج التي لازالت إلى حد الان غير موضوعية و مهنية في طرحها للمواضيع، و أخرها كان البرنامج الذي تناول موضوع محاولة اقتحام التلفزة الوطنية كما جاء في بيان نقابتها، و تم نفيه من قبل الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية، حيث كان هذا الموضوع محل نقاش في برنامج خصص للغرض، لكن المتأمل في الضيوف يلحظ الخطأ المتكرر الذي يرتكبه معدو البرامج في القناة، حيث تم إستدعاء ممثل عن إتحاد الشغل و ممثل لحزب سياسي و نقيبة الصحفيين التي لا تشتغل كصحفية و ممثل عن نقابات التلفزة الوطنية و كل هؤلاء لهم نفس التوجه السياسي كما تم تزيين البرنامج بالناطق الرسمي بإسم الداخلية و ممثل عن رأسة الجمهورية ذرا للرماد في العيون، و قد كان البرنامج بمثابة محاكمة سياسية للمعتصمين و محاولة إدانتهم أمام الرأي العام و محاولة توجيه أصابع الإتهام حول ما حصل لحركة "النهضة" أفلم يكن من الأجدر إستدعاء إعلاميين مختصين لتناول واقع التلفزة الوطنية و محاولة تشخيص المشاكل العالقة بها و تقديم مقترحات لحلول من شأنها أن تساهم في الحد من من هذا التشنج و التوتر بين القناة الوطنية و جزأ كبير من الشعب التونسي بدل محاولة إلقاء المسؤولية على الأخرين، و لماذا ضاق صدر الصحفيين بهذه السرعة بمجموعة صغيرة من المعتصمين لفترة من الزمن لا تساوي شيئا أمام ما قاساه الشعب التونسي من هذا الإعلام و خصوصا هذه القناة على مدى أكثر من خمسين عاما، و حتى بعد الثورة حين هب كل أبناء القطاعات إلى إصلاح قطاعاتهم إلا الإعلام أبى أن يكون من المصلحين إنه إذن التر فر يحاول تحصين "الخر طر".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التلفزة الوطنية، وسائل الإعلام، القناة الأولى، نجيبة الحمروني،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، كريم السليتي، عمار غيلوفي، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، رمضان حينوني، رافع القارصي، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، طارق خفاجي، د - مصطفى فهمي، سيد السباعي، رشيد السيد أحمد، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، عمر غازي، د - صالح المازقي، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد عمر غرس الله، رافد العزاوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفى منيغ، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، الهيثم زعفان، علي الكاش، محمد العيادي، كريم فارق، عبد الغني مزوز، عبد الله زيدان، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، فتحـي قاره بيبـان، محرر "بوابتي"، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، سليمان أحمد أبو ستة، أبو سمية، د - الضاوي خوالدية، أ.د. مصطفى رجب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، بيلسان قيصر، محمد اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، عبد العزيز كحيل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حاتم الصولي، يزيد بن الحسين، محمد علي العقربي، إيمى الأشقر، سلوى المغربي، المولدي اليوسفي، فتحي الزغل، مجدى داود، سلام الشماع، حسن الطرابلسي، حسن عثمان، محمود سلطان، العادل السمعلي، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. خالد الطراولي ، د - محمد بن موسى الشريف ، سعود السبعاني، د- جابر قميحة، أنس الشابي، عبد الله الفقير، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ، د. طارق عبد الحليم، صلاح المختار، محمد أحمد عزوز، د- محمد رحال، سفيان عبد الكافي، فوزي مسعود ، يحيي البوليني، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، محمد شمام ، تونسي، طلال قسومي، محمد يحي، عراق المطيري، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، سامح لطف الله، مراد قميزة، المولدي الفرجاني، د- محمود علي عريقات، عزيز العرباوي، د. صلاح عودة الله ، الناصر الرقيق، نادية سعد، محمود طرشوبي، رضا الدبّابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، صلاح الحريري، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العراقي، فتحي العابد، وائل بنجدو، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، د. عبد الآله المالكي، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء