الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8713
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ربما تكون ليلة 14 أفريل 2012 من أسعد الليالي التي قضاها التونسيون في بيوتهم منذ ليلة 14 جانفي 2011 تاريخ هروب المخلوع حيث إنقطع بث القناة الوطنية الذي أعتقد جازما أنه أفرح غالبية الشعب التونسي و أراحهم من برامجها و أخبارها التي تصيب بشتى الأمراض المزمنة و لا تدخل في النفوس إلا الإحباط و في العزائم إلا التثبيط.
القناة الوطنية و صحفيوها الجهابذة قرروا مقاطعة عمل وزارة الداخلية و وزيرها السيد علي العريض، الذي إتهموه و رجاله بقمع الصحفيين يوم 9 أفريل، الذي أرادوه بكل قواهم أن يكون يوما أسودا حزينا في مسيرة الحرية التي بدأ الشعب التونسي يشق طريقه نحوها بخطى ثابتة، لكن للصحفيين رأي أخر على ما يبدو.
لكن سبحان الله و كأن القدر تدخل لإنصاف هذا الرجل خصوصا إذا ما رأينا التأثر الواضح على ملامحه في جلسة المسائلة بالمجلس التأسيسي و لسان حاله يقول متى أجد من ينصفني، فقبل الثورة مظلوم و مسجون و بعدها متهم بقمع حريات كنت و لازلت و سأظل من أشد المدافعين عنها، خصوصا و أن الإتهامات تأني من أناس لم يكن في يوم من الأيام شأن الحريات العامة يعنيهم في شيء، فالسيد وزير الداخلية يعتبر و هذا بشهادة حتى المعارضة من أنجح الوزراء الذين أُثبتوا نجاحهم إلى حد الأن في المهام التي أسندت إليهم و الكل قال بأن السيد العريض رجل دولة بإمتياز .
رجل الدولة الذي قاطعه صحفيو قناة الدولة التي يمولها شعب الدولة من جيوب أفراده خصوصا الفقراء منهم، الذين ليست لهم وسائل للحصول على المعلومة مثل غيرهم من ميسوري الحال غير التلفزة التي قيل لنا أنها أصبحت وطنية بعد الثورة المجيدة بعد أن كانت لأكثر من نصف قرن صوت الدكتاتورية البغيضة، غير أن هذا لا يبدو كذلك خصوصا إذا ما تابعت برامجها و أخبارها التي تعجب الجميع في تونس إلا الشعب.
إنها إذن نفس كأس المقاطعة التي أراد اللوبي المسيطر على قناة الشعب أن يسقيها للوزير فشرب منها هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، و لسان حالهم يقول ترى أي الدعوات الصالحة التي صادفت ساعة الإجابة فأستجاب الله لها و أراح الشعب منا و لو إلى حين.
كم أتمنى في هذه اللحظات و الأقدار تغيب قصرا الوجوه التي أرادت تغييب رجل منتخب عن ناخبيه أن أكون بجانب نقيبة الصحفيين التي لا تشتغل بأي مؤسسة صحفية و لم تكتب و لو مقالا واحدا طوال السنة الماضية، لأقدم لها واجب العزاء في النشرة الرئيسية للأنباء التي بعد أن ظهرت فيها مهددة و متوعدة كل من يخالف قرارها بالمقاطعة، أتاها قرار القطع من حيث لا تعلم هي أو من وراءها فشكرا أيتها النقيبة و تمنياتي أن تظهري مجددا لكن في قناة نسمة هذه المرة.
كم هي منصفة عدالة الله الذي لا يظلم عنده احد، فالمؤمن يرى بنور الله و دعوته الصادقة لا يخيبها الله فمن وهب حياته للدفاع عن هوية هذا الشعب و وقف في وجه الظلم و الطغيان لا يمكن إلا أن يكون منصورا و هذا ما يجب أن يفهمه مناهضو المشروع الإسلامي، فنحن لا ندعي أننا الأفضل لكن نقول إننا لا نريد إلا إصلاحا ما أستطعنا فإن توفقنا في ذلك فمن الله وحده و إن لم ننجح فمن أنفسنا ثم من الشيطان سواء شياطين الجن أو شياطين الإنس أيضا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: