الحقيقة الغائبة: لابد من إستمرار الثورة لتتحقق أهدافها
كريم فارق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8039
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إعتقد شباب الثورة أنه بوصول حكومة منتخبة إلى السلطة انتهت مهمتهم الثورية و أهداف الثورة ستتحقق بكل سهولة. ونسي الشباب أن الدكتاتور قد سقط و لكن كل أدوات وأجهزة وازلام الدكتاتورية مازالت قائمة و قوية، بل متنفذة في مفاصل الدولة، و أن المعركة الكبيرة و الحاسمة مازالت لم تبدأ بعد ، ألا وهي تطهير البلاد من المفسدين و المجرمين. ولقد اتسمت الشهور الماضية بسيطرة أعداء الثورة على الساحة السياسية بصنع الحدث (علماني -إسلامي ،إلصاق العنف بالسلفية، لعبة الهوية و العلم ...) و قد نجحوا في إلهاء الشعب عن تحقيق أهداف الثورة، و تعطيل عمل الحكومة و الضغط عليها للهروب من المحاسبة و المحافظة على مواقعها في الإعلام و دواليب الدولة
توصيف الواقع السياسي و التحديات
تعترض الحكومة صعوبات كبيرة وتحديات جمة نذكر بعضها:
1- ميراث ثقيل : إنهيار إقتصادي ، بطالة مستفحلة و فقر مدقع خصوصا في الجهات المحرومة و الأحياء الفقيرة حول المدن و في الأرياف . إستغلال هذا الفقر و البطالة الموروثة من طرف أعداء الثورة للاعتصامات الفوضوية و الاضرابات و إغلاق المصانع و الشركات و قطع الطرق و المطالبة بالحل الآني ( توا توا توا) لمشكلات البطالة و الفقر و بناء البنية التحتية لهذه الجهات و المتوارثة طيلة خمسين سنة لتعجيز الحكومة . ورغم كل ذلك، فالحكومة تسعى بكل جهودها لجلب الإستثمارات وتحسين صورة تونس لإنجاح الموسم السياحي القادم للإقلاع بالإقتصاد وتوفير الشغل وسط مخططات إغراق سفينة الإقتصاد و في إطار حصار إعلامي للحكومة و تحريض الجهات المحرومة على التمرد على السلطة و تشويه صورة البلاد بصنع الإمارات السلفية الوهمية وتصوير البلاد وكأنها في خطر يتهددها من طرف السلفيين
2- إدارة فاسدة على رأسها 38 ألف مدير عام جزء هام منهم تسلق السلم الوظيفي عن طريق الولاء لبن علي و الطرابلسية و السبسي . و هذا مصدر هام من مصادر تعطيل العمل الحكومي . والتعامل مع هذا الشأن و إيجاد الحلول الناجعة لهذه المعضلة ليس بالأمر السهل بتاتا
3- وزارة داخلية في حد ذاتها دولة على رأس الدولة تزخر بنصف قرن من الفساد و الخراب و وكر للمخابرات الأجنبية . فهي الوكر الأخطر وهي مركز القوى المحلية الخفية و الظاهرة و مركز قوى أجنبية إلى اليوم . و تصفية هذا الوكر ليس بالهين يتطلب كثيرا من الحنكة والدهاء، فهو عمل شاق و خطير
4- حكومة تحت المجهر من طرف الدول الغربية تترقب وترقب اخطائها و منها من يقدم الدعم الكامل لأعداء الثورة
5- إعلام يقود الثورة المضادة . وكلما قامت الحكومة بمجرد نقد هذا الإعلام الخائن كلما قامت قائمة المعارضة و جمعيات المجتمع المدني الحقوقية و النقابية لرسم خط أحمر لا ينبغي اختراقه حول الإعلام بدعوى الإستقلالية، و محرضة لأسيادهم في الصحافة الغربية و الجمعيات الإعلامية الفرنسية على الإحتجاج و الضغط على الحكومة التي تخشى طبعا على الموسم السياحي و تخشى أن تصنف عالميا أنها ضد الحريات و حرية الصحافة و حرية التعبير . فالمشهد الإعلامي هو كلية في يد التحالف التجمعي اليساري الفرنكفوني ، و الحكومة لا تملك وسيلة إعلامية واحدة تتصل بها بالشعب لتعرف بمنجزاتها و تشرح له الصعوبات و التحديات
6- الألغام المتعددة التي زرعها السبسي قبل رحيله : اتفاقيات مع الإتحاد بزيادات خيالية دون أن يرصد لها ميزانية، فهذه مشكلة عويصة جدا تتخبط فيها الحكومة . ترقيات ل-600 موظف من أزلام النظام البائد و تسميتهم في مواقع حساسة في دواليب الدولة لتعطيل عمل الحكومة الحالية .
7- اللغم الأخطر الذي زرعه السبسي : لقد فوض مجلس الأمة للعهد البائد صلوحياته قبل حله إلى فؤاد المبزع الذي فوضها بدوره إلى السبسي. هذا السبسي الخبيث أسرع إلى الإستقالة قبل أن تستلم الحكومة المنتخبة السلطة لكي لا يفوض صلوحياته التشريعية في إصدار المراسيم إلى الحكومة الجديدة . و بذلك قد عطل عملها فهي لا تستطيع إصدار مراسيم تمكنها من تغيير القوانين أو لتسهيل عملها
8- حزب التكتل ‘ما هوشي كراع صحيح ‘، فلقد رأينا من مؤامرات التجمعي اليساري خميس قسيلة ما رأينا ، ثم طلع علينا هذه الأيام كاتب الدولة للخارجية التجمعي المسمى العبدولي (من التكتل) بتصريحاته النارية في تاييده لإعلام العار و حماية التجمعيين في الخارجية
في الخلاصة تحديات إقتصادية و بطالة مستفحلة و فقر مدقع و جهات تفتقد إلى أبسط وسائل العيش، مشكلات مستعصية مطلوب من الحكومة حلها سريعا، وسط معارضة و تكتلات حزبية و جمعيات حقوقية و نقابية متآمرة و مدعومة من قوى خارجية و رؤوس أموال نتنة ، و إدارة فاسدة و معطلة للعمل الحكومي ،و إعلام يقود التحريض و الثورة المضادة ، و وزارة داخلية أفعى بألف رأس و ولائاتها لقوى خفية محلية و خارجية ، و قضاء غارق في الفساد إلى ‘العنكوش ‘. إلى جانب كل هذا فإن الحكومة مطالبة من الداخل و من البلدان الغربية أن تبرهن بالدليل و الممارسة على أنها حكومة ديمقراطية تحترم الحريات و..و..فهي في حالة إمتحان دائم
فما هو الحل يا ترى ؟
للخروج من عنق الزجاجة لابد للحكومة أن تتخذ قرارات جريئة و تفتح ملفات الفساد و تطهر البلاد من المفسدين و المجرمين ، و لكن هذا غير ممكن في ظل حكومة محاصرة من كل جانب داخليا وخارجيا و تواجه تحديات إقتصادية مستعصية. من المؤكد أن الحل يكمن في تعديل ميزان القوى الفاعلة و المتحركة في المشهد السياسي لصالح الثورة حتى تشعر الحكومة أنها مدعومة شعبيا و بصفة متواصلة . و لا يتحقق هذا إلا بالضغط الشعبي على الحكومة لجرها و لإلزامها باتخاذ قرارات جريئة و ثورية .
فيا شباب الثورة إلى القصبة 4 و إلى المظاهرات و إلى فضح ملفات الفساد و الفاسدين وكشف خطط أعداء الثورة لإنقاذ ثورتكم و الضغط على الحكومة من أجل تحقيق اهدافها على أرض الواقع، و سترون أن أعداء الثورة سيحشرون في الزاوية
الأسبوع الأول : جمعة تطهير القضاء و تنصيب محاكم المحاسبة
الأسبوع الثاني : جمعة تطهير الإعلام
الأسبوع الثالث : جمعة تطهير وزارة الداخلية و التغيير الكامل للولاة والمعتمدين و المحركين
الأسبوع الرابع : جمعة تطهير الإدارات
ملاحظة :
التركيز مستقبلا على المصطلحات التالية فقط : بقايا بن علي ، بقايا النظام البائد ،بقايا الدكتاتور ، بقايا الدكتاتورية ، أعداء الثورة ، أعداء المسار الديمقراطي ، أعداء الوطن ، أعداء الشعب ، ورثة المجرم بن علي ، ورثة الدكتاتور بن علي ، ورثة الدكتاتورية . هذا من شأنه أن تحشر أعداء الثورة من كل الاتجهات السياسية والإيديولوجية في الزاوية و يزيد في عزلتهم الشعبية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: