البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

أحزاب الذات الواحدة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6863


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كثيرة هي الأحزاب التي تدعي الثورية، و ما أكثرها التي تدعي تمثيلها للشعب التونسي، غير أن جل هذه الأحزاب باستثناء، النزر القليل منها لا نعرف من قادتها غير فرد واحد هو في نفس الوقت رئيس الحزب و الأمين العام و الناطق الرسمي، و قد يكون في بعض الأحيان أمين المال، يعني بإختصار الحزب بأكمله يتجسد في الذات الواحدة التي ترى في نفسها الزعيم و المفكر و الثوري الذي لا يهدأ له بال، و هو يراقب الفعل الثوري الذي قل بعد عملية الانتخاب فيحاول تارة القول بأنه لابد للثورة أن تقوم من جديد و انه سيكون زعيمها.

و طورا أخر يحاول إيهامنا بأن حجم حزبه الحقيقي ليس بما ظهر في الإنتخابات، بل بحجم الإتهامات التي توجه له في كل حادثة تخريب أو إفساد في الأرض، إذ أنه لا يعقل أن يكون حزبه صغير الحجم و يقوم بكل هذه العمليات.

و هو في إعتقاده أن هذا أكبر دليل على جماهرية حزبه هكذا هم الحمقى دائما يعتقدون أنه عليهم التميز و الظهور بأي الطرق كانت سواء ضارة أو نافعة للذين يحيطون بهم.

و للتخيل عزيزي القارئ لو أن هذه الذات الحزبية فارقت الحياة لسبب من الأسباب كيف سيكون حال الحزب، ربما سينتهي ببساطة و سيقبر مع الذات الراحلة.

مثل هذه الأحزاب تقدمت في انتخابات التأسيسي و لم تجني غير كرسي فارغ و الأخر لا شيء فيه، و رغم هذه النتيجة المخزية لم تحاول البتة مراجعة خطابها و إستراتيجياتها، بل على العكس تماما واصلت في غيها و هاهي اليوم تحاول الإندماج في أحزاب جديدة حيث نشاهد بقايا أحزاب الذات الواحدة تتوحد فيما بينها ليصبح لها أكثر من ذات و هي بذلك تستعد للإنتخابات القادمة التي تعلق عليها أمالا كبيرة في الظفر بفوز مؤزر على حساب السلطة الحاكمة المطلوب رأسها في هاته الإنتخابات المنشودة.

لكن إذا ما قدر الله و فازت هذه الأحزاب بمن و كبف ستحكم البلاد و هي تفتقر إلى الكفاءات داخلها، ربما قد تنتدب من يساعدها في ذلك من أحزاب الوجوه المتعددة.

أضف إلى هذا أن أحزاب الشخص الواحد صدعت رؤوسنا صباحا مساء بالحديث عن الديمقراطية و حقوق الإنسان و التداول السلمي عن السلطة، في حين أن ظاهرها و باطنها أيضا لا يمتان بصلة لمثل هذا الكلام و لا أدل على ذلك أن جل هذه الاحزاب منذ نشأتها لم تعرف غير شخص واحد يتلخص في ذاته الحزب بأكمله، و حتى في صورة إجراء إنتخابات داخلية فإن نفس هذه الوجوه ستعود مجددا و في كل مرة للحديث من جديد عن الديمقراطية...إلخ

و إذا سألتهم لماذا لم يتركوا الفرصة لغيرهم للقيادة سيقولون لك إنها الصناديق التي أتت بهم مجددا و إنها الديمقراطية فتعسا لديمقراطية لا تأتي إلا بالفاشلين ألم يكن من الأجدر لهم أن ينسحبوا بعدما قادوا أحزابهم إلى نتائج كارثية في الإنتخابات ألا يستحي هؤلاء و هم يلوكون نفس الكلام قبل و بعد الإنتخابات لكن هذه هي أمراض الذات السلطوية التي إن أمسكت بتلابيب شيء ما لا تتركه إلا عند الموت فكيف نطمئن لهذه الأحزاب و نصوت لها وهي لا تعرف ديمقراطية داخلية ففاقد الشيء لا يعطيه.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، النخب اليسارية، الأحزاب الكرتونية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله الفقير، مجدى داود، سامح لطف الله، تونسي، العادل السمعلي، محمد الياسين، رافع القارصي، سيد السباعي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، عزيز العرباوي، خالد الجاف ، مصطفى منيغ، رافد العزاوي، المولدي الفرجاني، جاسم الرصيف، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، محمد اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، الهيثم زعفان، أشرف إبراهيم حجاج، د. خالد الطراولي ، صلاح المختار، د - عادل رضا، محمد العيادي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد الحباسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي العابد، سلوى المغربي، الهادي المثلوثي، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، عراق المطيري، علي عبد العال، عمر غازي، محمد عمر غرس الله، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، محمد يحي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، حسن عثمان، فتحي الزغل، أنس الشابي، فهمي شراب، سفيان عبد الكافي، محمد شمام ، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، عواطف منصور، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، وائل بنجدو، نادية سعد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، محرر "بوابتي"، صفاء العربي، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، د- جابر قميحة، علي الكاش، ياسين أحمد، الناصر الرقيق، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، كريم السليتي، محمود فاروق سيد شعبان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عبد الآله المالكي، كريم فارق، أحمد بوادي، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، د- محمود علي عريقات، سعود السبعاني، عبد الغني مزوز، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، عمار غيلوفي، طلال قسومي، أبو سمية، رضا الدبّابي، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، منجي باكير، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إياد محمود حسين ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء