البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

أحزاب الذات الواحدة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7303


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كثيرة هي الأحزاب التي تدعي الثورية، و ما أكثرها التي تدعي تمثيلها للشعب التونسي، غير أن جل هذه الأحزاب باستثناء، النزر القليل منها لا نعرف من قادتها غير فرد واحد هو في نفس الوقت رئيس الحزب و الأمين العام و الناطق الرسمي، و قد يكون في بعض الأحيان أمين المال، يعني بإختصار الحزب بأكمله يتجسد في الذات الواحدة التي ترى في نفسها الزعيم و المفكر و الثوري الذي لا يهدأ له بال، و هو يراقب الفعل الثوري الذي قل بعد عملية الانتخاب فيحاول تارة القول بأنه لابد للثورة أن تقوم من جديد و انه سيكون زعيمها.

و طورا أخر يحاول إيهامنا بأن حجم حزبه الحقيقي ليس بما ظهر في الإنتخابات، بل بحجم الإتهامات التي توجه له في كل حادثة تخريب أو إفساد في الأرض، إذ أنه لا يعقل أن يكون حزبه صغير الحجم و يقوم بكل هذه العمليات.

و هو في إعتقاده أن هذا أكبر دليل على جماهرية حزبه هكذا هم الحمقى دائما يعتقدون أنه عليهم التميز و الظهور بأي الطرق كانت سواء ضارة أو نافعة للذين يحيطون بهم.

و للتخيل عزيزي القارئ لو أن هذه الذات الحزبية فارقت الحياة لسبب من الأسباب كيف سيكون حال الحزب، ربما سينتهي ببساطة و سيقبر مع الذات الراحلة.

مثل هذه الأحزاب تقدمت في انتخابات التأسيسي و لم تجني غير كرسي فارغ و الأخر لا شيء فيه، و رغم هذه النتيجة المخزية لم تحاول البتة مراجعة خطابها و إستراتيجياتها، بل على العكس تماما واصلت في غيها و هاهي اليوم تحاول الإندماج في أحزاب جديدة حيث نشاهد بقايا أحزاب الذات الواحدة تتوحد فيما بينها ليصبح لها أكثر من ذات و هي بذلك تستعد للإنتخابات القادمة التي تعلق عليها أمالا كبيرة في الظفر بفوز مؤزر على حساب السلطة الحاكمة المطلوب رأسها في هاته الإنتخابات المنشودة.

لكن إذا ما قدر الله و فازت هذه الأحزاب بمن و كبف ستحكم البلاد و هي تفتقر إلى الكفاءات داخلها، ربما قد تنتدب من يساعدها في ذلك من أحزاب الوجوه المتعددة.

أضف إلى هذا أن أحزاب الشخص الواحد صدعت رؤوسنا صباحا مساء بالحديث عن الديمقراطية و حقوق الإنسان و التداول السلمي عن السلطة، في حين أن ظاهرها و باطنها أيضا لا يمتان بصلة لمثل هذا الكلام و لا أدل على ذلك أن جل هذه الاحزاب منذ نشأتها لم تعرف غير شخص واحد يتلخص في ذاته الحزب بأكمله، و حتى في صورة إجراء إنتخابات داخلية فإن نفس هذه الوجوه ستعود مجددا و في كل مرة للحديث من جديد عن الديمقراطية...إلخ

و إذا سألتهم لماذا لم يتركوا الفرصة لغيرهم للقيادة سيقولون لك إنها الصناديق التي أتت بهم مجددا و إنها الديمقراطية فتعسا لديمقراطية لا تأتي إلا بالفاشلين ألم يكن من الأجدر لهم أن ينسحبوا بعدما قادوا أحزابهم إلى نتائج كارثية في الإنتخابات ألا يستحي هؤلاء و هم يلوكون نفس الكلام قبل و بعد الإنتخابات لكن هذه هي أمراض الذات السلطوية التي إن أمسكت بتلابيب شيء ما لا تتركه إلا عند الموت فكيف نطمئن لهذه الأحزاب و نصوت لها وهي لا تعرف ديمقراطية داخلية ففاقد الشيء لا يعطيه.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، النخب اليسارية، الأحزاب الكرتونية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بن عبد المحسن العساف ، نادية سعد، الناصر الرقيق، سلوى المغربي، مصطفي زهران، د- جابر قميحة، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، فتحي الزغل، عواطف منصور، فتحي العابد، رحاب اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، حاتم الصولي، أحمد النعيمي، علي عبد العال، مصطفى منيغ، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، مراد قميزة، فوزي مسعود ، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، الهيثم زعفان، عبد العزيز كحيل، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، سامر أبو رمان ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهادي المثلوثي، عمار غيلوفي، د. خالد الطراولي ، د - الضاوي خوالدية، عزيز العرباوي، محمود سلطان، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، سليمان أحمد أبو ستة، عراق المطيري، محمود طرشوبي، صلاح المختار، د - محمد بنيعيش، تونسي، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، فهمي شراب، المولدي الفرجاني، محمد العيادي، أحمد بوادي، د - عادل رضا، سعود السبعاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ضحى عبد الرحمن، كريم فارق، بيلسان قيصر، عمر غازي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- هاني ابوالفتوح، محرر "بوابتي"، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، طارق خفاجي، سفيان عبد الكافي، محمد شمام ، جاسم الرصيف، د. أحمد بشير، أنس الشابي، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، صالح النعامي ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد الحباسي، طلال قسومي، عبد الغني مزوز، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله الفقير، المولدي اليوسفي، د - المنجي الكعبي، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحـي قاره بيبـان، سامح لطف الله، منجي باكير، خالد الجاف ، حميدة الطيلوش، علي الكاش، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، د - مصطفى فهمي، د- محمد رحال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ياسين أحمد، محمد الطرابلسي، إيمى الأشقر، كريم السليتي، أبو سمية، يزيد بن الحسين، إسراء أبو رمان، سيد السباعي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، محمد يحي، مجدى داود، رافع القارصي، صباح الموسوي ، عبد الله زيدان، محمد علي العقربي، رمضان حينوني، محمد عمر غرس الله، سلام الشماع، صفاء العربي، ماهر عدنان قنديل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء