حسن الطرابلسي - ألمالنيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8290
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كان وزير الخارجية التونسي الدكتور رفيق عبد السلام ضيف برنامج "الصراحة راحة" لهذا الأسبوع ونظرا لأهمية الضيف وطبيعة الأحداث في تونس فإني حرصت أن أتابع الحلقة.
بدأ معد البرنامج الصحفي سمير الوافي بالتساؤل عن دور الشيخ راشد الغنوشي ودولة قطر في تعيين السيد عبد السلام على رأس وزارة الخارجية، وبما أن هذا الموضوع قد مجته الألسن فإن الحوار كان متوترا وضعيفا كثرت فيه التدخلات الجانبية واضطر معه السيد عبد السلام إلى التذكير بتاريخه النضالي المشرف سواء داخل الحركة الطلابية التونسية أوضمن صفوف حركة النهضة وهو جعلها ترشحه لهذا المنصب، وقد بدا لي أن الحوار في هذا الموضوع طال أكثر من اللازم حيث كرر مقدم البرنامج الكثير من الإسئلة.
وبمجرد أن تحول الحوارإلى مواضيع أخرى فأن مستواه تطورمضمونيا وسياسيا وبدأ وزير الخارجية يشرح سياسته الخارجية بكل اطمئنان، فأكد على أن تونس بدات مرحلة جديدة "بحكومة قوية" تسعى "للإنفتاح على محيطها العربي وغير العربي". وقال أنه رغم الصعوبات فإن البلاد تتجه نحو الإستقرار وأن الحكومة والإئتلاف الحاكم يبذلان جهدا كبيرا من أجل تجاوز هذه المرحلة على حد تعبيره.
وأكد الوزير أن الوضع الأمني في تونس "يسير نحو الإستقرار" وأن البلاد في حاجة إلى "وجود حالة من عقد اجتماعي". وفي إشارة إلى موضوع أنزال العلم التونسي، الذي قام به شاب محسوب على التيار السلفي، أعتبر أن التعامل مع هذا الملف وغيره سيكون على أساس القانون و"بدون مجاملات"
وأما فيما يختص بالتعيينات في السفارات فلقد أكد أن المقياس المعتمد قائم على أساس "الكفاءة والنزاهة" وأنه ستتم دراسة الملفات من أجل سلك ديبلوماسي يمثل تونس في الخارج ولكنه أكد أن مثل هذا العمل يحتاج إلى "الوقت" وأن "قوانين الإجتماع السياسي تتطلب الصبر".
كان الحوار في مجمله ثريا ومفيدا وإن كنت تمنيت أن يقدم السيد وزير الخارجية بعض التفصيلات في قضية التمشي في السياسة القنصلية خاصة مع بعض الحالات التي كثر الإحتجاج عليها.
ومما آسفني أيضا أن مقدم البرنامج، وهو الصحفي المحترف، قد ختم اللقاء بعبارات كانت بعيدة عن الذوق والحرفية فبعد أن ذكر بأن السيد وزير الخارجية قد جاء مباشرة إلى البرنامج بعد شغله طول اليوم في مكتبه ومع الرئيس التركي، الذي كان في زيارة إلى تونس. فبعد أن بدا السيد سمير الوافي يوجه شكر للوزير سرعان ما تراجع عن ذلك وذكر بأن وزير الخارجية قد جاء مباشرة إلى البرنامج بعد مأدبة عشاء مع الرئيس التركي، وبدا في تعليقه على ذلك وكأنه يستكثر على الوزير تلك جلسته مع ضيف تونس.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: