محمد حمدان - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6965
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هل نعيش اليوم من جديد حربا دينية افتراضية ؟
تتزاحم اليوم الاقمار الصناعية لبث الاعداد الغريبة من القنوات التلفزية الدينية التي تتصارح من اجل فرض دياناتها ومذاهبها ومللها ونحلها.كما تزخر الشبكة العنكبوتية بالالاف من مواقع الانترنات والشبكات الاجتماعية المختصة في الشأن الديني.ويعبر هذا التهافت على نشر المادة الدينية على تعطش لدى الشباب الملء الفراغ الفكري والعقائدي الذي اصبح يعيشه وعن رغبة جامحة للتلاحم الاجتماعي في مجتمع تسوده الانفرادية والعزلة ولكن هذا الزخم الاعلامي لا يجب ان يلهينا عن خلفياته الدولية في في تنظيم الحملات التنصيرية وفي بث الفرقة العقائدية داخل الدول , وهو يخفي ايضا خلفيات سياسية للوصول الى السلطة وفي المحافظة عليها استنادا على الشرعية الدينية .كما يخفي خلفيات اقتصادية في كسب الارباح من المادة الدينية كبضاعة تلقى الرواج التجاري الكبير. وحتى لا ينساق شبابنا في متاهات هذه الصراعات الدينية والمذهبية وحتى لا يلتحق مثل البعض الى ديانات اخرى وحتى لا ينجر وراء تنظيمات سرية ارهابية ضمن هذا النظام الافتراضي المحرر من القيود والرقابة يتعين في نظري تدعيم البحث العلمي الرصين حول هذه الظاهرة الاعلامية الخطيرة وتجنيد المجتمع المدني لتربية الناشئة وتحصينهم من الاخطار المحدقة بهم من خلال تفكيك المنظومة الاعلامية الدينية وتحليل خلفياتها وكشف نواياها وحتى لايبقى شبابنا مجرد مستهلك سلبي لهذه المادة عن غير دراية بمقاصدها وحتى لا ينساق بدوره الى المشاركة في حرب لاتعنيه
هل سيتحول اعلامنا الى اعلام اسلامي؟
يتداول المجلس التاسيسي حاليا حول مبدأ جعل الاسلام مصدرا اساسيا للتشريع وفي ذات الوقت اصبحت السجالات الدينية تحتل حيزا غيرا مالوف في الكتابات الاعلاميه وقد كانت المساله الدينيه بالفعل عاملا من عوامل ظهور الصحافة في بلداننا اذ ظهرت الطباعة بانتشار الحملات التبشيرية ونمت الصحافة التونسية في اطار استعماري وفي ظل الخلافة العثمانية للحفاظ على الهوية العربية الاسلامية لتونس وعديد المسائل المرتبطه بالدين تم حسمها في اعلامنا منذ بدايات القرن الماضي ومنذ الاستقلال تم تهميش الخطاب الديني في الصحافه واقتصر تحديدا على مقالات يوم الجمعة وعلى بعض المجلات المتخصصة, وها هو الخطاب حول المسألة الدينية يعود بقوة في هذه الفتره في الاعلام,وهذا ما يدعو لاستبشار البعض بهذه الصحوة الدينية بعد الثورة ولتخوف البعض الاخر من ان يتحول الخطاب الديني الى اداة جديدة لقمع حريه الاعلام ولكن الاكيد ان الاعلام الاسلامي يمثل منظومه لاتفرق بين شؤون الدنيا وشؤو ن الدين ولا تفصل بين العبادات والمعاملات البشريه ولا تميز بين التشريع الوضعي والتعاليم السماويه فهل هدا هو الحيار الامثل لتونس الثوره والديمقراظيه وهل ننتظر ان يتحول اعلامنا الى اعلام يمتثل في خظابه الى التعاليم الاسلاميه؟ هده مساله من المسائل الهامه التي يتعين على الاعلاميين مناقشتها بحديه نظرا لانعكاساتها على مستقبل ودور الصحافه في بلادنا
محمد حمدان
استاذ بمعهد الصحافة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: