لماذا أصاب الهلع أحزاب صفر فاصل وهرعوا إلى الإتحاد، ثم إلى التظاهر؟
كريم فارق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6854
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
المتأمل في المشهد السياسي يرى دون أدنى شك و بكل وضوح أن المعارضة لم تقم بواجبها كمعارضة بنائة ناقدة لبرامج و طارحة لبرامج بديلة، بل لم يكن لها من هدف إلا الإطاحة بالحكومة بكل الوسائل حتى و لو دمرت الاقتصاد و أغرقت البلاد في الفوضى و الحرب الأهلية.
ماجرى هذه الأيام هو على غاية من الأهمية، ذلك أن الاتحاد أعلن عن دفعة أولى من برنامج مخطط للإضرابات المقصود منها شل الحياة الاقتصادية يتبعها العصيان المدني للإطاحة بالحكومة.
وكان على رأس هذه الإضرابات إضراب عمال البلدية لمدة أربعة أيام كاملة بحيث تصبح شوارع البلاد كلها مصبا للزبلة و الروائح الكريهة و الفوضى، مما يدفع المواطن حسب المخطط المدروس إلى التذمر من الحكومة و السخط عليها و يكون بذلك مؤيدا للإضرابات والتحركات المبرمجة للأيام القادمة.
لكن ما أربك الإتحاد ومن ورائه أحزاب صفر فاصل هو عدم تجاوب المواطنين مع هذا الإضراب بل قاموا بافشاله.
هذا الفشل الساحق لم يكن فشلا لهذا الإضراب فحسب بل أربك المخطط برمته و وضع مصداقية الإتحاد في المحك مما أدخل الفزع و الهلع في صفوف قيادة الإتحاد و من ورائه أحزاب صفر فاصل الذين هرعوا إلى مقر الإتحاد لتعزية هذه القيادة و لمواساتهم على المصاب.
فكان لابد أن تدعو قيادة الإتحاد إلى التظاهر لرفع معنوياتها و معنويات الذين يتخفون ورائها .
و خرجت المظاهرة، لكن لم تكن نقابية بل كانت سياسية بامتياز و حضرها كل أقطاب الفاشلين في صناديق الاقتراع الشعبي، بل فقدوا فيها الأعصاب و صاروا ينادون جهارا بإسقاط الحكومة.
هلع، فزع، ارباك، أعصاب منهارة، آمال متلاشية، ضربة في الصميم لعصابة الإتحاد و من ورائها الأحزاب الفاشلة في أحد أهم المواقع و القلاع التي سيطروا عليها بالمتاجرة بعرق الخدام مع بن علي طيلة 23 سنة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: