نعيم غرسلي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8140
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نزل بيان حركة النهضة يوم 23 جانفي 2011 مثل الصاعقة على انصارها والمتابعين لأعمالها الإصلاحية، الذي عمق التوتر بين صفوف أعضائها والناشطين في صفوفها؛ كان تلخيص بيان النهضة على لسان أو بعد تحريف القناة الوطنية اليسارية كما يلي " النهضة كانت و مازلت تؤكد على حرية الإعلام والصحافة وحقوق الإنسان، و ترفض عرض مسؤول قناة نسمة على القضاء. و تدعو إلى وفاق وطني بين وسائل الإعلام و المجتمع المدني والسياسيين حول قضايا حرية الإعلام و المعتقد".
لكن غياب جملة مهمة من البيان كان هو العامل الأساسي لسوء الفهم ... وبغض النظر عن صحة البيان من غيره ... نلاحظ أن الحركة ظهرت وكأنها مع حرية الإعلام المطلق حيث لم تأتي القناة البنفسجية أو نسمع هذه الجملة " تؤكد حركة النهضة على تمسكها بحرية الإعلام والصحافة لما تمثله من حماية لحقوق الانسان. كما تؤكد على حماية هذه الحرية لما لا يمس بالمقدسات والمعتقدات لهذا الشعب المسلم".
ولا يغيب عنا هذه الأيام أو منذ حصول الثورة في تونس الاهتمام الكبير لوسائل الإعلام الفرنسية بصفة خاصة ... وهذا ليس غريبا جدا عن ما تعتبره فرنسا مستعمرتها في الماضي وخوفها من أن يتمرد هذا التابع الضعيف عنها ويستقل بذاته ويصبح الحاكم فيها يصدر القرارات والإتفاقيات دون الرجوع إليها !!! أو أن يربح في الانتخابات رجال لم يدرسوا في جامعاتها الإلحادية و- المنكرة لدين الإسلام ... مما لا شك فيه كلنا يعرف أن الأحزاب اليسارية والإلحادية ( التجديد، العمال الشيوعي ... ) ومنظمات المجتمع المدني ( جمعية النساء الديمقراطيات ...) في تونس تتلقى الدعم الإعلامي والمعنوي والمالي من فرنسا وخاصة من الجناح اليميني فيها ...
كما لعبت قناة نسمة -أو' نقمة' كما يحب أن يسميها الشعب التونسي- دورا بارز في أيام الحملة الانتخابية، من أجل التشكيك في برامج الحركة أو أي حركة إصلاحية وإمكانية أن تكون قادرة على الإصلاح ... جندت في ذلك كل محاور أو باحث و كل صحافي فاشل من أجل دعم المشروع الإلحادي والمهجن للشعب ( إبراز أن كل الشعب ينادي بضرورة ألفصل بين الدين والسياسة - وهذا قطعا خاطئ !!!-) ، وإبراز أن النخبة والفئة المثقفة تريد أن تنصح هذا الشعب المسكين وأن يلعبوا دور فلاسفة الأنوار ولكن هذه المرة على أرض عربية أغلبها مسلمون ... فناقشوا موضوع عقيدتهم على أنها قابلة للتحريف مثلها مثل الإنجيل - وكان كلامهم كله للتشكيك في تشريع الله !!! وخير جواب قوله تعالى " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره "، فخاب سعيهم وضاع جهدهم ومالهم ...
أريد أن ألفت انتباهكم وخاصة مناصري الحركة والمتابعين لمشروعها الإصلاحي ... أن هذه الحرب الضروس مع إعلام اليسار والذي تقف وراؤه منظمات عديدة ومختلفة لا تيأس من إظهار النهضة على أنها ليست قادرة على حل مشاكل هذا البلد إلا بإبعاد الأخلاق والعدالة والمساواة والشرف ونظافة اليد وكل تعاليم ديننا الحق على كل الديانات ... وأشير هنا إلى أن هناك حملة شعواء على هذه الحكومة المنتخبة من طرف كل إعلام اليسار في الداخل والخارج تحت عنوان " الحريات مهددة في كنف حكم النهضة " وما لا يغيب عن بالنا ونحن نعرف أنهم لا يحبون لنا الحرية والكرامة وإن كانوا يحبونها لنا ؟؟؟ لماذا لا يتركوننا نصنع ما نلبس ونلبس ما نحب ونأكل ما ننتج ونحكم كما نحب !!!
إن التهديد بعقوبات اقتصادية لجعل الحكومة التونسية لا تعاقب ' نبيل القروي' لا يثني الشعب المسلم من مقاطعة هذه القناة الفاسدة والخاسرة، وسنطالب بغلقها لأن نسبة المشاهدة صفر فاصل %. ونحن متأكدون أن رجال الأعمال لن يعرضوا فيها إشهاراتهم من أجل تسويق منتوجاتهم لأنهم رجال وليسوا أشباه الرجال !!!
إن تدخل تركيا وقطر في دعم الثورة التونسية لم يعجب فرنسا التي كانت تسيطر وتحكم في السياسات الخارجية للبلاد في عهدي الخائن بورقيبة والعميل بن علي ... وزاد توترهم بعد موقف ألمانيا بتحويل كل الديون إلى استثمارات والتكفل بمداواة جرحى الثورة التي عجز القطاع الصحي التونسي عن مداواتهم لضعف الإمكانيات ... هذه المواقف عرت فرنسا وكلابها المنبتٍين عن جذورهم والذين في الغالب لا أصل لهم ولا منبت ...
إن انتصار النهضة في الإصلاح والبناء ... سيكشف أن من تشدقوا علينا ثقافة لم يكونوا حتى دارسين ولا مثقفين ... وأن ولاءهم لفرنسا هو غباء وهستيريا الإسلاموفوبيا لا غير !!!
أقول لهم وهم يحتضرون 'ولا تنقصهم إلا مراسم الدفن' على رأي الشيخ راشد الغنوشي، حكمتم تونس لأكثر من 55 سنة وكانت نهايتكم مخزية وتركتم للشعب الفقر والحاجة والحرمان ولم تحموا الحريات ولا مقدسات هذا الشعب ... وكنتم ومازلتم سبب هذا الوضع ... انسحبوا باحترام وراقبوا الرجال وهي تعمل وتصلح ... ابتعدوا فقد رفضكم الشعب والتاريخ جعل لكم المزبلة مكان.
السلام عليكم ورحمة الله
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: