كريم السليتي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8421 karimbenkarim@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
شخصيا أحس لما أشاهد القنوات التونسية الخاصة أو العمومية أو اسمع الإذاعات أو اقرأ الجرائد، بأننا مازلنا تحت حكم بن علي و سياساته الإعلامية المشوهة للحقيقة و المسوقة للأكاذيب و الباطل.
وقد قلنا لهؤلاء بأن المواطن التونسي أذكى من نخبته و أكثر انفتاحا و ثقافة، و لا يمكن خداعه، بل إن السحر ينقلب على الساحر في جميع الحالات التي يحاول فيها الإعلام القيام بالمغالطة.
و لنبدأ بقناتنا التي تدعي الوطنية، نفس الصورة بجودتها الرديئة نفس الوجوه نفس الخطاب، غناء قديم مجتر ليلا نهارا و يوم الأحد، مسلسلات راكدة في خزائن منتجيها تشتريها القناة الوطنية، وثائقيات تبدلت الوانها بسبب قدمها و تفاهة مواضيعها. برامج دينية نادرة و جنائزية رتيبة تضعف الإيمان و لا تقويه و تتحاشى الخطوط الحمراء البن علية، حديث متواصل عن عيد الشجرة و الجار و الاعتدال و الوسطية...
وجوه إعلامية كالحة لم ينجح الماكياج في تغييب أثر السهريات و الدخان و الحزن و القلق الذي يعتريها، ابتسامات صفراء. ضيوف كالعادة لا يمثلون إلا أنفسهم و ليست لهم شعبية و من مدرسة أثبت التاريخ فشلها.
أتساءل بماذا يشعر الصحافيون التونسيون عندما يتم طردهم من الأماكن التي يتوجهون إليها؟ هل هناك مؤامرة ضدهم أم أن شعب لا يثق بهم؟ أليس هذا سببا كافيا لمراجعة النفس و الانتقاد الذاتي أم أن دروس المخلوع في سياسة الهروب الى الامام مازالت مسيطرة على العقليات.
كنت أتوقع بعد الثورة أن يفتح صحافيو تونس ملفات ظلت طي النسيان في تونس: جرائم الاستعمار الفرنسي في تونس ودور المقاومة، انقلاب بورقيبة على الثعالبي، اليوسفيون و مجازر الخمسينات و الستينات، أزمة الهوية في تونس و من وراءها، الهجرة السرية، التونسيون الذين نجحوا في الخارج و أسسوا إمبراطوريات أعمال، المرأة و التحرش بها في وسائل النقل و الإدارة، السلفية و الانتشار الهادئ، الاستلاب و عبدة الشياطين، الفساد و دوائر التأثير الخفية و المواضيع كثيرة جدا يمكن للصحافيين ان يدلوا بدلوهم فيها بكل حرفية و ينافسوا اعتى القنوات.
لكننا ما نراه هو اصطفاف معظم الإعلاميين وراء الكسل و تخيير الحلول السهلة والرديئة و إذا سألت أحدهم عن السبب يقول لك هي مسالة إمكانيات.
بالله عليكم قارنوا بين جودة برامج قناة المنار أو تلفزيون الجديد اللبنانين من الناحية التقنية او من ناحية المحتوى و بين قنواتنا التونسية بالرغم من أن ميزانية القناتين اللبنانيتين لا تمثل 5% من ميزانية التلفزة التونسية. أين تذهب كل تلك الأموال، ماذا يفعل كل هؤلاء الصحافيين و التقنيين و العملة؟
و أتساءل لماذا لا يتم نشر تقارير هيئات الرقابة التي قامت بالتدقيق في حسابات التلفزة زمن المخلوع ليعرف الجميع حجم الفساد و من وراءه.
صحافيونا و إعلاميونا في تونس يرفعون راية "نحن لا نأخذ دروسا من أحدا اللهم من الإعلام الفرنسي" و "نحن لا نقبل النقد و الانتقاد و كل من يفعل ذلك يعتبر تهجما علينا و تعديا على حرية الصحافة و بلا بلا بلا" بهذه العقليات لن نؤسس لاعلام حر و نزيه بل ستبقى لافتة "اعلام العار" معلنة على صفحات الفايسبوك و الانترنات، وعلى تلك المواقع فقط نحس بأن الثورة في تونس قد حدثت فعلا و نجحت في التغيير
كريم السليتي: خبير بمكتب استشارات دولي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: