البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

رسالة عاجلة للحكومة: أولوية الأولويات تطهير الإعلام و فتح ملفات فساده

كاتب المقال كريم فارق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8780


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من المعلوم بالسياسة بالضرورة أن الإعلام هو من يصنع أفكار الناس وهو اللذي يوجههم إلى حيث أراد، فالإعلام يصنع من الأنذال أبطال ومن الأحرار خونة، و يزين الباطل حتى يظهر بمظهر الحق، و يبث الفتن و يشيع الأكاذيب والإشاعات فيطيح بالحكومات ويصنع الثورات، وهو الخط الأمامي اللذي يقدم و يهيأ الرأي العام لشن الحروب، والأداة الفعالة لإرباك الخصوم وربح المعركة قبل بدئها

العجب العجاب لا يحدث إلا في تونس

من الأعاجيب التي لم نسمع بها إلا في تونس أن تكون الأقلية المعارضة مستحوذة على كل وسائل الإعلام الممولة بعرق الشعب أو الخاصة سواءا المرئية أو المسموعة أو المكتوبة، و تقود ثورة مضادة لثورة الشعب بينما ليس هناك وسيلة إعلام واحدة تمكن الحكومة الشرعية من إبلاغ صوتها إلى الشعب بكل أمانة !!! أهذه حرية الإعلام و إستقلاليته وحياده ؟ أفبإسم الحرية و الإستقلالية و الحيادية يقمع الإعلام الحكومة الشرعية ويحاربها و يكون بوقا لتخريب إقتصاد البلاد وأمنها ؟

ضجة إعلامية و تحركات الأحزاب الصفرية و من والاها من الجمعيات و النقابات لتكبيل أيادي الحكومة

حرية الإعلام و استقلاليته و حياده هي شعارات مطلوب تحقيقها على أرض الواقع. لكنها كلمة حق أريد بها باطل قد استغلتها و رفعتها الأحزاب الصفرية و بعض جمعيات المجتمع المدني الموالية لها و نقابة الصحفيين (اللتي لا تستفيق من غيبوبتها إلا للدفاع على بقايا النظام لتكريس الواقع الإعلامي المريض باسم هذه الشعارات ) في وجه الحكومة لتشن عليها حربا نفسية لمحاصرتها و حتى يبقى الإعلام أسيرا بين هذه الأيادي الخبيثة للمزيد من توظيفه لحرق البلاد. فبإسم الإستقلالية تحتكر الأقلية وسائل الإعلام ، و باسم الحرية يستغل الإعلام عذبات و آهات المستضعفٍين والفقراء والبطالين الموروثة من خمسين سنة من التهميش و التفقير ليدعوهم إلى الفوضى و إلى التمرد على الحكومة الشرعية المولود الجديد من رحم الشعب

الوجوه الإعلامية الإنتهازية اللتي اشمأز منها الشعب

لا يختلف إثنان أن الإعلام في بلادنا في حاجة ماسة إلى المهنية و الحرفية مما أصابه من تلوث عميق و تهميش للمهنة و الحرفية و سيطرة الإنتهازيين عليه و اللذين اشتهروا بالخبرة و المهارة في الزندقة و التبندير و التكمبين و قلب الحقائق مقابل مآكل على موائد بن علي من المناصب و الإمتيازات والرشاوي . فالشرفاء فيه كانوا مهمشين ولزال البعض منهم كذلك و هرب البعض الآخر حيث استطاع، ولم يبق فاعل فيه إلا متزلف و إنتهازي. والسؤول المطروح و بإلحاح: هل يمكن بناء إعلام ثوري و شعبي في خدمة الوطن بأشباح صحفيين إهترئت حرفيتهم و احترقت أخلاق مهنيتهم في خدمة الدكتاتور بن علي و ساندوه بالفكر والقلم وسعوا على مدى 23 سنة حتى آخر لحظات حكمه إلى تجميل فعله وتبرير جرائمه... ؟ ويأتي الجواب سريعا حيث لم ينتهي هذا العهر الإعلامي إلى هذا الحد بل واصل بعد الثورة ليكون أداة مضادة لها و محاولا وأدها. ثم يستمر السيناريو، فبعد 23 أكتوبر إستفاق اعلامنا على شرف مفقود، ليسعى إلى الإستحواذ على الخطاب الثوري مهددا ومتوعدا الحكومة تحت غطاء الدفاع عن حرية الإعلام و استقلاليته حتى يضمن إستمرارية سيطرة بقايا بن علي على المشهد الإعلامي ليقود الثورة المضادة

لا نجاح للثورة بدون إعلام منحاز إلى الشعب و الثورة

من المسلمات أن التركة اللتي يخلفها أي نظام دكتاتوري و ترثها الثورة تركة ثقيلة جدا منها إنتشار البطالة و الفقر و خراب المؤسسات و إنحراف العقليات و ضعف القيم الأخلاقية في المعاملات و غياب الوازع الوطني. و لا يختلف إثنان عاقلاًن في أن الفترة التي تلي أي ثورة هي حساسة جدا و مفصلية، و لذلك يتم مباشرة بعد إنتصار أي ثورة في الشروع و بالتوازي مع ثورة البناء الإقتصادي في ثورة ثقافية تبني الإنسان و تمكن من نشر الوعي في أوساط الجماهير. ولا يتم هذا إلا عبر إعلام لا نقول مستقلا و حرا و حياديا فحسب، فهذا لايكفي، وانما يتم عبر إعلام ثوري منحاز إلى الشعب وإلى الثورة و اهدافها. إعلام يعبر على مشاغل الشعب و مشاكله و طموحاته، إعلام يكون منبرا للكفاءات التونسية التي تناقش الأزمة الاقتصادية و سبل الخروج منها و تقديم حلول و مشاريع اقتصادية تمكن من تشغيل البطالين و تساهم في إزدهار البلاد، و تفتح المجال للتعريف بالخبرات التونسية في الداخل والخارج و تشجع المخترعين، و تنشر ثقافة وطنية تنمي حب الوطن و القيام بالواجب الوطني في بناء تونس الجديدة بالعمل و التعاون والمحافطة على مكتسبات البلاد وتشجع على شراء المنتوج التونسي و على السياحة الداخلية.

تحرير الإعلام أحد أهم مطالب الثورة

إن تحرير الإعلام كان و لا يزال مطلبا من المطالب الأساسية للثورة وهو ما يجب تحقيقه سريعا وبدون أدنى تأخير و ذلك :
1- بتغيير وجوه بقايا النظام الفاسدة و يتم ذلك بإشراف من الحكومة و بتشجيع منها و بأخذها زمام المبادرة و بتسريع هذا المسار عبر ضبط رزنامة زمنية يحددها ممثلين عنها بالتعاون مع شرفاء المهنة
2- فتح ملفات الفساد حالا و محاسبة المسؤولين السابقين و تطهير الإعلام من كل الإعلاميين الذين ساهموا بشكل أو بآخر في جعل الإعلام بوقا للدكتاتورية. إنّ الفساد ليس ماليا فحسب، وانما فساد إداري وفساد إعلامي وفساد أخلاقي. وكلّ تلك الأشكال يجب أن تُشكّل إطارا للتقصّي في ما جناه النظام البائد وبيادقه على المهنة الصحفية
3- تجريم الصحافيين الذين يدعون الى العنف والكراهية والتمرد على القوانين، واللذين يبثون الفتن والأكاذيب والإشاعات، و معاقبة كل من لا يمتثل إلى الحرفية و الأخلاق المهنية للصحافي

----------
وقع إختصار العنوان الأصلي للمقال كما وردنا وذلك لطوله
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات، المجلس التأسيسي، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - صالح المازقي، فتحي العابد، أحمد بوادي، أنس الشابي، د. أحمد بشير، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله زيدان، محرر "بوابتي"، علي عبد العال، يزيد بن الحسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، المولدي الفرجاني، صفاء العربي، رافد العزاوي، ماهر عدنان قنديل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مراد قميزة، إيمى الأشقر، المولدي اليوسفي، عبد العزيز كحيل، جاسم الرصيف، علي الكاش، إياد محمود حسين ، مصطفى منيغ، محمد علي العقربي، محمد الياسين، د- محمود علي عريقات، عواطف منصور، محمود سلطان، فتحـي قاره بيبـان، سامح لطف الله، أحمد النعيمي، محمد العيادي، طلال قسومي، بيلسان قيصر، محمود طرشوبي، الهيثم زعفان، صالح النعامي ، مصطفي زهران، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، رشيد السيد أحمد، سليمان أحمد أبو ستة، محمد عمر غرس الله، د.محمد فتحي عبد العال، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، إسراء أبو رمان، ضحى عبد الرحمن، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العراقي، د - محمد بنيعيش، كريم فارق، عمر غازي، حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، فتحي الزغل، حاتم الصولي، نادية سعد، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. أحمد محمد سليمان، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، رمضان حينوني، خالد الجاف ، رضا الدبّابي، محمد يحي، د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، تونسي، د. طارق عبد الحليم، أشرف إبراهيم حجاج، عراق المطيري، أ.د. مصطفى رجب، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمد رحال، صلاح الحريري، أحمد ملحم، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، سامر أبو رمان ، د. خالد الطراولي ، أبو سمية، صلاح المختار، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الطرابلسي، حسن عثمان، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، رحاب اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، عبد الغني مزوز، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، ياسين أحمد، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، طارق خفاجي، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، صباح الموسوي ، د - المنجي الكعبي، د - عادل رضا، الناصر الرقيق، د. صلاح عودة الله ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء