د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7861
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لكل ليل فجر طال إنتظاره ولكل حياة لحظة ميلاد يتوقف عندها التاريخ ويذكرها بكل ألق لتظل محفورة في الذاكرة، ومنذ عام مضى في 14 يناير 2011 كان ميلاد الأمة العربية مع الثورة البكر في تونس الخضراء الحبيبة التي انتفضت لتبعث فينا روح العزة والكرامة والنخوة ولتعلن للدنيا جميعا أن الأمل لازال موجودا وأن الدماء التي تبلدت آن لها الآوان أن تجري وأن الدموع التي تحجرت في المآقي آن لها الآوان أن تجف وأن سنين الفساد والتكبر وعهود الظلم والطغيان لابد لها من نهاية وأن الشعوب مهما أصابها من عطب وألم بها من خطب هي مالكة أمرها فإذا هبت لبت وإذا قامت إستقامت وإذا عزمت قصمت فزلزلت عروش الطغيان وإقتلعتها من جذورها.
ماكانت ثورة تونس إلا شرارة من نور وفجر هل وشروق حل فإستحال أن يعود للوراء أو يتراجع للخلف فملأ الكون ضياءا وألقاً وإنبعث النور فإنتقل بربيعه إلى الحبيبة مصر ليشرق بشمسه على قاهرة المعز فيمحو عن كاهلها ظلاما طال واستطال وكم عانت بني غازي وطرابلس الخير من كل الويلات والآهات والأنات حتى انتزعت فجرها نزعا ولازالت الشعوب العربية الأخرى تستمد من جذوة ثورة تونس المباركة شرارة الإباء والتضحية ولن يهدأ لها بال حتى تحصل على ماتستحقه من حرية وحياة.
حين أشعل بوعزيزي جذوة الثورة لم يكن على يقين كامل أن أمله في الحياة الكريمة هو أمل كل من ولد على تراب هذا الوطن وأن نبضه يسري في كل العروق وأن بحثه لن يطول كثيرا فهناك ملايين البوعزيزي التي تعشق هذا الوطن وهي على يقين تام بأنها حاضره ومستقبله وأنها صانعة المجد للوطن لا أصحاب الكراسي العتيقة وعبدة مقاعد الحكم وعروش السلاطين الزائفة التي تخر أمام طوفان الكرامة حين ينتفض في صدر الشعوب الحرة فيقذف بها ليطهر الأرض والزرع والحرث من دنس من إستباحوه وعاثوا في الأرض فسادا لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية وجمع المال وحب الدنيا دون أدنى خوف من عقاب السماء وتصاريف القدر التي جعلت من صرخة واحدة إنطلقت من تونس الخضراء لتكون ضمير أمة بأكملها، وكأن الأمة ومصيرها وقدرها كان على موعد الميلاد والمخاض في مثل هذا اليوم منذ عام مضى.
فإلى هذا اليوم وإلى كل وطني حر أبي شريف في تونس الخضراء تحية تليق بقامتكم وقدركم الغالي في نفوسنا جميعا، يا من ثرتم في وجه كل طغيان ويا من بعثتم فينا الروح من جديد بعد أن خلنا أنفسنا جسدا بلا روح، إليكم جميعا في العيد الأول لثورتكم الطاهرة من أعماق القلب سلاما وتحية وأمنية، بقدر الأماني الجميلة التي زرعتموها في نفوسنا.
أمنية لكم بمستقبل باهر وحاضر عتيد وفجر مديد وسعادة تدوم وأمن يعم ورخاء ينتشر وحب لاينتهي لوطنكم الغالي الذي عانيتم من أجله فهنيئاً له بكم وهنئيا لكم به وبالحرية التي أشرقت شمسها وأبداً لن تغيب .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: