البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الحركيون

كاتب المقال د.الضاوي خوالدية - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8193 dr_khoualdia@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ما من مستعمر إلا له عملاء من مستعمريه بعضهم كسبهم سابقا ليمهدوا له طريق احتلال بلادهم، والبعض الآخر كسبهم لاحقا ليثبتوه و يسهلوا له التحكم في كل مفاصل البلاد.
إن كان هذا التمشي نهج كل من الاستعمارين: الانجليزي والفرنسي فان المستعمر الفرنسي – عكس الانجليزي – يبقي اهتمامه منصبا على فئات من الأهالي يراها حجر الزاوية في بقائه في المستعمرة و استغلال ثرواتها و تغريب أهلها من قبيل ( في تونس مثلا) : أغنياء التونسيين، الوافدين، أحفاد المماليك... فيفتح لها أبواب الاستزادة من الغنى "و الوجاهة" و المناصب الإدارية و "السياسية" المهمة و يرغبها في توجيه أبنائها إلى المدارس و المعاهد و الجامعات الفرنسية هدفه تشكيل طبقة أهلية قوية النفوذ الاقتصادي و السياسي و الثقافي في المستعمرة، ترى أن استقامة الحياة في "بلدها" و"سعادة أهلها" و تطورهم و تحديثهم مشروط بتقليد هذا الغازي الوافد تقليدا يحقق مع الزمن اندماجا فيه عاملة، بدفع من سيدها، على جعل هذا التصور منبثا لدي بقية السكان بكل الوسائل ينضاف إلى ذلك أسلوب آخر ابتكره المستعمر ليضم إلى صفه جماعة من الأوساط الشعبية الفقيرة المدنية متمثلا في إنبات فروع من أحزاب في أرض وطنه الأم في المستعمرة، مشجعا السكان على الانخراط فيها، فينخرط الفقراء في الأحزاب اليسارية عادة و الأغنياء المشار إليهم في الأحزاب اليمينية، و بهذا تنشأ في الطبقة الشعبية الفقيرة الثورية عادة فئات لاترى المستعمر خطرا عليها هوية و حضارة و قيما و تاريخا بل تراه مثالا للحداثة عليها الاقتداء به و الاستظلال بظله الاطمئنان في كنفه.

إن اقتطاع المستعمر شرائح من الجسم الاجتماعي الأهلي موالية له طبعا أو تطبعا للتمكين له في أرض الغير بالثقافة اللغة و التقليد ( تقليد المغلوب للغالب) و الدعاية و الإعلام و العسف و إعداد مبكر لجيش خاص من الحركيين /المحاربين في سبيل بقائه أيام ثورة الشعب المستعمر على غازيه التي لابد منها طال الزمان أو قصر، و المدافعين عنه بالسياسة والثقافة و الوشاية و العمالة.

إن السياسة الاستعمارية الفرنسية المذكورة تكون دوما مدعومة بمدارس ذات مناهج فرنسية و إدارة و دور سنما و مسرح و مكتبات ( في المدن الكبرى) فرنسية اللسان.

إن خطر الاستعمار الفرنسي السرطان ليس استيطانه الأرض و نهبه الثروة و كسبه عبر الزمن طماعين و ضعاف نفوس فقط، و إنما استيطانه بعض العقول النفوس استيطانا كفرها في هويتها العربية الإسلامية الدينية اللغوية الحضارية التاريخية القيمية، و عبدها (جعلها تعبد) حضارة المحتل لغة و تاريخا و قيما.
و قد تدعم هذا الاستيطان الأخير، في تونس خاصة، بتسلم السلطة بعد المستعمر، فئة لا ترى غير فرنسا نموذجا للتقليد في ميدان السياسة و الإدارة و الحداثة و اللغة و الثقافة و التعليم...
و قد كان لهذه الفترة الطويلة 1956 -2010 تأثير ضار بليغ في حياة التونسيين من أبعادها التحررية و الوطنية و النفسية و الشخصية /الهوية، إذ من شروط التحرر ايلاء اللغة الأم المكانة العليا، و من شروط الوطنية اعتبار اللغة الأم رمزا للبلاد كالعلم و الأداة الأساس للدراسة و التدريس، و من شروط النفسية السوية التكلم بلغتك الأم ( لا بلغة الآخر المستعمر و لا بالازدواج).
و قد أجمل الدكتور محمود الذوادي عالم الاجتماع ( نقلا عن محمد عابد الجابري مؤلف العقل العربي) أعراضه في نقاط أربع : الانتماء إلى ثقافتين دون القدرة على تعريف النفس بأيهما أفضل، التذبذب المزدوج المتمثل في الرغبة في كسب علاقة حميمة مع الغرب و مع المجتمع الأصلي في نفس الوقت دون النجاح في أي منهما، انفصام الشخصية الناتج عن معايشة عاملين متعاكسين : الثقافة العربية الأم و الانجذاب إلى الغرب، عداء سافر للغرب لدي البعض يقابله ترحيب كبير بلغته وثقافته.

إن مستعمرات فرنسا قد " استقلت" عن فرنسا لكن بقي في كل مستعمرة مجانين فرنسا وهم طابور خامس يهيمون بفرنسا و يكرهون الوطن العربي و يصيحون كل صباح و كل مساء أن لا خير في الشرق و أن الخير و الحداثة كامنان في تبعية الأم الحنون فرنسا لذلك كانت الكوارث الاقتصادية و السياسية و القيمية و الثقافية و الاجتماعية و أشرفت الشعوب على التفكك و التفتت و الانهيار الشامل لولا ثورات الإنقاذ الشعبية التي أخذت تدك العروش و تهشم أنظمة الفساد و الإفساد و التبعية و ترعب الحركيين الذين أدعوهم بكل شفقة و رفق إلى الإسراع إلى الطلب من الأم الحنون إعداد ملاجئ لهم بجوار ملاجئي حركيي الجزائر ! .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، التبعية لفرنسا، التبعية الفكرية، الغزو الثقافي، التأثير الفرنسي بتونس، أبناء فرنسا، أيتام فرنسا، الحركيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، صلاح المختار، د- محمد رحال، سامح لطف الله، كريم فارق، أحمد النعيمي، المولدي اليوسفي، د - محمد بنيعيش، د. أحمد بشير، سفيان عبد الكافي، مراد قميزة، طارق خفاجي، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، محمد أحمد عزوز، إيمى الأشقر، سليمان أحمد أبو ستة، أبو سمية، مصطفي زهران، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، الناصر الرقيق، حسن عثمان، محمد علي العقربي، أنس الشابي، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العربي، رمضان حينوني، محمد العيادي، محمد عمر غرس الله، سامر أبو رمان ، د. صلاح عودة الله ، د - شاكر الحوكي ، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، حاتم الصولي، سيد السباعي، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، تونسي، د. خالد الطراولي ، عمر غازي، صباح الموسوي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صلاح الحريري، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، رضا الدبّابي، المولدي الفرجاني، رافع القارصي، إياد محمود حسين ، عبد الله الفقير، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، أحمد بوادي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، عبد العزيز كحيل، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفى منيغ، منجي باكير، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د.محمد فتحي عبد العال، رافد العزاوي، الهادي المثلوثي، حميدة الطيلوش، محمد الطرابلسي، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، فهمي شراب، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الياسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د - صالح المازقي، طلال قسومي، د - المنجي الكعبي، د- هاني ابوالفتوح، أحمد ملحم، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، عواطف منصور، الهيثم زعفان، بيلسان قيصر، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، فوزي مسعود ، د. عادل محمد عايش الأسطل، يحيي البوليني، د - مصطفى فهمي، عزيز العرباوي، محمود سلطان، عراق المطيري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي العابد، د - عادل رضا، محرر "بوابتي"، وائل بنجدو، كريم السليتي، يزيد بن الحسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د. مصطفى رجب، د. أحمد محمد سليمان، علي الكاش، مجدى داود، العادل السمعلي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء