البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

نقابة قوات وحدات التدخل والاصطفاف الخاسر

كاتب المقال شاكر بوعجيلة - تونس   
 المشاهدات: 7300



لم ترق للأسف نقابة قوات التدخل مرة أخري إلي مستوي هذه الثورة، ولم تدرك للأسف سماحة هذا الشعب ونبله، تناست قوات التدخل بسرعة ماضيها المضرج بدماء الشهداء وآهات الجرحى. ففي مثل هذه الأيام من السنة الفارطة كانت هذه القوات تخوض حربا بالوكالة للمخلوع في سيدي بوزيد والرقاب وتالة وكامل تونس لقمع ثورة التونسيين،وكانت متفانية في تطبيق الأوامر والتعليمات، وهي كما يعلم القاصي والداني، تعليمات للقتل والقمع وهتك الأعراض،دون رحمة ولا شفقة.استماتت طيلة شهر كامل في الدفاع عن رئيس،ولن تكل ولن تملّ،حتى فوجئت بالمخلوع يهرب عن طريق وكالات الأنباء.

هاهنا، تبدل الخطاب وتغيّرت اللغة حين انتصرت الثورة، فكان الحديث عن المصالحة ونسيان الماضي، ماض كانت فيه قوات التدخل والداخلية سيفا مسلولا علي الشرفاء والمناضلين والبسطاء، وتعالت الأصوات من داخل المؤسسة الأمنية المطالبة ببناء علاقة جديدة بينها وبين الشعب، وتبقي مسيرة قوات الأمن أمام مقر الداخلية الرافعة لشعارات التطهير من العلامات المشجعة لبناء أسس قوات امن جمهورية تخدم مصلحة الشعب والبلاد فقط.

لكن هذه الشعارات اصطدمت بواقع أخر،بدت فيه الشعارات المرفوعة بعيدة عن واقع،تميّز بغياب المؤسسة الأمنية غير المبرر، وانسحابها المفاجئ من الشارع، ودخولها في مطالب قطاعية، لم تخرج عن الزيادة في الأجور ورفض المساس بالمؤسسة الأمنية العتيدة. وهاهنا بدت صورة فرحات الراجحي المحاصر في مكتبه في الوزارة،علامة استفهام كبري حول مايدور في هذه المؤسسة وإرادة الإصلاح الحقيقية فيها.

وبقينا طيلة تلك الفترة،نستمع لحكايات عجيبة عن شهداء قوات الأمن أثناء الثورة،ونري قصص اقتحام مقر المحكمة في سوسة لإخراج زميل،ووقفات احتجاجية ضد المساس بمؤسسة الداخلية من خارجها. ولم يكن الملاحظ بقادر علي تبين مايحصل وأبعاده بسبب التعتيم علي المعلومة. لم نفهم سر خروج الناطق الرسمي للداخلية،وحقيقة اتهامه لبعض النقابات بخدمة مصالح ضيقة ؟ ولم ندرك سبب حنق الباجي قائد السيبسي عن نقابة الداخلية واتهام البعض منهم بأوصاف جارحة ؟.

الآن، وبعد تشكل حكومة شرعية صعدت بإنتخبات نزيهة شهد العالم كله بذلك، نعجز عن فهم غضب نقابة قوات التدخل وقرينتها من إقالة مسؤول متهم في ملف قتل الشهداء، هل بلغ التعصب الأعمى للسك الوظيفي هذا المبلغ ؟ لماذا تريد البعض من هذه النقابات تحريك جراح بليغة لم تندمل إلي الآن ؟ هل بلغ الاستهتار بالثورة وشهداءها في ذكري نزيف دمائهم الأول هذا الحدّ؟.

لم يكتب فيلسوف الهرمييونطيقا الأبرز بول ريكور كتابه “ضد النسيان” عبثا، فالرجل أدرك قيمة القصص والسرد في إدراك الزمن واستعادته، ومشكلتنا في تونس أننّا لم نسرد قصص الثورة، ولم نحتفل بيومياتها، ولم نلتفت إلي خطورة عدم تدوين بطولات الشهداء وتفاصيل الغدر بهم باسم التعليمات، ذاك هو خطأ نا الذي منح للبعض من هذه النقابات أن تدافع عن القتلة وليس عن المظلومين المغدورين برصاص أبناء سلكها، تناست قيّم الأخلاق والحق وانتصرت لقيّم الوظيفة وحسابات القطاع الضيقة في ذكري الثورة الأولي.

تلك هي مأساة بعض نقابات الداخلية، مازالت تحنّ للتعليمات في زمن الحرية التي منحها لهم الشهداء بدمائهم التي أوغل فيها البعض من أبناء سلكهم قنصا وقتلا. وهي للأسف لم تدرك حقيقة الثورة ومساراتها، بقيت أسيرة حسابات ضيقة، ولم ترتق في زمن ملتحف بالرمزية مازالت ذاكرته طريّة بحكايات الثوار والشهداء، إلي مستوي الاحتفال الأول بثورتنا.
وقفت عبثا، حانقة متوعدة، بالويل وبالانسحاب من الشارع، نقابة عجزت أن ترسل إشارة رمزية في زمن رمزي. كنّا نوّد أن نحتفل معا بإقالة أحد المتهمين، وننشد معا أهازيج الثورة، ولكن عبثا نحلم، عزاؤنا أن قسما كبيرا من أعوان الداخلية انضم اليوم أمام مقر ها رافعين شعارات ” لأحد فوق المحاسبة ”،ملتحمين بالمتظاهرين المساندين لقرارات وزير الداخلية.

وتبقي في الأثناء نقابة قوات التدخل،تحلق خارج التاريخ والجغرافيا، لم يبق لها إلا التهديد بالانسحاب من زمن رمزي يبدو انّه حسم فيها مع شرفاء الداخلية. إنّه زمن الولاء للثورة والوطن وليس للسلك والتعليمات والقيادات. ألم نقل سلفا إنّه الاصطفاف الخاسر.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة المضادة، وزارة الداخلية، علي العرض، نقابة قوات الأمن، بقايا بن علي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-01-2012   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه www.machhad.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، د - محمد بنيعيش، د - صالح المازقي، إياد محمود حسين ، رحاب اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، يحيي البوليني، عبد الله زيدان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي العابد، جاسم الرصيف، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العربي، صلاح المختار، حسني إبراهيم عبد العظيم، فهمي شراب، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، عبد الغني مزوز، الهادي المثلوثي، أحمد بوادي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، مصطفي زهران، محمد علي العقربي، محمد عمر غرس الله، حميدة الطيلوش، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، د - شاكر الحوكي ، صفاء العراقي، محمود طرشوبي، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، حسن عثمان، نادية سعد، طارق خفاجي، عبد العزيز كحيل، د- محمود علي عريقات، عمار غيلوفي، د - الضاوي خوالدية، مراد قميزة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رضا الدبّابي، الهيثم زعفان، منجي باكير، رمضان حينوني، مصطفى منيغ، محمود سلطان، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، د. عادل محمد عايش الأسطل، عراق المطيري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سعود السبعاني، محمد يحي، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، علي الكاش، رافع القارصي، العادل السمعلي، د - المنجي الكعبي، أحمد النعيمي، د. أحمد محمد سليمان، كريم السليتي، فتحي الزغل، محمد الطرابلسي، فوزي مسعود ، طلال قسومي، عزيز العرباوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، صالح النعامي ، د - محمد بن موسى الشريف ، علي عبد العال، كريم فارق، وائل بنجدو، بيلسان قيصر، إسراء أبو رمان، أشرف إبراهيم حجاج، د- جابر قميحة، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، يزيد بن الحسين، عواطف منصور، سلوى المغربي، د- هاني ابوالفتوح، تونسي، فتحـي قاره بيبـان، محمد العيادي، إيمى الأشقر، د - عادل رضا، خالد الجاف ، سيد السباعي، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد شمام ، محمد الياسين، د - مصطفى فهمي، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، سليمان أحمد أبو ستة، المولدي اليوسفي، ياسين أحمد، المولدي الفرجاني، أنس الشابي، د- محمد رحال، ضحى عبد الرحمن، عبد الرزاق قيراط ، أحمد الحباسي، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، حاتم الصولي، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء