بعد المجمع الكيمياوي ومناجم الفسفاط وقنطرة بنزرت، اضراب عام بكامل الحقول النفطية ايام 28 و29 و30 نوفمبر واعتصامات مع مطالب تعجيزية بكامل الولايات
تواتر الانباء عن تصعيد ملحوظ لا ينكره الا احمق او متغابي تشهده الساحتان السياسية والاجتماعية وهو تصعيد غير مبرر باعتبار ان الحكومة الجديدة لم تتشكل بعد مما يعد معه محاولة لتعطيل سير عملية الانتقال الديمقراطي وادخال البلاد في اتون المجهول والفوضى.
وتاخذ خطة التوتير والتصعيد بعدين ميداني وسياسي:
1- ميدانيا: دعا الاتحاد العام التونسي للشغل انصاره في كل القطاعات الى ارسال المطالب الملحة التي يمكن الركوب عيها من اجل اعلان الاضراب بها فبعد انقطاع العمل والانتاج بالمجمع الكيماوي والمناجم بالحوض المنجمي ومؤسسات صناعية عديدة وتعطل منذ ايام لقنطرة بنزرت وبطاح قرقنة ناهيك عن السكك الحديدية تم اليوم الاعلان عن اضراب عام بكامل الحقول البترولية ايام 28 و29 و30 من الشهر الجاري وهو اضراب جاء بعد سلسلة من المفاوضات اجرتها الادارة مع ممثلي النقابة الذين كانوا يضيفون مطلبا جديدا كلما تم تلبية احد المطالب مما جعل نيتهم مبيتة في التعجيز وتوتير الوضع وتطبيق اوامر من الغرف المغلقة.
اضافة الى ذلك الاضراب الذي سيؤثر بالسلب على انتاج المحروقات وقد يتسبب في ازمة انتاج حادة داخل البلاد فاننا نلاحظ الاعتصامات التي تفرخت كالجراد بعد ان كانت في سبات ثلجي ويبدو ان نتائج الانتخابات وصيحات الخاسرين افاقتها من نومها. هذه الاعتصامات ليس لها من هدف الا التصعيد الاجتماعي والتسبب في شلل كامل اداري يضرب مصالح المواطنين.
اما التحركات الطلابية التي تحركها اطراف يسارية معروفة فاصبحت مكشوفة للعيان فما معنى الاضرابات الحالية ضد منظومة إمد والحال ان تلك المنظومة تعمل منذ سنوات ولم يقم نشطاء الاتحاد باي تحرك ضدها خلال كل تلك الاشهر التي تلت الثورة؟ هل ان نتائج الانتخابات هي التي منحت الاتحاد الطلابي نظارات استطاع من خلالها رؤية تلك المنظومة الظالمة؟
وغير بعيد عن الجامعة يلاحظ العاملون في الحقل التربوي نشاطا غير مطمئن لعناصر باتحاد الشباب الشيوعي داخل المعاهد الثانوية حيث يعمدون منذ ايام الى التعبئة وحشد بقية التلاميذ من اجل اضرابات تتم برمجتها خلال الايام القادمة.
ولعل الحديث عن دور ما للحكومة الحالية بقيادة الباجي قائد السبسي كلام غير خيالي فما معنى ان تعلن وزاراتها عن نتائج مناظرات كانت جاهزة منذ 4 اشهر ولم يتم التصريح بها الا بعد استقالة الحكومة المؤقة؟ الم يكن يعرف اولئك ان تلك النتائج ستتسبب في احتجاجات كبيرة؟ الغريب ان تلك الاحتجاجات سيتم توجيهها ضد الفائزين الذين سيظهرون في مظهر المسؤول عنها وكل ذلك عملية مقصودة خاصة بعد الحديث عن خصومة كبيرة بين الباجي قائد السبسي وفؤاد المبزع على خلفية رغبة الباجي ووزراء عديدين في البقاء.
اما عمليات الحرق والتخريب المتكررة فلن يختلف اثنان في ان ميليشيات التجمع المنحل وشعبه الدستورية وبقايا عصابات الخمور والتهريب والمخدرات المرتبطين بالطرابلسية وفلول الامن السياسي والاستعلامات واعضاء لجان اليقظة هم المحرضون الاساسيون على تلك العمليات والخطير ان عناصر يسراوية ونقابوية فاسدة ومتواطئة في السابق مع النظام حاولت في كل مرة استثمار موجات العنف وتوجيهها ضد حركة النهضة باعتبارها الحاكم الجديد وهو امر يصدقه بعض المغفلون والمغرر بهم.
2- سياسيا : تقتضي الخطة احداث حالة من الارباك والشلل التام لاعمال المجلس الوطني التاسيسي وذلك عبر توفير الثلث المعطل اي 73 صوتا. احد اليساريين اسر الى بعض السياسيين بانهم نجحوا حتى الان في ضمان 70 صوتا وهو كلام يمكن تصديقه الا اذا كان بعض النواب تعمد مجاملتهم بوعدهم شفويا بالانضمام اليهم دون ضمانات فعلية لذلك.
ويقوم احمد نجيب الشابي بجهد محموم في اقناع عناصر العريضة الشعبية والمستقلين بالانتماء الى كتلة المعارضة بعد ان قام بذلك في السابق سليم الرياحي وعناصر نقابية وحقوقية معروفة. الخطير والحاسم في المسالة هو الدور الذي يتولاه الان خميس قسيلة الناطق الرسمي باسم التكتل وهو دور يستهدف كتلة التكتل حيث يحاول الرجل استمالة اعضاء من الكتلة للانضمام الى المعارضة.
وفي صورة نجاح اليسار واعداء النهضة والمؤتمر في الوصول الى الثلث المعطل فانهم سيقومون بالتسبب في تعطيل شامل للمجلس متزامن مع اعتصامات واحتجاجات في كل مكان الامر الذي سيحرم الفائزين من ممارسة حقهم في ادارة شؤون البلاد كما افرزته صناديق الاقتراع.
ويبدو ان الاتحاد العام التونسي الشغل لم يجد من خطة للملمة صفوفه المتبعثرة وهو على اعتاب انتخابات حاسمة ومصيرية الا مهاجمة الفائزين والتصعيد الاجتماعي غير المبرر مطلبيا وذلك بالرغم من كل التطمينات التي تلقاها رموزه من المؤتمر والنهضة.
وليس انخراط الاتحاد في خطة التعطيل الشامل وتوتير المناخ الاجتماعي الا استجابة لبعض قيادييه من اليسار والمتدسترين المنهزمين في الانتخابات والراغبين في الحصانة من المحاسبة والعاملين على تحقيق تغيير كلي لمنظومة الحكم عبر استبدال الفائزين الحاليين باخرين اما عبر انتخابات سابقة لاوانها او عبر تسلم الحكم لجهات غير مدنية وهو حلم اصبح البعض يعبر عنه دون خجل او وجل.
------------
وقع تحوير العنوان الأصلي
محرر موقع بوابتي
نشرت المقالات اولا بصفحة أخبار تونسية_Infos de Tunisie
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: