صحيفة جديدة ذات ارتباطات فرنسية، تلعب أدوارا مشبوهة
تونسي المشاهدات: 12165
خرجت علينا منذ أيام صحيفة أنيقة في 32 صفحة تصدر يوميا وهي الوحيدة التي تعتمد الألوان في كل الصفحات. الجريدة تحمل عنوان "المغرب" ويصدرها السيد عمر صحابو وهو صحفي مخضرم لم يعرفه شباب الفايسبوك الا عندما تورط في "زلة لسان" -قالوا سب جلالة- أثناء لقاء إذاعي مع موزاييك ف.م. فشنوا عليه وقتها -21 افريل الماضي - حملة كبيرة استمرت أياما.
وفيما يلي خفايا قد لا يعلمها اغلب القراء عن تلك الصحيفة ومؤسسها وعن الرسالة المناطة بها حاليا.
1- السيد صحابو بعد مغادرته "مكرها " تراب الوطن منذ عقد من الزمن اثر حكم قضائي قاس رغم انه تمتع بتأجيل التنفيذ بل وبحرية الخروج عبر مطار قرطاج، و أصل الواقعة كانت إزالة صحابو لشمع احمر وضعه عدل منفذ على بابه لعدم خلاص مستحقات الضمان الاجتماعي. يتجه إلى باريس و يتصل بكمال الجندوبي رئيس إحدى كبريات المنظمات الحقوقية الأوروبية، كما يتصل بالعديد من الأصدقاء الفرنسيين من الساسة خاصة في أحزاب اليسار والحقوقيين ورجال الصحافة مما جعله يتمتع بشبكة كبيرة من العلاقات دون أن نعلم شيئا عن عمله أو مصدر رزقه.
2- السيد عمر صحابو سبق له أن أسس الرابطة المغاربية من اجل الديمقراطية بباريس، وهو تحالف لعديد الجمعيات المغاربية وخاصة الجزائرية والمغربية مع سيطرة اللوبي البربري /الامازيغي عليها المرتبط تقليديا بممولين يهود.
3- بعد عودته إلى تونس، يؤسس صحابو حزبا سياسيا صغيرا يعرف بالحركة الإصلاحية التونسية، وهو حزب بورقيبي تميزت مواقفه في الأشهر الأولى بمساندة عمياء لقرارت ومواقف الباجي رئيس الحكومة و للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.
4- اختيار العنوان الجديد له أكثر من دلالة. المعروف أن السيد صحابو ترأس في الثمانينات والتسعينات صحيفة أسبوعية تسمى "المغرب العربي" أما العنوان الجديد "المغرب " فلقد خلا تماما من كلمة عربي وهو أمر راجع إلى رضوخ صحابو لاحتراز تقليدي يشنه أنصار البربرية ضد كل ما هو عربي. الغريب انه لا احد علق على العنوان كما لو أننا نعيش بمراكش أو فاس أو الدار البيضاء. فهل سيكون موقف النخبة التونسية هو نفسه إذا صدرت صحيفة بتونس تحمل عنوان الجزائر أو القاهرة أو موريتانيا أو جيبوتي؟
5- انتدب السيد صحابو لهيئة التحرير أسماء معروفة اغلبها إما بتطرفها العلماني أو نزعتها الفرنكفونية المعادية للتيار الإسلامي، وهي أسماء ساندت جميعها عملية القمع الشديدة التي تعرض لها أنصار التيار الديني أوائل التسعينات. نذكر منها لطيفة الأخضر نائبة عياض بن عاشور بالهيئة العليا، وسناء بن عاشور رئيسة سابقة للنساء الديمقراطيات وأخت رئيس الهيئة العليا، والسيد عبد العزيز المزوغي عضو آخر بالهيئة ومحامي لائكي متشدد، و آمال قرامي وهي أستاذة جامعية معروفة بمواقفها ضد المقدسات والثوابت بالقران، و غازي الغرائري الناطق الرسمي بالهيئة العليا، و الأستاذة نورة البورصالي عضوة الهيئة وإحدى الناشطات في الجمعيات النسوية والمواطنية، والأستاذ حمادي الرديسي العلماني حتى النخاع و رئيس جمعية اللائكيين الذي طالب بحذف كلمة الإسلام من الفصل الثاني من الدستور.
6- السيد عمر صحابو يصدر تلك الصحيفة ذات الأوراق الملونة ويبيعها بـ 600 مليم علما وأنها تخلو تماما من أية اشهارات أو إعلانات باستثناء الصفحة الأخيرة ونصف صفحة داخلية. كل العاملين في قطاع الصحافة يعتبرون أن الثمن المقترح لا يغطي المصاريف مما يجعلنا نتساءل عن الفارق في السعر ومن يدفع ذلك الفارق ومقابل ماذا.
7- إضافة للجريدة اصدر صحابو مجلة ضخمة باللغة الفرنسية لا يتجاوز ثمنها الـ 3 دنانير رغم أنها من الورق الفاخر وهي موجهة للجمهور الفرانكفوني. نفس السؤال حول مصدر التمويلات وهل لذلك تأثير على الخط التحريري و لاختياراتها السياسية. المؤسسة التي تصدر الصحيفتين فتحت أسهمها بعد أن وضع صحابو أصل رأس المال الضخم. من بين المساهمين رضا الزرزري شريك عائلة المبروك وفريد عباس و مجموعة المزابي وكلها أسماء تعاملت مع اصهار الرئيس المخلوع.
8 - على صعيد المحتوى : اعتمدت الجريدة عناوين مفخخة مع عرض صور كبيرة في الواجهة اغلبها لقادة النهضة لغاية تجارية ترويجية. من بين الألغام التي زرعتها الصراع المزعوم بين مورو و النهضة أو معركة خلافة الغنوشي او الانشقاقات بالنهضة. كما شنت حملة على تحالفات النهضة مع المؤتمر والوحدة الشعبية وحركة الشعب الوحدوية والإصلاح والتنمية. وتلازم الصحيفة سياسة المدح والإطراء مع أنشطة التكتل والعمل - حزب نقابي تلقى مساعدة من كنفيدرالية النقابات الحرة سيزل ببروكسال- والتجديد.
9- السياسة الخفية للصحيفة تبدو واضحة لكل متتبع فطن وهي تشجيع أو خلق الخلافات الداخلية بحركة النهضة وبحلفائها و تأجيج كل صراع يدخل فيه الإسلاميون مع خصومهم لإضعاف كل الأطراف المتصارعة و إنهاكها وذلك لفائدة طرف بعينه هو مرشح السفارة الفرنسية حزب التكتل للدكتور بن جعفر الذي قام بزيارة مطولة لفرنسا كما زار "الكيباك" بكندا والتقى هناك ممثلي الحزب الاشتراكي الفرنسي قبل أن يلتقي هنا فرانسوا هولند زعيم الحزب. ويبدو أن رسالة بن جعفر لساركوزي بتاريخ 6 ماي كانت حاسمة في انضمام أحزاب الأغلبية اليمينية لليسار في دعمهم لبن جعفر.
الصحيفة لا تقوم بهذا الدور لوحدها بل تقتسمه مع صحيفة حقائق الأسبوعية المتجهة أكثر للطبقات الأقل تعلما وهي صحيفة عرف مديرها الطيب الزهار توسيما شخصيا من سفير فرنسا في حفل ضخم حضرته عديد وسائل الإعلام الفرنسية، هذا إضافة إلى أن الصحفي المثير للجدل زياد كريشان عمل بكلتا المؤسستين.
10- العلاقة بين عمر صحابو والممولين الفرنسيين لا تحتاج إلى فراسة. فعدة هياكل فرنسية منها مؤسسة جان جوراس والمنظمة الدولية للفرنكفونية والوكالة الفرنسية للتنمية والمعهد الفرنسي للتعاون ومعهد بحوث المغرب العربي المعاصر الى جانب السفارة وغيرها تقدم مساعدات مالية وفق تقارير تزكية سرية من مصالح معينة بالسفارة الفرنسية.