السفارة الأمريكية تعمل على احتواء وسائل الإعلام التونسية
تونسي المشاهدات: 10570
لاحظ المتابعون اعلان السفارة الامريكية فتح باب التمويل لورشات تكوينية لفائدة وسائل الاعلام التونسية. البلاغ الرسمي تضمن شروط الانتفاع بالتمويل والاجراءات المتبعة و محتوى ملف المترشح واهداف البرنامج عموما كما تم تحديد اخر اجل لقبول المطالب وهو 2 سبتمبر القادم.
تعتبر هذه الخطوة كرد من جانب امريكا على استفحال دور السفارة الفرنسية التي تنظم دوريا لقاءات واستضافات لرؤساء تحرير صحف تونسية كما عمدت مؤخرا الى تكريم ثلة من الوجوه الاعلامية البارزة مثل الطيب الزهار مدير صحيفة حقائق.
امكانية التدخل في السياسة التحريرية لوسائل الاعلام التونسية عبر التمويل ممكنة جدا خاصة بعد تضخم عدد المنابر الاعلامية بعد الثورة. واضافة الى المنحة المذكورة تستعمل السفارة حيلا اخرى مثل تمويل الجمعيات التي يراسها صحفيون حيث تتكفل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية و فريدوم هاوس ومركز فورد و الصندوق الوطني الامريكي للديمقراطية بالمساعدة المالية لتلك الجمعيات.
واضافة الى ذلك تستعين السفارة ببرامج المنح الممنوحة للاساتذة ولطلبة الدراسات العليا العاملين في حقل الاعلام التقليدي او الرقمي. حيث فتحت منذ ايام دورة قبول لمن يريد الانتفاع ببرنامج فولبرايت بروغرام للمنح. وفي هذا الصدد انتفع سفيان الشورابي بمنحة من فريدوم هاوس المشبوهة و تحول بموجبها الى امريكا في شهر افريل الماضي رغم انه عضو بالهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة. وتمتع كل من سليم عمامو وفارس مبروك بمنحة جامعة يال الشهيرة في اطار برنامج صناعة زعماء المستقبل. اما المدون التونسي المغمور جمال بالطيب فلقد تم توسيمه في البيت الابيض نفسه من قبل باراك اوباما في اطار برنامج يشرف عليه الصندوق الامريكي للديمقراطية. وتجد الاشارة هنا انه سبق للمدونة التونسية المشهورة لينا بن مهنى ان انتفعت بمنحة برنامج فولبرايت منذ اربع سنوات وتحولت الى جامعة تافتس الشهيرة للدراسة والتدريس.
وتختبئ الولايات المتحدة احيانا خلف المنظمات الدولية التي تهيمن عليها وتمولها فتعمد تلك المنظمات بالتنسيق مع السفارة في تونس الى ارسال دعوات الى اعلاميين تونسيين للمشاركة في ملتقيات وندوات وورشات وتربصات ومؤتمرات عالمية مع التكفل بمصاريف السفر والاقامة في افخم الفنادق .
وقد تكون المنظمة عربية ولكن بافكار وتمويلات وسياسة امريكية مثل مركز الكواكبي بعمان الذي لا يمر اسبوع دون ان ينظم نشاطا باحد الفنادق التونسية والمؤسسة العربية للديمقراطية بالدوحة وهما هيكلان يديرهما التونسي محسن مرزوق مدير اقليم الشرق الاوسط بفريدوم هاوس الاستخبارية الامريكية. علما وان السيد محسن مرزوق عضو بالهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة !!!!
يضاف اليهما المعهد العربي لحقوق الانسان المشهور باضفاء الشرعية على كل الانتخابات المزورة بالوطن العربي. وهو معهد يديره السيد عبد الباسط بن حسن زوج الاستاذة اللائكية المعروفة رجاء بن سلامة ومدير اقليمي -منذ 10 سنوات والى الان - لبرامج مؤسسة فورد للديمقراطية الامريكية التي تجمع كل الادلة على تورطها في عمليات تجسس وتجنيد عملاء او اصدقاء مخلصين لواشنطن. اما منتدى الجاحظ للفكر الحر فيتمتع بتمويل من الصندوق الوطني للديمقراطية حسب موقعه الرسمي بتونس. ورغم انه مديره صلاح الدين الجورشي - رئيس تحرير لصحيفة جديدة اسمها المحرر- انتمى سابقا للتيار المسمى اليسار الاسلامي الا ان اغلب ضيوفه من المحاضرين هم من اللائكيين المعروفين عربيا وهو ما يفسر كيف ان التمويل يتدخل في برامج وافكار اية جمعية او منبر اعلامي وثقافي.
اما المقابل من عمليات المساعدة والتمويل فغير خاف على احد ويكفي ان نقرا كل لوائح الكنغرس التي تضبط جميع عمليات التبرع المالية لفائدة الخارج لنعرف ان برنامج السفارة يهدف الى :
1- الترويج لمحاسن السياسة الخارجية الامريكية وعدم التنديد بغطرستها
2- عدم معاداة السامية اي عدم معاداة اسرائيل
3- الغاء فكرة النضال والكفاح تماما من موضوع الصراع العربي الاسرائيلي والترويج للسلام والتطبيع مع الصهاينة او على الاقل عدم محاربته اعلاميا
4- الوقوف ضد الاصولية الاسلامية ومحاربة التطرف الديني
ويبدو في المحصلة ان قدر الاعلاميين التونسيين ان يبقوا بين مراكز النفوذ والاستقطاب الفرنسية والامريكية ولولا ثورة الفايسبوك والمدونات وبعض الصحف الجادة والاقلام الحرة والوطنية والمتشبثة بقضايا الامة لانتهت جذوة الوعي السياسي ولارتمى الجميع في احضان القوى الغربية الماكرة.
19-11-2011 / 00:19:00 bleusy