"العمل بالقرآن هو العقبة الكبرى أمام الديمقراطية "
نسوة يتظاهرن للمطالبة بإلغاء أحكام الميراث بتونس
تونسي المشاهدات: 10797
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تظاهرن بساحة القصبة من دون مضايقات والحكومة تساند مطالبهن
تكتمت مصادر حقوقية وصحفية عن تلك التظاهرة التي أقامتها أول أمس الاثنين منظمات نسوية علمانية عديدة للمطالبة بالمساواة التامة في مجال الميراث وعدم العمل بنصوص القران وهي المصدر الرئيسي في قوانين الإرث بتونس والعالم الإسلامي.
الغريب أن المظاهرة أقيمت بساحة القصبة ولم تتعرض أبدا إلى أية مضايقة أعوان الأمن بل اهتم هؤلاء بالسهر على حماية المتظاهرات علما وان أولئك الأعوان تصرفوا بضراوة في ثلاث مناسبات ماضية ضد شباب معادين للحكومة.
التظاهرة حاولت عدم التركيز الإعلامي عليها حتى لا تتعرض لهجوم او اعتداء من السلفيين وانصار الاتجاهات الدينية.
تجدر الإشارة إلى وجود تنسيق ما بين أوساط في الحكومة والمتظاهرات لان توقيت التظاهرة كان مدروسا للغاية حيث يتصادف ووجود اجتماع في مقر الوزارة الأولى بالقصبة موضوعه التحفظات التي أقرتها حكومة بن علي على الاتفاقية الدولية ضد التمييز. وتهدف المتظاهرات بالتالي إلى الضغط على حكومة الباجي من اجل التخلي عن تلك التحفظات السابقة وفرض مساواة تامة في الميراث على عكس نصوص القران الكريم.
تونس الدولة الإسلامية الأولى التي تسحب تحفظها من جملة 58 دولة
تابع المراقبون باستغراب وريبة التكتم المطلق حول انعقاد الجلسة الوزارية يوم الاثنين الماضي. والأمر المربك حقا هو غياب أي اثر للجلسة في نشرات الأخبار ووكالة تونس إفريقيا للأنباء والصحف المحلية. إلا أن الأمر افتضح عندما اتصلت ناشطات في مجال حقوق المرأة بوكالة الأنباء الفرنسية و تم إعلامها بجدول أعمال الجلسة وهو سحب تونس لتحفظها حول بنود اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد النساء.
وتشمل تلك البنود خاصة المساواة المطلقة في الميراث وهو ما يعني ان تونس نظريا لن تعتمد مستقبلا الشريعة ونصوص القران في مجال الإرث بالمحاكم التونسية. الإعلان عن قرار مجلس الوزراء قد يحدث صدمة كبيرة في الشارع خصوصا ونحن في شهر رمضان المعظم وهو ما يفسر التكتم على الموضوع.
إعلام الناشطات للوكالة الفرنسية كان بمناسبة قيام الجمعيات النسوية بتظاهرة صغيرة امام ساحة الحكومة بالقصبة للضغط على اجتماع الوزراء حتى يسارعوا بسحب التحفظ والموافقة الكلية على المعاهدة الدولية. علما وان المظاهرة لم يتم الاعلام عنها خوفا من مضايقة عناصر سلفية او دينية.
ما تسرب عن الجلسة أن الوحيد الذي عارض الاتفاقية هو السيد الميزوني وزير الشؤون الدينية فيما تحفظ وزير العدل ووافق البقية. اغلب الملاحظين يعتقدون أن الموافقة ستكون رمزية فقط ولن تعقبها تغييرات حقيقية في النصوص القانونية خوفا من ردة فعل المجتمع بأسره وليس فقط في صفوف أنصار التيار الديني. وقد يكون هناك تيار داخل الحكومة يفضل عدم الإعلان مطلقا عن المصادقة التامة على بنود الاتفاقية تفاديا لما قد يحصل من احتجاجات عنيفة قد يستغلها أنصار التيارات الدينية في الحملة الانتخابية.
الإشكال القانوني الحقيقي يتمثل في أن أية امرأة ترى أنها غبنت في نصيبها من الميراث لها الحق مستقبلا في الطعن في نصوص القانون المعتمدة حاليا أمام المحاكم بحجة تعارض تلك القوانين مع نصوص المعاهدة الدولية علما وان مصادقة أية دولة على تلك المعاهدات يجعلها ملزمة و تتمتع بالعلوية
تصريحات خطيرة لفائزة السكندراني : العمل بنصوص القران في الميراث هو العقبة الكبرى أمام الديمقراطية والحرية والمساواة بتونس
أثناء المظاهرة الصغيرة التي قامت بها ناشطات علمانيات يوم الاثنين الماضي في ساحة القصبة من اجل الضغط على حكومة الباجي حتى تسحب تحفظات الدولة التونسية على بنود في المعاهدة الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة وهي بنود تتعلق بالمساواة التامة في الإرث تفاجأ الرأي العام التونسي بآراء يسمعها لأول مرة من ناشطة لم تكن معروفة كثيرا إعلاميا.
يتعلق الأمر بفائزة اسكندراني وهي مدرسة جامعية في مجال اللغة فرنسية . المعروف عنها انها لائكية حتى النخاع وفرنكفونية بامتياز ناهيك انها تتحدث الفرنسية حتى في منزلها علما وانها لم تزاول تعلمها قط في مدارس او معاهد تونسية بل تلقت كامل دراستها في المؤسسات الفرنسية بتونس العاصمة. فائزة هي من دعت اولا للتظاهرة الاخيرة ثم انضمت اليها قيادات نسوية في جمعية النساء الديمقراطيات وغيرها. السيدة اسكندراني هي رئيسة جمعية تكافؤ ومساواة وعضوة مؤسسة في جمعية النساء التونسيات من اجل التنمية التي تتلقى تمويلات هائلة من اوروبا.
ما قالته فائزة ينم عن موقف متشدد جدا من الهوية الإسلامية للبلاد ومن ثوابت الأمة. ولولا الدعم والتشجيع الخارجيين ما كانت لتجد كل تلك الجرأة في التصريح بان نصوص القران في مجال الإرث هي العقبة الكأداء التي تقف ليس فقط أمام وجود مساواة حقيقة للمرأة مع الرجل بل أمام قيام الديمقراطية بالبلاد. السيدة السكندراني تعتقد أن الشريعة الإسلامية هي اكبر خطر يهدد مسيرة البلاد نحو التقدم والحرية. كما ترى أن الإسلاميين يمثلون العدو الأول لمسار التنمية والتقدم وعلى الدولة والمجتمع المدني مقاومتهم وفي دلك دعوة ضمنية لاستئصالهم بالحديد والنار.
أما في ما يخص الحجاب فالسيدة فائزة تعتبره وصمة عار على جبين المرأة التونسية وتفسر اقتناع النسوة به بانهن مغرر بهن وضحايا القمع الفكري والابوي والتاريخي. وتستوجب عملية تحرير النسوة المحجبات النصح والاقناع وحتى العلاج النفسي !!!
اليوم ينضاف اسم جديد الى مجموعة بشرى بلحاج حميدة وسناء بن عاشور
------------
وقع تحوير العنوان العام والعناوين الفرعية كما كانت بالمقالات الأصلية، كما وقع تحوير طفيف للمحتوى
محرر موقع بوابتي
نشرت المقالات اولا بصفحة أخبار تونسية_Infos de Tunisie
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: