قاهر اعداء الثورة التونسية
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10457
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لشد ما يعجب قول سيادة الوزير الأول، فريد عصره و علامة زمانه، و هو يتلو أي القران المجيد ليعظ بها الشعب التونسي وعظا يريده صادقا لا غبار عليه؛ و أنت تحسبه- حين تسمعه أو تراه- من أصحاب الستين حزب أو ربما السبعين ربيع كما يدعي هو و يزيد في العلوم...تبارك الله على هذا 'النابغة' الذي يمثل ظاهرة قرآنية نادرة و حالة فقهية فريدة، كانت مغمورة قبل الثورة، في تونس البنْعَلية، و منسية مثل آلاف الحالات الأخرى...لكن ها إن بركات الثورة المجيدة قد مسته فأنصفته أخيرا، و أخرجت منه مخزون نصف قرن من الإعجاز على الأقل، فأبرزت عبقريته و أنقذتها من الإتلاف و الإهمال و من سلات النسيان، و أنقذت الحضارة العربية الإسلامية و الإنسانية جمعاء من كارثة بيئية كانت تكون أكثر ضررا و اشد خطرا من حادثة تشرنوبيل لو أهملت هذه العبقرية ...
إنه لحظ سعيد لنا جميعا، تزغرد له النساء و يصفق له الرجال، و لشيخ التسعين الذي لم يتبق في عمره سوى سويعات من الزمن، ثم يرحل إلى رب العالمين- غير ما سوف عليه- إن تكلل أمانيه التي طالما تاق من خلالها إلى تولى يوما ما اعلي هرم السلطة في تونس، و أن يكون علينا حاكما اوليجرشيا منصبا من ذاته، واحدا أحدا وحيدا أوحد بلا منازع...انه ليخيل لمن لا يعرف النابغة الباجي انه من طينة العالميْن الجليليْن المبجليْن المحبوبيْن:ابي الوليد الباجي الاندلسي و ابي سعيد ساكن الربوة الخضراء ..
لعل العجب أيها القارئ سرعان ما يضمحل، فيجلي الحقُّ ماهية الوزير، خاصة حين يتفنن في تكسير القران الكريم، في آية 'الفاسق' مثلا، إذ لا يعدو أن يكون سوى مستعملا للقران الكريم و مستغلا للدين للوصول لغاياته السياسوية...و ما أكثر من يغالطون شعوبهم في بلداننا المتخلفة...
هذه المغالطة أبرزها صاحبنا في خطابه أمس الأول الاثنين الموافق للتاسع عشر من جويلية 2011، عقب اعتداء كتائبه الوحشي على معتصمي القصبة 4، و تدنيس الكتائب لجامع رب العالمين في حدث لم تجرؤ 'اسرائيل'الصهيونية على فعله . تظهر ابرز مغالطات شخصيتنا المحور في تاخره المتعمد عن موعد الواحدة المعلن مسبقا - و على غير عادته؟؟- بحوالي الساعة من الزمان، ربما لتشرئب له الاعناق هذه المرة اكثر من العادة و تشحذ له الاذهان، لقد ذهب في حسبانه ان وقع ما سيقول سيكون اشد، اما ما صدمنا به و الفناه منه، فهو ذلك المتكرر في كل تدخل يقوم به، و هو الاستهزاء مجددا من ثورة تونس و السخرية من شعبها العظيم و من شبابها البواسل و من معارضيها الذين طالما عانوا تحت نير الحاكم الطاغية...و يقوم ذلك حجة دامغة على الا علاقة لسلطة تونس و حكامها 'الجدد- القدامى' بالثورة المجيدة ...اذا يصف تونس الاحدى عشر مليونا بالأقلية و اللاشرعية، و يتهمنا بالاجرام و الخروج عن القانون، فعن اي قانون يتحدث الوزير الجليل، و هو في ذاته يشغل منصبا بصفة غير قانونية ؟؟؟... و جاء قافزا عن كل شرعية قانونية و مشروعية ثورية؟؟..!
.
قد تحدث شيخنا الجليل عن شرعيته هو، فأطنب فيها، قبل ان يثير لا شرعية ' الأطياف السياسية' في البلاد، و تمثيلها الضعيف داخل أوساط الشعب الذي تفطن إلى ألاعيب 'المتسلطة' 'القديمة- الجديدة' التي لهفت الثورة و أكلت الثروة.. صحيح أن شعب تونس ليس كله نهضة أو حزب العمال أو غيرها من الأحزاب الوطنية، و لكن كل أحرار تونس هي ضد ان تلهف ثورته من قبل عصابات المافيا في الداخل و الخارج و من طرف فلول التجمع المنحل و حكومات الظل و الذل المندسة ...بعد ذلك مر الوزير- كعادته- إلى تخصيص حيز من الخطاب للدفاع عن كتائبه اللاشرعيين، و بعد أن ذكر عقب أحداث السابع من ماي الماضي معاناتهم من عقد نفسية لن يتخلصوا منها إلا بضرب المتظاهرين، هاهو يظهر حنانه عليهم مجددا و يشد على عصيهم و بنادقهم و قمعهم...و هو علامة بائنة على تشجيعه على قمع شعب تونس الثورة؛ففي الوقت الذي كان يمدحهم، كانت كتائبه المجرمة تطوق من الجهات الأربع منزل بورقيبة المدينة المناضلة و الضاربة في الكفاح ضد المستعمر البغيض و تقتحم بعتادها و عدتها المنازل و تعتدي على قدسية المساجد و تنال من هيبة الشعب و كرامة المواطن المنزلي و تغتصب حرمات الناس...مما يذكرنا بجرائم المارنز في الفلوجة المناضلة و قوى بني صهيون في فلسطين الكرامة .و هذا ما يقنعنا بان تونس الباسلة و شعبها العظيم يعيشان الآن و في هذه اللحظة تحت نير احتلال جديد أكثر شؤما و لؤما و قمعا و وقاحة و احتقارا من حكم الطاغية الهاربة...
ماذا يريد السبسي من الشعب التونسي؟؟؟ شعب الخضراء المضرجة بدماء ابنائها على اسفلت الحرية و الكرامة.... ماذا يريد الباجي من الشعب التونسي و هو يامر باقتحام المدن الواحدة تلو الاخرى لينتقم من ابناء الثورة، و يامر باغتصاب الأحرار من الشباب و الشابات (انظر الفديو الذي يروج الان حول الجريمة البشعة في حق احد شباب تونس)......
كيف تجرؤ يا باجي على إعطاء أوامرك باقتحام المدن الواحدة تلو الأخرى، و ترويع الآمنين و الاعتداء على الحرمات؟؟؟ ...الى متى ستظل تقنع بسلمية النضال الثوري لشعب تونس.... قد تربح كتائبك جولة، و لكن لن تكسب جولات، و ستخسر معركة التخويف، و سيتحول الخوف إلى دمار يهز اركان عرشك الواهي ...عرش العنكبوت ....
فهل يريد الباجي من هذا الشعب ان يركع لجلاديه و يستكين لمخططاتهم العمياء و يعيد يذلك اعترافه بالدكتاتورية و قبوله بالمصالح الاجنبيية على ارض تونس الثورة ؟؟و بعلوية فئة الظالمين و الفاسقين؟ حذار يا باجي:فبلادي- منذ فجر التاريخ - عصية عن الظالمين و مفخرتها ان كل اعدائها و جميع من رغب في اهانتها قد تحطمت مخططاتهم على صخور صمودها و شهامتها ، و كذلك سيفعلون ....
ان عيب اعداء الثورة انهم لم يفهموا بعد ماهية شعب تونس العظيم، قد يتحمل الشعب لعقود من الظلم الوانا، لكن حين يهب يحطم كل عدو لدود و يكسر كل قيد و يسحق كل ظالم نجس ...ما هكذا يعاقب الثوار، ما هكذا يعامل كل من تاق إلى الحرية و الكرامة، و ما هكذا تساس تونس الثورة... فالشعب خرج نهائيا من قمقمه و لن يعيده اليه احد ما فعل ....لن نركع ابدا لاعداء الثورة... فهل ستؤكد الايام القادمة صحة هذا الكلام ؟؟؟؟
--------------
وقع تحوير طفيف على كنيية صاحب المقال كما وردنا
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: