البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

فيما الثورة تحتضر والمساجد تستباح
آلاف التونسيين يحتفلون بإعلان ألمانية إسلامها

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 13451


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فيما اختار البعض أن يسهم في صنع التاريخ، فضل الآخرون البقاء خارجه، وفيما كان فتية الثورة يتقافزون بين أزقة العاصمة في كرّ وفرّ مع أدوات القمع الملتفة على الثورة، كان البعض الأخر يقيده الخور ويشل كيانه إعياء شديد، جعله يركن لاحتفالية كرنفالية صورت على أنها ذات شأن، بحضور أحد نجوم تشويش الوعي.

ألف كـــــأُفّ


وفيما كان بضع المآت ينطلقون من ساحة "محمد علي" متجهين لساحة "القصبة" تلفح وجوههم شمس حارقة، و يحركهم الخوف على ثورتهم من أن تسرق، كان الآلاف يقبعون في قاعة ذات ظل ظليل، يتفرسون صور شيخهم الذي أُسرف في الإعلاء من شانه، حتى لكأنه الصنم المقدس.

انطلق المآت لإنقاذ ثورتهم والتنديد بالتعدي على حرمة مسجد "القصبة"، فيما انطلق الآخرون لحضور كرنفال أثثه زغلول النجار، وهو الذي يملك فائض طاقة بقي له من بعد أن أستوفى حل مشاكل المسلمين كلها، فاضطر لاصطناع اهتمام مستحدث للناس، فحواه تأكيد أن القران منزّل من رب العالمين وليس كلام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويقدم ذلك في مصطلح الاعجاز العلمي للقرآن، ياله من اكتشاف عظيم، لكأن المسلمين كانوا يعتقدون أن القرآن من تأليف بشري.

لست متأكدا أن زغلول النجار قدم خدمة للإسلام والمسلمين بمايسرده من عظمة القرآن، لان المسلمين متفقون ابتداء على عظمة القرآن، ولكني متأكد أن زغلول هذا كان سيقدم خدمة كبيرة للمسلمين لو أنه ساهم باختراع أو اكتشاف علمي يضاف لسجل الاكتشافات الخالدة. أما الحشود التي ماانفكت تحضر اجتماعات الزغلول بتونس، فإنه كان يحسن بها أن تفرد تلك الاحتفالات لعالم تونسي قدم فعلا مايشرف المسلمين والتونسيين، كان حري بهذه الحشود أن تعقد احتفالا تحيي فيه الدكتورة منيرة هماني التي اكتشفت لأول مرة على مستوى العالم جينا جديدا، أو الطالب النابغة كريم الغرياني الذي اكتشف حلا رياضيا جديدا لمسالة معقدة، وكلاهما رفع اسم تونس على مستوى العالم وأعلى بذلك من صورة المسلمين.

سيكون مفيدا تذكير هؤلاء المريدين وكبيرهم زغلول النجار، بأنه لولا الثورة التونسية لما وطئت أقدام هذا الزغلول أرض تونس، ولما أمكن لجل هؤلاء التحرك نحو قاعة "القبة"، فضلا على أن يهللوا بتلك الطريقة. أفلا تستحق تلك الثورة منهم ولو من باب رد الجميل أن يقع مراعاتها والحرص عليها، أولم يكن من الأجدى إلغاء تلك الاحتفالية نظرا للأحداث الخطيرة المتربصة بالثورة.

أولم يوجد من بين هؤلاء الألوف المؤلفة رجل حكيم، بحيث يعقل أن كرنفال زغلول النجار ذلك هو مساهمة متميزة في التشويش على مجهودات حماية الثورة في وقت شديد الحساسية، كيف لا وتلك الاحتفالية أتت في وقت يحاول شباب الثورة استقطاب الانتباه حول قضيتهم، فإذا بكرنفال زغلول النجار يأتي ويسرق الأضواء، بل ويقزم أحداث الاعتداء على المتظاهرين وتدنيس مسجد "القصبة"، مما يستنتج منه تحالف موضوعي بين احتفاليات النجار وبين الإعلام المضاد للثورة، بقطع النظر عن وجود النية من عدمها.

إذا كانت هذه الألوف المؤلفة يجمعها خدمة الإسلام، فلماذا لم تظهر عليها أمارات الغيرة على مسجد "القصبة" إذ دنس ووقع اقتحامه، لماذا لم تتظاهر هذه الألوف عقب الخروج من قاعة "القبة"، أم أن حضور إشهار إسلام إحداهن، أهم من تدنيس مسجد وسرقة ثورة.

قضايا خارج الزمن


ويمضي العبث في كرنفال زغلول النجار ومعشر المريدين الجدد، ويبلغ مداه حينما جعل من إسلام امرأة ألمانية أمرا يستحق أن يحتفل به على الملإ، فكان أن وقع تلقينها الشهادة في احتفال مهيب، أمنه زغلول النجار، وتخللته صيحات الألوف المؤلفة من الحاضرين.

لست افهم كيف يعتبر إسلام إحداهن أمرا يستحق الاحتفاء به بهذه الطريقة، وماذا إن دخلت ألمانية الإسلام؟ إن كان الموضوع سببه فرحة لزيادة الإسلام عدديا بواحد، فإنه كان يجدر بالمحتفين الحفاظ على على ماهو موجود من المسلمين من أن يقع إنقاصهم، حينما يحاربون في دينهم وهو ماقد يقع لو انتكست الثورة، إذ الحفاظ على ماهو موجود أولى من السعي في الاستزادة مع تضييع الموجود.

وان كان الموضوع سببه مطلق الانتصار للإسلام، فإنه يجدر بالمحتفين هؤلاء أن ينصروا دين الله حيث يتهجم عليه فعليا لا أن يفتعلوا القضايا ويسجلوا بسببها الانتصارات الوهمية ورضا الذات المغشوش، وها إن مسجد "القصبة" استبيح ودنس ووقع اقتحامه وسبت الجلالة بداخله، فهلا أبان هؤلاء المريدون عن غيرتهم عن الإسلام، وهبوا بألوفهم المؤلفة للتظاهر في ساحة "القصبة".

وإن كان الاحتفاء بإسلام امرأة، إنما وقع بحيث يظهر فاعلية عمليات الدعوة للإسلام، فلست أفهم لماذا يقتصر فقط على إعلان المسلمين من بلدان أوروبية أو أمريكا وهو الأمر الذي مافتئ يبرز إعلاميا كل مرة، حتى لكأنهم يمنون علينا أن أسلموا، فانا اعرف أن هناك منظمات دعوية تعمل في أدغال إفريقيا، تواجه كيد الحركات التبشيرية، وارى أن الفاعلية الدعوية، يمكن تأكيدها حين يقع إبراز المسلمات الجدد من أدغال إفريقيا، أكثر من تأكيدها بإبراز أوروبية أسلمت.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة المضادة، القصبة3، إعتصام القصبة، زغلول النجار، الإعجاز العلمي للقرآن،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-07-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، جاسم الرصيف، محمد الياسين، سعود السبعاني، عواطف منصور، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، علي عبد العال، صلاح الحريري، عبد الله الفقير، محمد أحمد عزوز، عبد الرزاق قيراط ، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، رشيد السيد أحمد، حسن عثمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد الحباسي، مراد قميزة، عبد الغني مزوز، عمار غيلوفي، أنس الشابي، سامح لطف الله، ماهر عدنان قنديل، المولدي الفرجاني، سلام الشماع، سلوى المغربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مجدى داود، رافع القارصي، يحيي البوليني، أبو سمية، خالد الجاف ، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، فتحي العابد، محمد اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، بيلسان قيصر، فهمي شراب، صلاح المختار، المولدي اليوسفي، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، عزيز العرباوي، رافد العزاوي، منجي باكير، إسراء أبو رمان، د. عبد الآله المالكي، محمد يحي، علي الكاش، حسن الطرابلسي، يزيد بن الحسين، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، محمد علي العقربي، د - محمد بن موسى الشريف ، إياد محمود حسين ، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العربي، صالح النعامي ، محمد شمام ، فوزي مسعود ، د. طارق عبد الحليم، الهيثم زعفان، تونسي، طارق خفاجي، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، نادية سعد، سيد السباعي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفى منيغ، د- هاني ابوالفتوح، د - الضاوي خوالدية، عبد العزيز كحيل، رضا الدبّابي، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم السليتي، د- محمد رحال، د - مصطفى فهمي، عبد الله زيدان، العادل السمعلي، طلال قسومي، رمضان حينوني، محمود سلطان، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، محرر "بوابتي"، محمد الطرابلسي، محمد العيادي، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، سامر أبو رمان ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء