من خلال الحملات المفتعلة الاستفزازية التي تحيكها هيئة الالتفاف على الثورة «ومهندسوها» الأحزاب اليسارية والتقدمية والحدثية، وبعد أن تجاوزت موضوع التركيبة وأضحت الايديولوجيا هي الفتيل الذي يشعل المناقشات صلب الهيئة كطرح موضوع التطبيع مع اسرائيل وفصل الدين عن الدولة.
أصبح جليا أن القصد من حادثة سينما "الافريكار" المدبرة من ألفها إلى يائها والغير عفوية بعلة الحد من الحريات الفردية والفكرية وبايقاع الاسلاميين في فخ العنف وحادثة قصر العدالة والاعتداء على محامين، واصرار وسائل الاعلام التونسية العميلة لهم بوصفه بهجوم عنيف من قبل بعض السلفيين والملتحين ومتطرفين هاجموا وعنفوا أشخاص ومواطنين وحقوقيين بشراسة واستدعى نقل العديد منهم للمستشفى في حالة حرجة والاعتداء على الممتلكات الخاصة (بالرغم من تأكيد المحامي الناصر العويني أن من قام بالاعتداء عليه هو من البوليس السياسي ويعرفه جيدا وملتحين يعملون معهم) وبيان وزارة الداخلية في نفس الغرص والحكاية في وقت سريع وقياسي (في ظرف 24 ساعة) وصلت الى البرلمان الأوروبي .. وما تواجد جمعية " لم الشمل " الجمعية المنظمة لفيلم "لا ربي ولاسيدي" مع ممثلة حزب "افاق التجمعي" في مجلس البرلمان الاوروبي إلا تأكيد لذلك.
وهاهم يظهرون في هذا البرلمان حيث يقومون بالكذب والتشويه لصورة تونس والتركيز على عنف الاسلاميين والتنديد به وحتى يقنعوه بان تونس في حضرة الاسلاميين المتطرفين ويطلبوا منهم الدعم الاجنبي حتى يحمي الحريات في تونس وحتى يحمي مصالح اوروبا في بلدنا هذا ظاهريا.
أما الحقيقية فهي اقصاء الاسلاميين من الساحة السياسية.. طبعا لن يكون تدخلا عسكريا مباشرا «مبدئيا» وإنما هو ضغط سيمارس على الحكومة التونسية الضعيفة أوالمتواطئة.
وبعد أن حاولوا عبثا تأجيل الانتخابات ثم الاقتراح بالغائها أصلا ثم العمل على الايقاع بالنهضة لتوقع على ميثاق المواطنة وبنوده المفخخة حتى أدى إلى اخراجها أصلا من الهيئة ليتسنى لهم تمرير ما يريدون واتمام المرسوم الانتخابي على مقاسهم وتضمن لنفسها حجم الغنيمة التي ستحصدها في انتخابات المجلس التأسيسي القادم التي تريدها لنفسها في المستقبل.. وأصبحت هي البرلمان وأكبر من الحكومة وهي «الفريق الاستراتيجي» الذي يخطط لمستقبل تونس فيما هي لا تتجاوز كونها «هيئة استشارية» بموجب القانون..
وحسب تصوري فإن أول خطوة هي تمرير العهد الجمهوري ثم تمرير قانون للجمعيات وتوفير الحصانة والحماية للناشطين والناشطات (هذا يخدم أولا مصلحة جمعية النساء الديمقراطيات) ثم وهذا الأهم سيقومون بالعمل على الغاء التأشيرة لحزب النهضة وأي حزب اسلامي آخر نظرا لما حصلت عليه النهضة من تأييد شعبي في العديد من المناسبات في شتى مناطق البلاد وما انتداب مسؤول أمني رفيع في الهيئة إلا تأكيد لذلك.
وهذه هي الخطة.. عمد البوليس السياسي والمخابرات التونسية وبتكتيك المخابرات الفرنسية و بالتنسيق مع المخابرات الجزائرية إلى تمرير كمية من قطع أسلحة نارية من طراز كلاشنكوف و يتم بيعها بثمن زهيد يبلغ 600 دينار في أقصى الحالات في حين أن السعر المتعارف للكلاشنكوف هو 2400 دولار تقريبا ...ولا تستغربوا بخس الثمن.. فإن الأسلحة معطلة ولا تعمل و هذا هو الفخ الذي ينصبه البوليس السياسي التونسي فالمطلوب هو وصول هذه الأسلحة إلى بعض الأيادي وخصوصا الإسلاميين لتشن حملة إعتقالات في صفوف كل الإسلاميين من سلفية جهادية و تحريريين و نهضويين... و ما ظهور الطالبي و سبه لأصحاب رسول الله و زوجه عائشة رضي الله عنهم جميعا, ثم عرض فيلم تلك الخنزيرة إلا لإيقاع الاسلاميين في فخ العنف وتجهيز الرأي العام الداخلي والخارجي وقد بدأوا بالفعل في مراجعة قانون 2003 لمكافحة الإرهاب وهذه نقطة التحول وجزء من مكيدتهم الكبرى... علما و أن التعليمات قد صدرت للشروع في الإعتقالات و قائمات من سيتم إعتقالهم جاهزة للقبض عليهم وهم في إنتظار الشماعة و الدافع الذي يسوق إعلاميا لمخططاتهم...
ولنا أن ننتظر أيام قلائل وسوف نكتشف المزيد من الدسائس التي يعملون عليها لاحقا... ثم الدخول في قانون الصحافة وتنقيح المناهج الدراسية ومشروع لزواج المثلية الجنسية....وووو هذا بالإضافة إلى الوضع الأمني المتردي والمنذر بالانفجار حيث يبدو أن هناك انشقاق كبير يحصل في وزارة الداخلية من قبل الاعوان، فمنهم من يطالب بالمحاسبة و تصفية كوادر الفساد ومنهم من يتستر على جرائمه و يتملص من المسؤولية كالذي حصل في قابس وبئر الأحمر والروحية... وكذلك نفس الوضع بالنسبة للديوانة فحين بقي الجيش بعيدا ولم يتدخل ولم نتأكد هل بقصد أو دونه... وهذا الوضع والانفلات يستغله هذا الكيان للدخول بالبلاد في حالة الفوضى بالهاء الشارع بالهاجس الأمني واسخدام وسائل الاعلام الفاسد في مواضيع جانبية وتافهة فهم يعملون بالتوازي لتمرير أجنداتهم السياسية زد على ذلك استغلال الوضع الاجتماعي والنقابي والاضرابات الفوضوية في شتى المجالات
---------
وقع تحوير العنوان الأصلي
محرر موقع بوابتي
نشر أولا بصفحة Absolute Tunisian
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: