البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

أما آن للتونسيين أن يتخلصوا من الهيئة المضادة للثورة؟

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 13484


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تحولت الهيئة ذات الإسم الطويل التي قدمت على أنها لحماية الثورة، لطرف مشبوه يعمل على وئد ثورة التونسيين، فهذه الهيئة أساسا كانت محل شكوك منذ الإعلان عنها، فهي كونت كالتفاف على المطالب الحقيقية للتونسيين إبان اعتصامات القصبة 2، ثم إن هذه الهيئة لا يعرف من كوّنها، ومن اختار أطرافها، مما زاد من نسبة الريبة نحوها. ولقد رفضت العديد من الأطراف الاقتراب والتعامل معها على أساس أنها هيكل مشبوه تقف ورائه جهات أجنبية.

ولكن عموم التونسيين قبلوا على مضض هيئة بن عاشور ظنا منهم أنها تعكس مطالبهم، وبمرور الوقت تراكمت المعطيات لتخيب أمالهم و لتؤكد أن هذه الهيئة ماهي إلا أداة لوئد الثورة، ذلك أنها تحولت لما يشبه الآلية التصميمية لمخططات الالتفاف على ثورة التونسيين، من خلال إغراقها في متاهات جانبية بعيدا عن القضايا الحقيقة التي وقع التعتيم عليها وتعويمها.

ويمكن تقسيم العوامل التي تدعم وجوب حل هيئة بن عاشور، اعتمادا على معطيات تخص تكوينها، ثم على معطيات تأكدت خلال مدة عملها القصيرة.

المعطيات التي تخص التكوين


هذه الهيئة كونت بطريقة غامضة، ولا يعرف من كونها، وهذه لوحدها أسباب كافية لرفضها، فلا يعقل أن لايعرف التونسيون من يشرف على هيكل يقرر مصير بلدهم، خاصة إذا عرفنا ان هناك أطراف أجنبية تتعامل مع هذه الهيئة، كمنظمة ifes الأمريكية السيئة الصيت، التي تدخلت في انتخابات العديد من البلدان، وزورتها لمصلحة أمريكا، وما انتخابات جورجيا ببعدة.

ومما يؤكد هذا الخطر، أن انتقاء الاعضاء المنضوين بداخل هذه الهيئة، تم على أسس مشبوهة، فليس كل العائلات الفكرية التونسية ممثلة بداخلها، وإنما وقع حشو هذه الهيئة بمجموعات تنتمي عموما لليسار الفرانكفوني الإستئصالي، الذي كان الذراع الفكري والثقافي لبن علي وأشرف على عمليات الاقتلاع والإلحاق الفكري الرهيبة التي تمت بتونس واستهدفت الثقافة العربية الإسلامية، والتي تعرف بعمليات تجفيف المنابع إبان العقدين الفارطين، مما يعني ان هذه الهيئة أولا لاتمثل قطعا مع الماضي، وهي بالتالي لاتعكس تونس الثورة، ثم ان هذه الهيئة تمثل وكرا للاستئصالين الكارهين للثقافة العربية الإسلامية.

ومما يدعم هذه الاتجاه، فإنه بالإضافة لكون عموم الذين وقع استدعائهم داخل الهيئة هم أصحاب خلفيات فكرية يسارية، فإن ابرز المسئولين بها هم من خلفيات يسارية أيضا وأصحاب تصورات تعارض ثوابت تونس، فبن عاشور كبير المخططين، يساري ماوي، وقد صرح العديد من المرات بمواقف يشتم منها رفضه للثوابت الإسلامية وان كان يقدمها بطرق ملتوية، فهو يقول انه يرفض الإسلام الذي يتدخل في حياة الناس تلميحا لرفضه للتشريعات الإسلامية، ويقول انه ضد أن يكون الإسلام مؤثرا في الدولة، أي متبنيا للحل العلماني. أما الجندوبي المسئول عن هيئة الانتخابات، فهو لايخفي انه يساري، بل انه حامل لجنسية فرنسية، وعضو في الحزب الشيوعي الفرنسي، وعضو بالاممية العالمية لاحزاب اليسار ، و عضو الفيدرالية المتحدة لليسار الفرنكفوني، ولايعرف كيف يسمح لشيوعي فرنسي ان يقرر مستقبل أحفاد عقبة بن نافع.

المعطيات الجديدة


أهم معطى يؤكد أن الهيئة تعمل على الالتفاف على الثورة، هو إسرافها في افتعال القضايا الجانبية، وإغراق الناس بتناغم مع بعض وسائل الإعلام، في دوامات جدل عقيم لاينتهي في أمور محسومة للتونسيين كمسالة الهوية العربية الإسلامية أو إحلال العلمانية كضابط لتونس، وهي أساليب تعطل المرور للقضايا التي تهم ثورة التونسيين، وبهذه الطريقة وقع التخلي على موعد الانتخابات التي كانت مقررة، ويبدو ان هذه الهيئة تخطط لمزيد من الجدل العقيم المتواصل لتمرير مشاريع التفافية أخرى، تهدف لإبعاد التونسيين من أن يصلوا بثورتهم لهدفها المنشود.

ثم كانت مواقف أخرى، أكدت أن أطراف هذه الهيئة المسيطرون عليها لكثرتهم، هم أدواة لضرب هوية البلاد وثوابتها، فكان أن أبانت العديد من الأطراف داخل الهيئة على حقيقتها من أنها شراذم بائسة لاتعترف بثوابت تونس العربية الإسلامية، وأنها من الجرأة واستشعار القوة بحيث لم تخجل من الإتيان بامور تعد منكرة بحق، من ذلك انه وقع رفض تلاوة فاتحة القرآن على أرواح ضحايا المتلوي داخل أروقة قاعة المداولات، من طرف شخصيات يسارية، وهو الشيء الذي لم يفعله لا بورقيبة ولابن علي.

ثم كان من أمر بعض الأطراف داخل الهيئة حينما أصروا على التطبيع مع إسرائيل، بأن رفضوا تناول بند التطبيع ورفضوا أن يقع التنصيص على ذلك كثابت للتونسيين، والغريب أن ثلاثة من أطراف الهيئة زاروا "اسرئيل"، بل انهم لاينكرون ذلك ولايرون حرجا فيه، بل إنهم يريدون أن يفرضوا موقفهم هذا على التونسيين، أفليست هذه جرأة حمقاء، لم يأتها لابورقيبة ولا بن علي.

هيئة يجب أن تحل، وأطراف يجب أن تحاكم


حسب هذه الهيئة سوءا أنها تضم في عضويتها مجرمين، كانوا المصممين والمنفذين لسياسة تجفيف المنابع زمن بن علي، وإذا كان التونسيون بعد الثورة تنادوا لتتبع بن ضياء وعبد الوهاب عبد الله لإشرافهما على سياسات بن علي الإعلامية، فكيف لايقع تتبع من اشرف على سياسات بن علي الثقافية والفكرية والتعليمية.

إذا كان بن ضياء وبن عبد الله دخلا السجن لأنهما كانا يلمعان صورة بن علي ونظامه، فلماذا لايقع تتبع من اشرف على اقتلاع التونسيين من ثقافتهم وحاربهم في دينهم، لماذا لايقع تتبع من غيّر النظام التعليمي بحيث أصبح التلميذ التونسي منذ نعومة أظفاره مرتبطا ذهنيا بفرنسا، فلا تكاد تدري لولا اللغة العربية هل أن المناهج التعليمية التونسية موجهة لتلميذ مسلم ام فرنسي مسيحي.

لماذا لايقع محاسبة من استغل منصبة للتشكيك في الثقافة الإسلامية والثابت من الدين، بحيث ان جل أطروحات الدكتوراة التي اشرف عليها تصب في هذا الباب، بل إنها أطروحات تفتقر أحيانا كثيرة للمنهجية العلمية المعتمدة؟ لماذ لا تفتح تحقيقات في صدقية تلك الشهادات العلمية المتحصل عليها من طرف مجموعة من النسوة المشبوهات، ومحاسبة من تجاوز دوره العلمي لفرض توجهاته الفكرية، عوضا ان يغض الطرف عنه ويدعى لهيئة تقرر مصير التونسيين.

لماذا لاتفتح تحقيقات في من تلقى تمويلات أجنبية لإنتاج الأفلام والمسرحيات المسيئه لتونس والتونسيين، عوض ان يدعى لهيئة تقرر مصير التونسيين.

لماذ لا تفتح تحقيقات ضد من تلقى أموالا أجنبية لإعداد الدراسات المطالبة بإلغاء الثابت من الإسلام واستبعاده من التأثير في حياة التونسيين، عوض ان يستدعوا لهيئة تقرر مصير التونسيين

خلاصة القول، أن هيئة بن عاشور هيئة مشبوهة، ومن العار ان يقع الابقاء بعد الثورة على مثل هذه الهياكل تتحرك باسم التونسيين، هذه هيئة يجب حلها، وإيقاف العديد من أطرافها وإحالتهم مباشرة للأبحاث في قضايا عديدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة المضادة، المجلس التأسيسي، الثورة التونسية، عياض بن عاشور، كمال الجندوبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-06-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صالح النعامي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إيمى الأشقر، محرر "بوابتي"، محمد العيادي، عبد العزيز كحيل، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، محمود فاروق سيد شعبان، كريم السليتي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عبد الآله المالكي، رافع القارصي، عبد الله زيدان، سلام الشماع، يحيي البوليني، المولدي اليوسفي، حاتم الصولي، العادل السمعلي، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، د - صالح المازقي، محمود طرشوبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مجدى داود، أحمد الحباسي، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، محمد الياسين، رمضان حينوني، سامر أبو رمان ، صلاح المختار، طارق خفاجي، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، فهمي شراب، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، عبد الله الفقير، أبو سمية، د. صلاح عودة الله ، طلال قسومي، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، مراد قميزة، حسن عثمان، أحمد النعيمي، رضا الدبّابي، تونسي، د - محمد بنيعيش، حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، المولدي الفرجاني، أحمد بوادي، د - الضاوي خوالدية، سيد السباعي، محمد علي العقربي، محمد يحي، مصطفى منيغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أنس الشابي، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، علي الكاش، الناصر الرقيق، محمد عمر غرس الله، محمود سلطان، أ.د. مصطفى رجب، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، سعود السبعاني، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، د- هاني ابوالفتوح، صلاح الحريري، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، محمد اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، عمر غازي، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، ضحى عبد الرحمن، بيلسان قيصر، محمد شمام ، فتحـي قاره بيبـان، عواطف منصور، يزيد بن الحسين، عراق المطيري، ياسين أحمد، سفيان عبد الكافي، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، د. خالد الطراولي ، منجي باكير، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، مصطفي زهران، خالد الجاف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العربي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء