تصنيفات التاريخ لا يجب أن تعنينا: الخوارج والسنة والشيعة
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 315 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أعتقد أن بعض مآسينا، قبولنا أن نتحول لمادة يتلاعب بنا نظام آل سعود من خلال جهازه الدعائي الضخم الفعّال المرتكز على ترسانة إعلامية وفيلق مرتزقة دين، وأدواتهم استيراد صراعات من قعر التاريخ بظلالها المثقلة بالدم والنفي والمغالبات الثقيلة وبمصطلحاتها النمطية من نوع صراع أهل السنة والجماعة والشيعة والخوارج
ثم تتحول تلك المصطلحات الفاسدة لقناعات يتبناها ضحاياهم من عامة الناس بل وحتى من الفواعل المفكرة والسياسية
ورأيي أن كل ذلك ليس من الدين في شيىء وإنما هي مصطلحات سياسية فرض على المشتغلين بالدين قديما تصييرها دينا، فأنزلوها في موادهم الفقهية ثم حولوا مادة السياسة دينا يتعبد به، وأضحى الناس في القرون اللاحقة يعتقدون أن مفردات أهل السنة والجماعة والشيعة والخوارج، تقسيم ديني يضبط به التدين ويقاس على ضوئها، بينما هي تحديدات من أثر الانحرافات التي لحقت الإسلام مبكرا بعد انتصار الثورة المضادة القُرشيّة زمن معاوية ابن أبي سفيان، نشأت بفعل غلبة السياسة وإخضاعها ثم توظيفها الإسلام ومواده، مما يفترض أن نرفضه ونتركه، فإذا بنا نقبل كل ذلك القعود عن الإسلام بل وندافع عنه ونتعبّد به
الإسلام هو ما نزل به القرآن وصح عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس لنا أن نعترف بأفضلية الدم والنسب، وليس لنا أن نقبل بادعاء من يزعمون أنهم شيعة النبي وذوو وَصْل به دون غيرهم بفعل نسبهم، وليس لنا أن نقبل من ينازع انحرافات من سبق بانحرافات مماثلة ترتكز على أفضلية الدم والعائلة ثم يروجون ذلك أنهم أهل السنة والجماعة، وليس لنا أن نقبل تصنيفات الإثنين السابقين فنسفّه ونعادي كما فعلوا، المنتصرين للإسلام، ممن تصدى لانحرافات الثورة المضادة القرشية، ونسميهم خوارجا
تاريخنا فيه مساحات سوداء توجد لدى كل فريق من هؤلاء الثلاثة، يمكننا أن نتميزها بيسر نسبي من دون الحاجة لتوجيهات وإخضاعات إرشادية من كان طرفا في تلك الصراعات
علينا أن نتخفف من ثقل الماضي بترك تصنيفاته وتحديداته وأولها هذا التصنيف الوارد مع غبار التاريخ أهل السنة والجماعة والشيعة والخوارج
علينا ترك كل ذلك والنظر لفهم الواقع كما هو الآن، وإن كان لابد من تصنيف فلنقم به نحن بناء على مرتكزات تعنينا لا تصنيفات واردة من زمن غير زمننا وبفهم غير فهمنا
هذه التصنيفات الفاسدة (سنة، شيعة، خوارج) تعطلنا في مستوى أفعالنا حاليا، وتمنع وحدتنا لأنها تخلق حواجزا نفسية بل ومحاذيرا دينية فقهية متوهمة تمنع التعاون بين المسلمين، مما يخدم أعداءنا