الفرد التابع: علينا التعامل مع التفاهة كطريقة تناول وزاوية نظر وليس كمحتوى
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 332 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعودنا أن نعرّف التفاهة أنها تتعلق بالمحتوى، فنقول عن المحتوى أنه تافه
لكن الحقيقة أن المحتوى التافه لاحق عن اختيار سابق قام به الفرد وفضله عن غيره من الممكنات التي تؤدي لغير المحتوى التافه، فالمحتوى التافه إذن نتيجة اختيار تافه أو على الاقل اختيار يفضل التفاهة
بالتالي ما يهم أكثر هو المسار الذي انتج المحتوى التافه، إنه زاوية النظر التي يفضلها منتج التفاهة حيث تبقيه في تناولات سطحية نمطية
إنها التصورات التي تقبل المسلمات المتداولة والتي تؤدي لمحتوى تافه
إنه القرار الذي يرفض إعادة النظر في المجال المفاهيمي السائد
إنه الفهم الذي ينتهي بالفرد لرفض البحث عن زوايا وممكنات أخرى حين التعامل مع الواقع
إذن التفاهة هي سلوك فردي قبل أن تكون محتوى، هي صفة للفرد التابع، هي مادة يبحث عنها ذلك الشخص الذي يفضل التحرك في مساحة خالية من المعنى، ولو لم توجد التفاهة لأوجدها
يمكن القول إذن أن التفاهة هي حالة لازمة لوجود الذهنية التابعة التي تسلم وتخضع للواقع وترفض إعادة النظر في مسلماته
بالتالي من يريد أن يقاوم التفاهة عليه أن يقاوم أسبابها، وأولها مستهلكها وهو الفرد التابع
حينما يندثر الفرد التابع الذي يتمحور تصوره حول التسليم وعدم مراجعة الواقع في بنائه اللامادي أي المفاهيم المتداولة المؤطرة للواقع
بمعنى آخر حينما نبحث في، ثم نراجع جدارة المركزية العقدية الغربية التي نتحرك في أفقها، ساعتها ستنتهي التفاهة لانعدام مادتها المولدة والمستهلكة لها