فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 293 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك فرق بين الحالتين، إحداهما سليمة علينا السعي لها والأخرى فاسدة علينا رفضها
لنفهم المسألة من دون ظلال الدين، لنغير الدين بالمبدأ، ونصبح في حالة: فصل المبدأ عن السياسة أو فصل السياسة عن المبدأ
فصل السياسة عن المبدأ هو جعل السياسة مساحة للنشاط السائب الذي لاينضبط بالمبادئ، إذن فصل السياسة عن الدين هو تفريع من فصل السياسة عن المبادىء، وهذا عمل لا يصح علينا القول برفضه
بينما فصل المبدأ عن السياسة، يقصد به جعل الدين وتفريعا عن ذلك جعل المبادئ خاضعة للسياسة والفعل البشري، فهو يقول بتبعية المبدأ للفعل البشري، أي أن هذا تصور يتحرك من منطلق أصالة الواقع وأولويته وليس أصالة الفكرة
في علاقة بالدين، تصور فصل الدين عن السياسة يجعل الدين مجرد لاحق وتابع للفعل البشري، ويحول الاسلام مثلا لتابع للسلطة السياسية وأداة تبرير
وهذا التصور هو الذي يجب علينا رفضه، لأن الاسلام هو الذي يجب أن يؤطر الواقع ومنه السياسة لا أن يكون الدين تابعا للفعل ومنه السياسة
إذن علينا القول بإلحاق السياسة بالدين ورفض إلحاق الدين بالسياسة
ثم إن قولنا بإلحاق السياسة بالدين ليس إضافة جديدة من حيث علاقة الفعل بالفكرة عموما، لأن الفعل السياسي يتحرك لزوما في سياق فكرة ما، وإنما رفض إلحاق ذلك الفعل بالدين هو تهرب من ضوابطه، لأن السياسة لاحقة بطبيعتها لفكرة ما ونحن نريد فقط التحرك في مستوى تلك الفكرة الضابطة ونقول بجعلها الإسلام لثبات تصوراته