هذا تدويل لصراع داخلي: تقديم قضية ضد المنقلب في محكمة الجنايات الدولية
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 366 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قُدّمت يوم الخميس 06/10/2023، قضية إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي "لطلب فتح تحقيق في الجرائم التي ارتكبتها الحكومة التونسية بقيادة المنقلب قيس سعيّد ضد المدنيين، وبشكل خاص ضد قادة وأحزاب المعارضة، والتونسيين السود والمهاجرين، والقضاة، والنقابات، والصحفيين والمجتمع المدني"، وتم الإعلان عن القضية في مؤتمر صحفي في لاهاي
------------
موقفي هو التالي:
1- مسألة الإنقلاب الذي حصل بتونس، صراع سياسي داخلي بين رأسي السلطة في تونس التنفيذية من جهة ممثلة بقيس سعيد والتشريعية ممثلة برئيسها راشد الغنوشي ومن ورائه كل المجلس النيابي، فمجال الصراع تونس ولا يحق لأي جهة خارجية التدخل فيه
2- أن يكون طرف ما غلب الطرف الآخر في هذا الصراع الدائر بتونس، ذلك يعود لعوامل عديدة ذاتية متعلقة بطرفي الصراع وكفاءاتهم في إدراتهم للمغالبات، فهو تنازع يتعلق بطريقة الفعل السياسي لدى الطرفين، وهزيمة أحدهما فعل تونسي داخلي ومن طرف داخلي فلا معنى للاستنجاد بجهة خارجية لحسم ذلك الصراع
3- نقل الصراع التونسي الداخلي للخارج له دلالات عديدة:
- تغيير طبيعة الصراع من تنازع داخلي مجاله تونس والتونسيون لنزاع خارجي مجاله خارج تونس وجهات خارجية
- تدويل هذا الصراع يفتح الباب لتدويل قضايانا، وهذا مسار يؤسس ويشرع للتدخلات الأجنبية
- الاستقواء بجهات خارجية ممثلة في المنظمات والشخصيات الغربية، يمثل فعلا فاسدا لا يصح، لأنه يعني نوعا من الولاء للأجنبي ضد بني بلدك
- تحويل الصراع الداخلي لمساحة للتدخلات الأجنبية، يجعل نتائج ذلك الصراع مؤدية لا محالة للإلحاق بالأجنبي حتى في صورة إسقاط الانقلاب بهذا الدعم الأجنبي، مما يجعل فعل الاستنجاد بالأجنبي عملا ممهدا للتبعية مستقبلا
- الاستقواء بالمنظمات الأجنبية في صراع داخلي، يمثل فعلا يغض الطرف عن المبدئية، ويتحرك بأفق علوية المصلحة الذاتية التي تقول بوجوب هزيمة الخصم مهما كانت الوسيلة، وهذا تصرف لا يليق خاصة أن المنهزمين في هذا الصراع يقول أغلبهم بالمبدئية
- علينا ملاحظة أن استسهال الاستقواء بالأجنبي وتهوين التعامل معه ومع منظماته وتلقي التمويل منه حتى فترة حكم العشرية الفارطة، فعل يتولى كِبرَه ويروج له شق من الفواعل السياسية الذين يحمل أغلبهم جنسيات أجنبية أو طال بهم المقام في الغرب، مما يطرح أسئلة وتحذيرات حول جدارة الفعل السياسي لمثل هؤلاء ومدى أحقية السماح لهم بالنشاط السياسي أصلا باعتبارهم أجانبا أو لهم ارتباطات أجنبية
4- علينا إدراك أن الانقلاب يمكن إزالته بيسر نسبي عكس ما يروج، لكن المشكل يوجد في كون من يتحمل مسؤولية الفعل السياسي لدى أكبر التشكيلات قوة بتونس، لا يريد أن يغادر مستوى وعادة العجز لغيرها من الحلول، ويصر على البقاء في صفة الاسلامي السلمي المسالم العاجز البكّاء
إذن التصدي للانقلاب ممكن وعليكم البحث عن طرق ذلك في صفوفكم وتنقيتها، لا من خلال الاستقواء بالأجنبي