فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 356 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الصورة المصاحبة لأحدهم يقول ما يبدو ظاهره جيدا ولكنه كتلة من الكلام الخفيف الذي يكرس السلبية الذهنية والعشوائية في التعامل مع الواقع
مامعنى السجن لايدوم وأن القيد سينكسر يوما ما ودوام الحال من المحال، هذه بديهيات بشرط إن تناولناها في سلم زمني عابر ومتجاوز لحياة البشر، ساعتها لا شيئ يدوم غير وجه الله
لكن نحن لا يهمنا هذا التناول وزاوية النظر تلك، نحن بالمقابل يهمنا تناول المسائل نسبة لسلم زمني يكون مداه حياة الفرد وما يلحقها من قضايا تهم واقعه الذي يعيشه
من زاوية النظر هذه المحددة، ليس صحيحا أن فترة السجن بالضرورة ستنتهي وليس صحيحا أن دوام الحال من المحال، لأن الفرد يمكن أن يقضي حياته كلها تقريبا في السجن ويمكن أن يمضي حياته كلها في الشقاء ويمكن لواقعه أن لا يتغير منذ خلق إلى أن يموت
سيأتي يوم ما ويتغير كل ذلك، تلك مسألة أخرى لا تعنينا في مجال تناولنا
رغم أن قائل هذا الكلام موضوع المقال صاحب مستوى علمي (دكتور)، فإنه رغم ذلك وبسبب خوائه يمثل عينة للفرد التابع الذي يتميز بتعطيل الآليات الذهنية المتقدمة لإنتاج المعنى
-----------------
إذن مثل هذا الكلام الذي يكون ظاهره جيدا وسليما يتميز بالتالي:
- مادمنا نتحدث في مستوى واقعنا، فإن هذا الكلام لا قيمة له، لأنه غير ذات موضوع وهو بعد ذلك غير دقيق بل غير صحيح
- هذا كلام عشوائي لا يتحرك وفق منهج وفكرة واضحة، وإنما هو أقرب لكلام أولئك ممن لم يتيسر له قدر من التعلم من العجائز وذوي العاهات الذهنية
- هذا كلام يعمل على إبطال عمليات الإدراك لدى الناس لمحيطهم، من خلال منع نموها وتعطيل مساعيهم لفهم الواقع وفواعله، لأنه كلام يوهم الناس أن الواقع جيد وأن مشاكله ستحل يوما ما، فيفهم الناس أن المقصود أنها مشاكل ستحل في مدى زمني يشمل حياتهم، بينما هذا غير متأكد كما بينت
- هذا كلام يتخذ ظاهر الحكمة والموعظة ليكرس الواقع ويقدم خدمة للمتحكمين فيه والمستفيدين منه، من خلال إنتاج ضباب ذهني يشوش على الالتفات نحو الواقع والسعي لفهمه
- هذا السعي لتقديم خدمات لسادة الواقع، يوظف عنصرين:
أولا: اللقب العلمي مثلما يفعل هذا الكاتب باعتباره دكتورا، فيذهب في خلد الناس أن ما دام قائل ذلك الكلام صاحب معرفة متقدمة، فالأرجح أنه كلام لا معقب عليه فيزيد هذا الافتراض في درجة قبولهم بما يقال لهم
ثانيا: يستعمل المتون الإسلامية من قرآن وأحاديث، وهذا يقع من خلال التناول البعدي، حيث تحدد الفكرة أولا ثم يستدعى القرآن والحديث لتبرير تلك الفكرة السابقة
وهذا التناول البعدي توظيف لخدمة الفكرة الأولية السابقة، لذلك أنا كتبت من قبل أن التناول البعدي للقرآن عمل فاسد لأنه مصادرة على المطلوب لا تصح عقليا (*)، علما أن عموم استعمالات القرآن هو من هذا النوع أي تناول بعدي مبني على المصادرة لتبرير أفكار سابقة، وكل هذا لايصح
-------------
(*) ينظر لفهم فكرة التفسير البعدي وفساده:
1- في تكوّن المعنى (4): التبريرات البعدية المعتمدة على القرآن في عمومها مصادرات فاسدة عقليا
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10678
2- التفسير البعدي بالقرآن مصادرة على المطلوب وعمل تحكمي
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10794
3- أهمية المرأة وكراهة "اللعب": نماذج لتوظيف القرآن من خلال التفسير البعدي
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10855