البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

لايصح تناول المفاهيم اللامادية من خلال القياس الكمّي

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 205
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حينما نتناول اللامديات من مفاهيم ومعاني لا يصحّ أن نستدعي معها مفردات القياس الكمي وتفريعاتها

لذلك فإن الحديث عن الاتفاق والتجميع والإتحاد، هذه مفردات تخص المقادير والموجودات المادية، لا يستقيم إلحاقها بالأفكار واللاماديات
فلا يصح القول ننمي الإسلام أو نزيد الكرامة، لكن يصح القول ننمي الشروط الموجدة للتدين ونزيد الإنجازات التي تؤدي للكرامة

ولايصح القول نتحد في الإسلام وإن كان قد يسمح بذلك بمعنى مجازي، لكننا لسنا في حاجة للتجوز ما دام يمكننا قول المعنى السليم مثل نتحد في العمل للإسلام، لأن العمل مقدار يمكن قياسه، وكلما ابتعدنا عن المجاز وقلنا اللفظ بحقيقته كان كلامنا أقرب للدقة والحقيقة، بالمقابل كلما استعملنا المجاز كان كلامنا فضفاضا عاما لاتعلق له بالواقع

الحق والباطل باعتبارهما الإطار للفعل العقدي ليسا مفاهيما مادية، فلا دلالة أن نستدعي معهما خاصيات الوحدة مثلا أو الزيادة أو التجميع، لأن الحق كفكرة مستقل في صوابيته عن عدد المنضبطين به، فأن يتحد الغير حوله أو يتفرقوا لا يعني ذلك شيئا في مستوى الفكرة ومعانيها، وقس على ذلك كل المفاهيم والمعاني، فهي لا تتحرك في مساحة التقييم الكمي المادي

لكن حينما نريد الانتقال لتنزيل الفكرة فذلك مستوى آخر من الموضوع، لكنه هو أيضا لا يلزم منه الوحدة في مطلقها وإنما نبقي دوما في اعتبارنا أننا في سياق فكرة، ما يوجب أن لا نتحدث عن الكمية بإطلاقية وإنما نقول مثلا اتحاد بشرط كذا وحرية في مجال مفاهيمي كذا، وهي شروط تتحرك في المساحة التي يصح فيها ذلك المفهوم

يكون نتيجة هذه المعاني، أن الفعل الذي يسعى لتغيير الواقع يفترض فيه أن ينطلق بالتأسيس الفكري ثم يلحقه الفعل المادي، بالتالي لايصح الدعوة للوحدة مثلا هكذا سائبة مثلما تنادي به الفواعل السياسية بمختلف خلفياتهم العقدية وأكثرهم في ذلك القوميون، حيث كلما تحدث متحدث قال أن علينا بالوحدة قبل أن يحدثنا عن الفعل وتأطيره الفكري الذي تتحرك فيه الوحدة

وهذه الملاحظة المشكلة أي التعامل مع اللاماديات كماديات، تمثل الخلل المنهجي الثاني بعد خلل عدم التفريق بين المفهوم والمعنى (1)

-----------
(1) كتبت عشرات المقالات في هذا الموضوع، يمكن الاطلاع عليها بمحور:
مقالات في المعنى: https://cutt.us/0vIdS

*************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. لايصح تناول المفاهيم من خلال القياس الكمّي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-09-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء