البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

تعدد فرص التعبير يزيد من احتمالات التفاهة

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 166
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مايمكن ملاحظته أنه يوجد علاقة بين انتشار وسائل التواصل وبين زيادة منسوب التفاهة في محتويات التعبير التي ينتجها الناس

سأحاول أن اقدم تفسيرا لهذه الظاهرة

- لنبدأ بنموذج للفهم، تصور إحداهن كانت تريد شراء حذاء، فدخلت حانوتا للغرض، ووجدت أمامها عرضا كبيرا للأحذية ليكن مثلا عشرين حذاء، كلها أحذية تستجيب لغرض الفتاة
ماذا يمكن ملاحظته في هذه الحالة، سنجد أن الفتاة على الأرجح، ستعجز عن الاختيار بين تلك الأحذية، وستقضي وقتا كبيرا في أخذ القرار، وهي حتى لما تمضي في الشراء سيكون اختيارا اضطراريا

- ما حصل في حالة شراء الحذاء، أنه يوجد قرار ما متعلق بموضوع ما، متوازيا مع وجود احتمالات متعددة للموضوع الذي سيقع عليه الاختيار، أي أن فكرة الاختيار النهائي ودعنا نسمها "قوة الفكرة"، ستكون عبارة عن قسمة الفكرة (قرار الشراء) على احتمالات الشراء، فقوة الفكرة (ق ف) في حالة الفتاة:
ق ف=1/20، فهو 0.05 (5 بالمائة) من الفكرة القياسية المفترضة
ولو كان هناك احتمالان للاحذية فقط، لكانت ق ف=1/2=0.5 (50 بالمائة)، أي أن الفكرة مقسمة على نصفين
ولو كان هناك حذاء واحد معروض، لكانت قوة الفكرة= 1/1 =1، أي أن فكرة القرار كاملة غير مشتة

إذن ما نلاحظه أنه كلما كثرت الاحتمالات المتوفرة للوصول للنتيجة، كلما ضعفت القيمة المتوفرة لفكرة القرار
بالمقابل كلما ضعف عدد احتمالات أدوات الوصول للموضوع كلما كانت الفكرة أكبر وأكمل

-----------

الآن لنأخذ موضوع نقل الناس آراءهم للعموم، هنا نلاحظ أنه توجد الفكرة المراد نقلها للغير من جهة، وتوجد الاحتمالات المتوفرة لتبليغ الفكرة من جهة ثانية كالتلفزة والمذياع سابقا ثم يضاف لذلك وسائل التواصل الاجتماعي حاليا

قوة الفكرة التي سيقوم بها الفرد نسبة لتبليغ رأيه للناس، ستكون الفكرة مقسومة على احتمالات أدوات العرض المتوفرة

هنا توجد حالتان، إما أن الأمر يتعلق بفرد ممن يملك فكرة أو بفرد من عامة الناس ممن لا فكرة ذات معنى لديه يمكن تبليغها

1 - حالة صاحب الفكر

أولا: في زمن قبل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ندرة فرص الاتصال بالغير، في ذلك الزمن من تتوفر له فرصة الحديث في التلفزة أو المذياع مثلا، ستكون الفكرة مكثفة لديه لأنها ستنقل مرة واحدة، وتفسير ذلك أن قوة الفكرة(ق ف) تساوي واحدا مقسوما على واحد، أي مائة بالمائة
لذلك نلاحظ أن اللقاءات التلفزية قبل زمن وسائل التواصل كانت عموما جدية لأنها تحمل معاني يحرص صاحبها على نقلها كلها في تلك الفرصة المتاحة

ثانيا: زمن وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إضافة للوسائل التقليدية أضيفت أخرى، فهذا يعطي أن الفكرة المراد نقلها للغير ستصبح احتمالية قوتها تساوي واحدا مقسوما على عدد الفرص الاتصال بالغير المتاحة

ما يمكن ملاحظته أن فرص توفر وسائل التواصل أصبحت كبيرة جدا، إذ في كل لحظة بإمكان أحدهم كتابة مقال أو نشر فيديو بأحد شبكات التواصل الإجتماعي
ولو أخذنا فكرة ما لدى أحدهم وله امكانية النشر مرة كل ساعتين، فإن قوة الفكرة ستكون واحدا مقسوما على 12 (أي 24 ساعة مقسومة على 2)
هذا يعني أن صاحب الفكرة ستضعف قيمة ما ينقله للغير (ق ف) من فكرة كاملة لجزء يساوي حوالي 8 بالمائة من الفكرة، لذلك إن اعتمد هذه الطريقة فإنه سيكون بصدد نقل معاني ضعيفة وبتكررها سيكون بصدد انتاح التفاهة

هنا يمكن لصاحب الفكرة أن يتجنب ذلك ويقوي فكرته بالطرق التالية:
إما بالتقليل من احتمالات الكتابة أي عدم استعمال فرص الاتصال بالغير رغم توفرها، فيكتب مثلا مرة واحدة كلما توفرت الفكرة فتصبح قوة الفكرة واحدا على واحد، أي أنه يمكن أن يكتب مرة في يومين أو في أسبوع، فيحافظ على فكرته، لأنها ستكون كل مرة واحدا على واحد أي مائة بالمائة من حيث قوتها

إما إن كان يريد الكتابة دوما سيضطر أن يكتب كلاما آخر إضافة للفكرة الأصلية، فيكون كلاما أقل قيمة، أي أنه لاتوجد معاني تمثل فكرة لكنه يقوم رغم ذلك بعملية النقل والاتصال بالغير من خلال شبكات التواصل، فيعطينا ذلك حسب معادلة قوة الفكرة السابقة، مايقرب الصفر مقسوما على أي عدد مما يعطي قيمة ضعيفة، وهو دلالة تلك الكتابات من نكات وأدعية مكررة أو إعادة خبر متداول، فهو كله كلام من دون معاني وبتكرره يعمل ذلك على إغراق المجال العام في التفاهة

يجب التوضيح هنا أن تكرار النشر لا أقصد به إعادة نفس الفكرة أي إعادة نشر نفس المقال الفكري مثلا لأن تلك فكرة واحدة ولا خطر من إعادة نشرها، لكني أقصد أن الفكرة الأصلية تفتت على مرات

2- حالة من لايملك فكرة ذات معنى
مثل هذا الفرد لم يكن متاحا له أن يتصل بالغير قبل زمن وسائل التواصل، لغياب الفكرة التي يبلغها للناس
لكن بتوفر هذه الأدوات فإنه يقوم بعمليات اتصال دائمة بالغير من دون توفر معنى أصيل لنقله، حيث ينقل للغير معاني ضعيفة أو افكار مكررة، فالفكرة الأولية أساسا غائبة أو ضعيفة ثم لقياس قوتها نسبة للغير (ق ف) تقسم على فرص توفر إيصالها أي المرات التي يصر هذا الفرد على نشرها، فيعطي ذلك حسب معادلة قوة الفكرة: عددا يقرب من الصفر مقسوما على عدد ليكن 10 أو حتى 2 وهو عدد مرات النشر، فهذا سيعطي قوة فكرة ضعيفة يصعب وصولها للعشرة بالمائة

ولما كان أمثال هؤلاء ممن لاينتج المعاني هم غالبية من يتحكم في وسائل التواصل، ذلك يعني أن قوة الأفكار التي تنشر في غالبها ستكون ضعيفة، وهذا ينتج مجالا عاما سيكون غارقا في معاني ضعيفة، وذلك هو ما يسمى التفاهة

-------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. تعدد فرص التعبير يزيد من احتمالات التفاهة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-09-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء