يجب تحرير كليات الإنسانيات من المدرسين "المبشِّرين"
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 350 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اعتقد أن من أكبر الاخطار المتواصلة في تونس، هو ترك كليات الانسانيات بيد "مبشرين" كمبشري المسيحية مهمومين بخدمة ما يعتقدون أنها مهام خلقوا لأجلها تدور حول الترويج لوجهات نظر عقدية مغالبة، وهي عموما الإقناع بفضائل كره الذات والإلحاق بالمركزية الغربية، فيمنعهم انغماسهم "الديني" ذلك من إتقان مهام التدريس فيكون خريجوهم ذوي مستوى لا يقبل
كنت كل مرة أدخل أو أتابع نقاش أحد هؤلاء الضحايا المتخرجين من كلية "منوبة" وخاصة أولئك الدكاترة، فأتفاجأ بالكمّ غير الطبيعي لكل تلك النواقص لديه:
غياب المنهجية في التفكير حيث العشوائية هي السائدة كأنك تتحدث مع أحدهم ذي مستوى ابتدائي، غياب العمق في التناول، الضعف المعرفي حيث وجدت أحدهم مثلا يقول أن المصطلح لا مشكلة في استعماله من دون تدقيقات أي لا توقف عند خلفياته وحمولته العقدية، "توّه هذا كلام"
بالله كيف ستواصل الحديث مع مثل هذا، وكيف سيكون الحال مع من ليس "دكتورا"
وهذا موجود بكثرة، يكفي أن تتأكد بمتابعة كتابات عموم من تعرفون من دكاترة خريجي "منوبة" إلا قليلا يمكن استثناءهم، وتثبتوا في كتاباتهم واحكموا وحدكم
لذلك اعتقد أنه يكون من الجدارة التفكير في تحرير مؤسسات التعليم العالي في شق الإنسانيات من سيطرة هؤلاء المدرسين "المبشرين" حملة رايات الغرب وفرنسا تحديدا، في سبيل إعادة ضبط الأمور وتطوير ونقل تلك المؤسسات نحو مستوى مراكز علمية معرفية وليست بؤرا ايديولوجية كما هو الآن