البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الفعل السياسي كأداة للإلحاق بالمغالب العقدي

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 308
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الديموقراطية في بعض أبعادها، أداة تقنية تتحرك في المستوى التفصيلي التنفيذي، لكنها كمصطلح في تأسيسها تحمل ظلال المركزية العقدية الغربية التي أنتجتها (*)
لذلك علينا حين التعامل مع "الديموقراطية" القيام بعملية تشريح للمصطلح بحيث نفصل المستوى التقني المعني بإدارة الحكم الخلو من الأبعاد العقدية، عن المستوى الفكري العقدي الذي يروج للمنظومة المؤطرة في أبعادها الأخرى في ما هو غير طرق الحكم ك"الجندر" وزواج الأشباه وغيرها من الظواهر الوافدة مما يدخل في دلالات الديموقرطية بظلالها الغربية

وإن لم نفعل ذلك فإن تبني "الديموقراطية" بمختلف أبعادها أي القبول بها من دون استدراكات واعتراضات وتوضيحات، يمثل قبولا بحمولتها العقدية الثقيلة المغالبة، وهو الفعل الذي يحول "الديموقراطية" لأداة وظيفية للإلحاق والتسريع بتبني المجال المفاهيمي الغربي

--------------

غياب العمق الفكري لدى الفواعل السياسية يجعلهم لا يدركون مختلف مساحات مصطلح الديموقراطية وظلاله التاريخية العقدية ويفترضون أنه مفهوم ذو معاني تقنية محايدة، فيتهافتون عليه ويتنافسون في تبنيه ككتلة معاني ملغّمة، مما يدخلهم في عمليات مزايدة في تبني مختلف جوانب ذلك المصطلح بحيث نصل للقبول ببعض الممارسات التي مازالت تلقى الرفض لدى الغرب ذاته كاللواطيين وزواج الأشباه

هذا السلوك السياسي الخطير سببه التعامل مع المصطلحات كأنها ألفاظ سائبة من دون عمق فكري وعقدي (1)، ويزداد الأمر سوءا حينما نجد قيادات تنظيمات إسلامية تتعامل بهذه السطحية الفكرية وتقول بالديموقراطية على إطلاقها، مما يحول الحركة الإسلامية لمركب يستعمل للإلحاق بالمغالب العقدي وللإقناع بجدارة التبعية

هذه الإشكالية تمثل بعض أوجه أهمية البعد الفكري ونتائج غيابه في الفعل السياسي، وتؤكد أن السياسة مثل باقي المجالات كالاقتصاد والثقافة، ليست مساحات متناثرة بذاتها، وإنما هي وجوبا مشتقة ولاحقة لمركزية عقدية ما تعطيها المعاني وتوجهها، وأننا نتيجة هذا التصور لايمكن أن نلتقي مع مغالبينا العقديين في المفاهيم كالحرية والديموقراطية وغيرها، لأن المفهوم لامعنى له إلا داخل مجال مفاهيمي متجانس (2)

-------------------
(*) لا أتحدث عن الديموقراطية كمفهوم تاريخي يوناني وإنما عن الديموقراطية الحالية المتداولة، فهي منتوج غربي

(1) للمزيد حول المصطلحات وأهميتها ينظر :
التبعية، الإلحاق، الربط والارتباط بفرنسا: المصطلحات
https://myportail.com/articles_myportail.php?id=9978

(2) يمكن للتعمق في فكرة الفرق بين المفهوم والمعنى الرجوع للتالي:

تحديدا للمقالات التالية :
1- المفهوم والمعنى والفعل: جدلية الزمن وتغير المعنى
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10798

2- لايصح القول بالإشتراك في الحرية إلا لدى المنتسبين لمجال مفاهيمي واحد
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10777

3- يستحيل جمع الناس على معاني واحدة وإن اجتمعوا حول المفهوم
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10776

أو لمحور مقالات في المعنى https://n9.cl/2753n

***************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
الفعل السياسي كأداة للإلحاق بالمغالب العقدي


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-08-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء