فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 424 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حينما كنا صغارا كنا نلعب بالدوران حول أنفسنا، ثم ينتهي ذلك للتوقف والسقوط والدخول في حالة دُوخَة تجعلك تفقد إدراك الاتجاهات وتعجز عن استيعاب محيطك
في واقعنا الحديث الذي يخضع لتحكمات منظومات تؤطره في السياسة والتوجيه الذهني، يتم دوريا وخاصة في المفاصل الكبرى، صناعة احداث تكون وظيفتها خلق "دوخة" لدى الناس يخرجون بعدها فاقدين لادراك محيطهم
صنع "الدوخة"، تكون مهمتها:
- نسيان العدو السابق وجعله صديقا
- نسيان الاصدقاء وجعلهم في مرتبة متساوية مع الاعداء
- صنع ابطال وهميين ونسيان الابطال الحقيقيين، فقد تم نسيان من قضوا اكثر من عقد سجن وعذبوا فغيبوا وشوهوا مقابل الاعلاء من شأن من اوقف اسبوع او اشهر في ظروف مريبة، وتم تجاهل العفيفات اللاتي اوقفن من اجل الاسلام فاغتصبن مقابل الاعلاء من شان من تعرضت لصفعة او اوقفت في عملية وظيفية مريبة
- نسيان الاطار المؤسس للواقع، فنحن مثلا نسينا ولم نعد ندرك ان واقعنا يخضع منذ عقود لاطار فكري وعقدي يتخذ المركزية الغربية مرجعا ويعمل على جعل فرنسا قدوة في ذهنيات التونسيين، وينتهي لخدمة مصالحها اللغوية والثقافية ثم الاقتصادية
ما اراه اننا نخضع في تونس منذ عقود لعمليات دوخة وظيفية، كل مرة يراد لنا ان نتجه لجهة معينة
آخر دوخة وظيفية هي مانعيشه الان منذ الانقلاب وما انجر عنه من احداث وتفاصيل وصنع ابطال ونسيان الماضي وغيرها مما ذكرته سابقا