فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 659 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حينما نتناول الزي الاسلامي، علينا أن نبرر له باعتباره فعلا يدور في خلفيتنا العقدية ومشتقا منها، وليس لأنه حرية شخصية، وسبب ذلك أن مادة التبرير أهم من موضوع التبرير، فأنت إن بررت بالحرية الشخصية أقررت بجدارة المركزية الغربية ومصطلحاتها وقبلت بها مسطرة لتوجيهك
التبرير هو الذي يعطي قيمة للفعل، فأنت إن بررت الفعل بخلفيتك العقدية جعلت تلك العقيدة سندك وضابطك وموجهك في الحياة ورفعتها، أي ذكّرت بكون الاسلام مركزية عقدية من حقه تأطير الواقع وأنه أكثر من مساحة تدين فردي
بينما حينما تبرر للحجاب الاسلامي باعتباره حرية شخصية، فأنت تجعل المركزية الغربية ومفاهيمها هي المسطرة الضابطة لك واستبعدت الاسلام من أي تأثير وذكر وأقررت بكون تدينك لايجاوز المساحة الفردية
وبيان ذلك أنه لما كانت "الحرية الشخصية" إحدى أدوات التبرير المعتمدة في المجال المفاهيمي للمركزية الغربية، فإن استعمالك لذلك المصطلح يعني أنك تقبل بالمرجعية الغربية ومفاهيمها كخلفية للتقييم ولانتاج الجدارة والرفض، وهذا يعني إقرارا منك بقبول المرجعية الغربية كأفق للفعل ولتأطيره ومسطرة للمفاضلة، وهذه هي التبعية
فأنت إذن حينما تبرر للحجاب بكونه حرية شخصية تقوم عمليا بالتحرك في مساحة التبعية للمركزية الغربية