فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 462 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
استعمال اللهجة في الكتابة تصرف خطير وهو يصب في مجهودات ضرب اللغة العربية واستبعادها وفتح المجال لشيوع الفرنسية أي مزيد التبعية لفرنسا
اللهجة لم تجعل للكتابة وكل استعمال لها هو مساهمة في تغييب اللغة العربية من مجال الفعل، لذلك أول من عمل على نشر اللهجات في المساحات العامة هي الجهات التي تحارب العربية، اي التي لا تستعمل الا اللغة الفرنسية او اللهجة وهي الشركات التي لها علاقة بفرنسا، حيث كانت شركة إشهارية فرنسية كبرى هى التي صممت أول الاعمال الاشهارية لاتصالات تونس منذ أكثر من عقد وكانت خليطا من الفرنسية واللهجة، وأسست بذلك عمليا لطرق الاشهار باللهجة عوض اللغة العربية السليمة ثم تبعتها شركة أورنج الفرنسية التي لاتستعمل الا اللهجة أو اللغة الفرنسية ولا تستعمل العربية ابدا، ثم توالت شركات اخرى في إشاعة استعمال اللهجات بالمساحات العامة في ظل غياب أي منع من السلطة أو من الراي العام الذي ينعدم لديه الوعي بالدلالات السيئة لشيوع اللهجة في الكتابة وتغييب اللغة العربية
للعلم كل البلدان الاوربية تقريبا لديها لهجات لكنها لا تسمح باستعمال اللهجات في المعلقات الاشهارية ولايستعمل أهلها لهجاتهم في الكتابة، لأنها دول وشعوب تحافظ على لغاتها باعتبارعا مكونا من هويتها وتحافظ على سيادتها الللغوية
للتذكير أول من روج لاستعمال اللهجات تاريخيا بدل العربية كان المحتل البريطاني ثم روج لذلك كتاب مصريون لهم توجهات رافضة للغة العربية ولهم ارتباطات بالمحتل البريطاني
ثم توالى استعمال اللهجات والدعوة لها في بلدان المغرب العربي بفعل التشجيع الفرنسي وسكوت السلطات المقربة من فرنسا في نطاق الحرب ضد اللغة العربية واستبعادها من الفعل
ما نلاحظه أن الكثير من أصحاب المستويات التعليمية المتقدمة يستعملون اللهجة في الكتابة، و أن يستعمل ذوو تعليم عال اللهجة في الكتابة، دليل على انعدام الوعي لديهم ولدى عموم التونسيين، بأهمية اللغة كمكون هوية ولغياب إدراك مجهودات استبعاد اللغة العربية تاريخيا في تونس من طرف منتسبي منظومة فرنسا التي تحكم تونس وغير تونس، مما يحول مستعملي اللهجة لوظيفيين يقدمون خدمات لعدوهم وعدونا فرنسا من دون معرفة منهم بذلك، وهذا مؤسف